يجب التحذير قبل قراءة أي دراسة أو مقالة حول المكمّلات الصّحية وبغضّ النظر عما هي عليه. على وجه التحديد، لا تأخذ المكمّلات الغذائية ما لم توجّه من قبل طبيب، فهي هدرٌ لأموالك بأفضل الأحوال، وقد تُسبّب لك ضررًا في أسوئها، ويمكن لزائري المستشفيات بحالاتهم الطارئة والذين يقارب عددهم 23000 في أمريكا أن يشهدوا على ذلك.

تسلّط الأضواء حاليًّا على الهيغينامين-higenamine -أحدث متمّم غذائي- وهو عبارة عن منشّط ذو تأثيرات قلبيّة وعائية. لا يزال هذا المركب يدخل في تركيب العديد من المكمّلات الغذائية على الرغم من منعه من قبل الوكالة العالميّة لمكافحة المنشّطات (WADA) بالإضافة إلى رفضه من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA).

ويشير مقال جديد في علم السّموم السريرية قام بإعداده باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد، إلى قلة أبحاث هذا الموضوع في الولايات المتحدة، مع ذكر تجارب سريرية أُجريت في الصين بدلًا منها، فقرّر الباحثون معرفة ما إذا كانوا يستطيعون على الأقل التأكد من مقدار ما قد يأخذه مستهلكو المكملات الغذائية من هذا المركب، لدوره في خسارة الوزن أو زيادة الطاقة عند الرياضة، فوجدوا أن نسبتها أكبر بكثير مما قد يُعتقد. وبالتالي ينصح الباحثون الناس بالتفكير مليًا قبل تناول هذه المركبات.

بحث الفريق في 24 من المنتجات التي احتوت على هيغينامين، أو أحد مرادفاته المتعدّدة. فوجدوا أن تركيزه يصل إلى 62 ملليغرام لكل حصّة (جرعة) من المكملات، بالتالي يبلغ مقداره 110 ملليغرام في اليوم عند أخذ الكميات المُوصى بها على الملصق والتي ربّما قد تتعدّى الأرقام المكتوبة.

هذه الدراسة الثالثة التي تمَّ فيها تحديد كمية الهيغينامين في المكملات الغذائية بهذه الطريقة.

إذن، ماذا تعني هذه النتائج؟

لم يبحث المقال في التأثيرات الضارة لأخذ الهيغينامين إلّا أنّ التجارب السريرية المذكورة أعلاه قامت بدراسة تأثير أخذ 2.5 إلى 5 ميليغرام منه عن طريق الوريد، فتبيَّن أنها تزيد باستمرار من معدل ضربات القلب، بالإضافة إلى جملة من الآثار على ضغط الدم.

كما سُجّلت الآثار الجانبية أيضًا من خفقان القلب والصداع وضيق التنفس، وأكثر. وبالتالي فإنّ أخذ 10-20 ضعف الجرعة المختَبرة في الدراسة من خلال تناول المكملات الغذائية بشكل غير منتظم ربّما لا يكون أمرًا مثاليًا.

ذكر الباحثون أيضًا وجود دراستين تم تمويلهما من قِبل مُصنِّع لمُكمل غذائي، تدّعي احتواء المنتجات على كميات آمنة من الهيغينامين. تعاني الدراستان من خلل عميق، إذ تضمّنت عددًا قليلًا من المشاركين، بالإضافة إلى افتقارها للمعلومات عن النسب الكمية للمركب.

أشار الفريق أن المكملات التي قاموا بدراستها توفّرت فقط قبل حظرها من قبل WADA، ويمكن لكمية الهيغينامين أن تتفاوت مع الوقت. ووُجِدَ أن عدد المكملات الغذائية التي تحتوي هذا المركب لم يتغير بعد الحظر، وأشارت التحاليل أن تراكيز المركب فيها عالية جدًا. كما تبين أن بعض المكملات النباتية قد تحتوي على الهيغينامين حتى دون ذكر ذلك على عبواتها.

توصّل الباحثون بعد وضع كل ذلك بعين الاعتبار إلى استنتاج معقول: من غير الواضح مدى سلامة مركب الهيغينامين ولكن يبدو أنه قد يؤثر على القلب بجرعات منخفضة، لذا من الأفضل عدم تناول المكملات الغذائية المحتوية عليه. متغاضين عن الضرر الذي يمكن أن يفعله في حياتك المهنية كرياضي وربما يمكن أن تضر بصحتك أيضًا.

كما أوضح المؤلف المشارك في الدراسة جون ترافيس، وهو أحد كبار الباحثين في مؤسسة NSF -National Sanitation Foundation International-: «نحن نحث الرياضيين التنافسيين والهواة، كذلك المستهلكين العامين، على التفكير مرتين قبل استهلاك منتج يحتوي على الهيغينامين».
«في الغالب لا توجد وسيلة للمستهلك لمعرفة كمية الهيغينامين في المنتج الذي أخذوه».


  • ترجمة: مريم عيسى
  • تدقيق: براءة ذويب
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر