هل يمكن للسجائر الإلكترونية أن تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين؟
مع ازدياد شعبية السجائر الإلكترونية، يقل عدد الأشخاص الذين يدخنون السجائر التقليدية.
ولكن هل يمكن للسجائر الإلكترونية، وهي نظامٌ إلكترونيٌ لإعطاء النيكوتين، أن تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين تمامًا؟
كان هذا هو محور دراسةٍ حديثةٍ بقيادة باحث مركز هولينجز للسرطان (Hollings Cancer Center researcher.)
ووجدت الدراسة أن المدخنين الذين يرغبون في استخدام السجائر الإلكترونية يميلون إلى التدخين بشكلٍ أقل وتزيد لديهم محاولات الإقلاع عن التدخين، وفقًا لما قاله ( Matthew Carpenter) الحاصل على شهادة الدكتوراه، خبير مكافحة التبغ والإدمان في مركز السرطان في جامعة كارولينا الشمالية الطبية (Medical University of South Carolina).
وقال >> إن السجائر القابلة للاحتراق هي أكثر طرق استهلاك النيكوتين ضررًا، فالإعطاء البديل للنيكوتين من خلال السجائر الالكترونية يمكن ان يُقلل بشكلٍ كبيرٍ من الأضرار ومخاطر الإصابة بالسرطان وغيرها من الأمراض للمدخنين<<
في دراسةٍ بتمويلٍ من المعاهد الوطنية للصحة، يُقيِّم ( Carpenter) السجائر الإلكترونية من حيث الاستخدام و تفضيل المنتج والتغيرات في سلوكيات التدخين والتعرُّض للنيكوتين. تم تقييم 68 من المدخنين: 46 تم اختيارهم عشوائيًا لاستخدام السجائر الإلكترونية و 22 شخصًا عشوائيا يدخنون السجائر العادية.
أُعطي الأشخاص في مجموعة السجائر الإلكترونية جهازًا مع جرعاتٍ عاليةٍ أو منخفضةٍ من النيكوتين. وتمت متابعة الجميع على مدى أربعة أشهر. ونُشرت الدراسة في ( Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention) في نوفمبر تشرين الثاني، وهي واحدةٌ من الدراسات العشوائية القليلة في الولايات المتحدة لدراسة آثار السجائر الإلكترونية ومحاولات الإقلاع عن التدخين.
وأظهرت النتائج أنه عندما أُعطي المدخنون السجائر الإلكترونية دون أية تعليماتٍ أو متطلباتٍ مصاحبةٍ للاستخدام، كان استهلاك النيكوتين قويًا، وذهب العديد من المشاركين لشراء السجائر الإلكترونية الخاصة بهم. وهذا يوحي بأن السجائر الإلكترونية قد تُعطي المدخنين بديلًا مناسبًا للسجائر القابلة للاحتراق.
أولئك الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية دخنوا أقل وكانوا أكثر عرضةً للإقلاع عن التدخين، بالمقارنة مع اولئلك الأشخاص في المجموعة الأخرى.
وقال ( Carpenter) :>>إن النتائج تتفق مع تجارب أُجريت خارج الولايات المتحدة، كثيرٌ من الناس قيموا السجائر الإلكترونية على غرار منتجاتهم المعتادة، مما يشير أيضًا إلى أن هذه المنتجات قد تُشجع التحول، وأي شيءٍ يُبعد المدخنين عن السجائر القابلة للاحتراق هو شيء جيد<<.
ومن بين نموذجي السجائر الإلكترونية المستخدمَين في الدراسة، أظهر الجهاز الأكثر قوةً والذي يحتوي على جرعةٍ أعلى من النيكوتين، نتائج أقوى. وكان الناس الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية في جميع أنحاء الدراسة يُدخنون ما متوسطه 37 في المئة أقل من السجائر العادية، مما يدل على تأثيرٍ إيجابيٍ عند إجراء التبديل ويمكن أن تكون بمثابة أداةٍ لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
هذا خبرٌ جيدٌ ل ( Carpenter) وزملائه في مركز هولينجز للسرطان (Hollings Cancer Center ).
التدخين هو السبب الرئيسي للسرطان وله تأثيرٌ سلبيٌ على فعالية علاجات السرطان.
الناس الذين تركوا التدخين، بغض النظر عن أعمارهم، لديهم مكاسبٌ كبيرةٌ في متوسط العمر المتوقع مقارنةً مع أولئك الذين يستمرون في التدخين.
يُحذر ( Carpenter) من أن السجائر الإلكترونية وإن كانت قد تساعد الناس على التدخين أقل أو حتى الإقلاع عن التدخين، فهي ليست للجميع. >>من المهم حماية غير المدخنين، ولا سيما المراهقين والشباب، من إستخدام أي منتجٍ يحتوي على النيكوتين، وهذا شيءٌ نحن بحاجةٍ إلى الدفاع عنه”.
وتُعتبر السجائر الإلكترونية أحيانًا بوابةً للسجائر التقليدية، وهي الشكل الأكثر ضررًا لاستهلاك النيكوتين.
وقد أظهرت الدراسات أن السجائر الإلكترونية توفر تعرضًا أقل بكثيرٍ للسُّميات الضارة مقارنةً بالسجائر التقليدية.
يقول ( Carpenter):>>نحن نعلم أن السجائر الإلكترونية أكثر أمنًا من السجائر التقليدية، ولكن هذا لا يعني أن السجائر الإلكترونية آمنةٌ تمامًا<<.
ويُضيف :>>أكثر من 1500 نوعٍ من السجائر الإلكترونية متوفرٌ الآن، بما في ذلك الاشكال المختلفة، والإعدادات التكنولوجية الفائقة والعديد من النكهات، والتي يمكن أن تجعلها أكثر جاذبيةً للأطفال. ويمكن تخصيص أجهزةٍ جديدةٍ في العديد من الطرق التي سوف تجذب المزيد من المدخنين، ولكن هذا يعني أنها أيضًا يمكن أن تغري الاطفال<<.
>>لقد وصلنا الى مستوى جيدٍ جدًا من ناحية رسائل الصحة العامة المتعلقة بالتدخين التقليدي وجهود الوقاية المتعلقة بالمراهقين، ولكن الأطفال الآن يرون منتجًا جديدًا قائمًا على التكنولوجيا التي من المفترض أنها أكثر أمانًا ونكهاتً وليست سيجارة، وكل هذه الأشياء تدق أجراس الإنذار للمراهقين، والواقع أن السجائر الإلكترونية أكثر شعبيةً من السجائر التقليدية بين الشباب <<.
كانت السجائر الإلكترونية تُنظم مؤخرًا فقط من قبل إدارة الغذاء والدواء. السجائر الإلكترونية مصنعةٌ بشكلٍ كبيرٍ في الخارج، وتختلف عملية ضبط الجودة. وبدون معلوماتٍ كافيةٍ للرد على قضايا الصحة العامة على المدى الطويل المتعلقة بالسجائر الإلكترونية، يدرك باحثون مثل ( Carpenter) أهمية إجراء المزيد من الدراسات حول أحدث اتجاهات تصنيع منتجات التبغ. السجائر القابلة للاحتراق كانت موجودةً منذ عدة عقود. وقال ( Carpenter) إن السجائر الإلكترونية لاتزال جديدة، والعلم لديه الكثير من الأسئلة تحتاج للرد.
مواضيع ذات صلة:
- إن لم تستطع التوقف عن التدخين، هل عليك اللجوء إلى السجائر الإلكترونية؟!
- كيف تسبب نكهات السجائر الإلكترونية التسمم
- هذا هو تأثير السجائر الالكترونية عليك !
- إذا كنت تظن أن سيجارة واحدة لن تضرك، فعليك قراءة هذا المقال
- كل خمسين سيجارة تسبب طفرة واحدة في الحمض النووي ل كل خلية رئوية
- هل يسبب التدخين أمراضًا في الأمعاء؟
- هل السجائر الملفوفة يدويًا (العربية) أقل ضررًا من تلك المصنعة؟
- الاعتقاد بأن النيكوتين الموجود في السجائر قد يغير من نشاط الدماغ ورغباته
- لماذا نستصعب الإقلاع عن التدخين؟ اسألوا هذه الديدان
- كيف يؤثر التدخين على أسنانك؟
- لماذا يدخن الأطباء بينما يحذرون من مخاطر التدخين؟
- ترجمة: بشار الجميلي
- تدقيق: م. قيس شعبية
- تحرير: زيد أبو الرب