إذا كنت تُهدر نقودك على تناول المكملات الغذائية على أمل العيش لفترة أطول، فثمة دراسة حديثة وشاملة تقترح أنه من الأفضل لك استثمار هذه النقود في شراء الأطعمة المفيدة. وجد الباحثون في هذه الدراسة وخلال ست سنوات من المتابعة أن العناصر الغذائية مثل الفيتامينات A وK، والمغنزيوم، والزنك، والنحاس تلعب دورًا في تقليل خطر الوفاة الناجم عن أمراض القلب والجلطة الدماغية، ولكن هذا في حال كانت مصادرها من الأطعمة لا من المكملات الغذائية.
توصل الباحثون في هذه الدراسة إلى نتيجة مُقلقة مفادها أن تناول ١٠٠٠ مليغرام على الأقل يوميًا من المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم يزيد من خطر الوفاة، وهذا على عكس الكالسيوم الموجود في الأطعمة.
صرحت الدكتورة فانغ زانغ (Fang Zhang) واضعة الدراسة الرئيسية، وأستاذة مساعد في المعهد الجامعي تافتس لعلوم وسياسة الأغذية في مدينة بوسطن قائلة: «يتناول أكثر من نصف الشعب الأمريكي المكملات الغذائية بشكل منتظم، لكن من الواضح جدًا أن استخدامه لها لا فائدة منه، لأنها لا تعد بديلًا عن النظام الغذائي المتوازن».
وأضافت فانغ: «ثمة اعتقاد أن المكملات الغذائية تحسن وتحافظ على الصحة، لكن الدراسة قدمت دليلًا أقوى على عدم وجود فوائد لها. لكن لم يكن واضحًا لماذا المكملات الغذائية لا تزود الجسم بنفس الفوائد التي تزوده بها العناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة.
تختلف المكمّلات الغذائية عن الأطعمة في تأثيرها على الجسم، ففي حال تناول الأطعمة المفيدة، يستطيع الجسم أن يحدد وينظم عملية الامتصاص، أما في حال المكملات الغذائيّة فلا يملك الجسم نفس التأثير التنظيمي».
وقد لاحظت زانغ أن المشاركين في الدراسة تمتعوا بشكل عام بصحة جيدة، وعليه فإن النتائج لا تنطبق بالضرورة على الناس الذين يعانون من نقص في عناصر غذائية معينة.
شملت الدراسة أكثر من ٢٧٠٠٠ بالغ في الولايات المتحدة الأمريكية تراوحت أعمارهم بين ٢٠ عامًا أو أكبر، أجاب المشاركون عن أسئلة حول استخدام المكملات والحمية الغذائية، أفاد أكثر من نصف المشاركين باستخدام مكمل غذائي واحد على الأقل، في حين أفاد أكثر من ثلثهم باستخدام الفيتامينات Multivitamins.
بحسب الدراسة، فإن مستخدمي المكملات الغذائية كانوا على الأرجح من الإناث، ذوي بشرة بيضاء، ويتمتعون بمستويات عالية من الدخل المادي والتعليم، وكذلك يتبعون أنظمة غذائية صحية ونشطين جسديًا.
ووفقًا للبحث، كان فيتامين C هو المكمل الغذائي المستخدم الأكثر شيوعًا، ويليه فيتامين Eوالكالسيوم وفيتامين د. إذن، هل حان الوقت للتخلص من كل مكملاتك الغذائية؟
تقدم زانغ نصيحتها قائلة: «إذا كنت في صحة جيدة فلا يُنصح بتناول المكملات الغذائية، أما إذا كنت مُشخصًا بنقص في أحد العناصر الغذائية، فلا تتوقف عن تناولها دون استشارة طبيبك».
أما سمانثا هيلر، أخصائية التغذية في المركز الطبي للعناية والتعليم والبحوث في مدينة نيويورك والتي لم تشارك في الدراسة صرحت بـ: «لا يؤدي عنصر غذائي مكمل واحد إلى حل مشاكلنا الصحية، لكن هناك أوقات يكون فيها التكميل الغذائي بالفيتامينات أو المعادن ضروريًا ومهمًا».
فعلى سبيل المثال كما أوضحت هيلر: «قد يفشل الأشخاص الذين يكون نظامهم الغذائي نباتيًا بالكامل في الحصول على كفايتهم من فيتامين B12 وفيتامين د والأحماض الدهنية Omeg3 (توجد هذه العناصر في اللحوم الحمراء والبيضاء والحليب ومشتقاته)». وبحسب هيلر، فإن نقص فيتامين د هو مشكلة عالمية، رغم ذلك لا يوجد إجماع بين خبراء الصحة على كمية هذا الفيتامين الواجب تناولها.
وأضافت: «تكون المكملات الغذائية مفيدة عند الضرورة، لكن هناك من يعتقد أنه إذا كان القليل منها نافع فالكثير أنفع، ولكن تعمل أجسامنا للمحافظة على توازن دقيق جدًا، وتناول كمية كبيرة من إحدى هذه المكملات يُوقف عمل هذا التوازن».
وصرحت أيضًا بـ: «لا يمكن لمكمل غذائي واحد أن يحوي كل المركبات النباتية المذهلة التي تحويها الفواكه والخضار والبقوليات والمكسرات والبذور والحبوب (الشوفان مثلًا)، إذ تعمل هذه العناصر الغذائية مجتمعة للمساعدة في الحفاظ على صحتنا ومكافحة الأمراض». الخلاصة، وفقًا لكلتا الخبيرتين زانغ وهيلر، يجب على كل شخص أن يحصل على الفيتامينات والمعادن من الأطعمة لا من المكملات الغذائية.
اقرأ أيضًا:
الفيتامينات الموجودة في الغذاء -وليس المكملات الغذائية- مرتبطة بحياة أطول
خبراءٌ يصدرون تحذيرًا حول المكملات الصحية التي تحتوي على هذا المكون الضار
كيف تؤثر المكملات الغذائية على صحتك؟
ما هي المكملات الغذائية التي يستخدمها العلماء؟
ترجمة: فهد خالد
تدقيق: مينا خلف