من منا لا يعرف الكدمات ؟! ذلك الأثر الذي يبقى لعدة أسابيع على الجلد ويتغير لونه باستمرار، لكن ما الذي يحدث بالضبط تحت سطح الجلد لكي تتغير الألوان هكذا؟
تحصل الكدمة عندما تؤدي الصدمة -نوعًا ما- إلى تلف الأوعية الدموية دون جرح الجلد. تقع الشعيرات بين طبقات الجلد والأنسجة تحتها، وعند تلفها، تعلق محتوياتها في ذلك المكان إلى أن تبدأ الأنسجة بامتصاص الدم المتسرب وهنا تبدأ مراحل الشفاء التي تكون ملونةً.
عند تحرر الدم من الأوعية التالفة، يكون أحمر بسبب الهيموغلوبين وهو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين إلى أنحاء الجسم المختلفة. وبسبب لون الهيموغلوبين الأحمر، تظهر الكدمة باللون الأحمر في البداية، لكن بعد يوم أو يومين من عدم مرور الدم خلال تلك الأوعية يبدأ الهيموغلوبين بالتحلل، ما يجعل الكدمة تظهر باللون الأزرق أو البنفسجي، أو حتى الأسود.
بعد أن يتحلل الهيموغلوبين بالكامل، يُعاد تدوير محتواه من الحديد من قِبل الجسم ويتحول الهيموغلوبين إلى بيليفيردين، وهي الصبغة الخضراء التي تظهر حول الكدمة بعد مرور أسبوع على الأقل.
بعد مرور فترة معينة يصبح لون الكدمة أصفر أو بنيًا فاتحًا، يشير هذا اللون إلى نهاية عملية الشفاء. يأتي هذا اللون من ناتج ثانوي لتحلل الهيموغلوبين (يُدعى البيليروبين). وبعد أن يصفي الكبد ذلك الناتج الثانوي تزول الكدمة.
تزول أغلب الكدمات بمفردها خلال أسبوعين تقريبًا، لكن في حالات معينة، يتطلب الأمر مساعدة طبيب. يُعد الورم الدموي hematoma أحد هذه الحالات، يظهر هذا الورم كأنه كدمة، لكنه أشد خطورةً، إذ ينتج الورم الدموي عن تمزق أوعية دموية أكبر من تلك الشعرية (على عكس الكدمات).
عندما يحدث الورم الدموي يبقى الدم عالقًا حول الوعاء الدموي التالف، فيظهر الورم الدموي السطحي على شكل كتلة مليئة بالدم حمراء اللون، ويمكن أن يكون على شكل بقعة سوداء كما في حالة الورم الدموي تحت الظفر. ومن ناحية أخرى، تصعب رؤية الأورام الدموية العميقة، فتشكل تهديدًا للأعضاء الداخلية، ويمكن أن يتطلب الأمر جراحةً لتصريف الدم.
ومع ذلك، لا تشكل أغلب الكدمات والأورام الدموية خطورةً على المدى البعيد. أما على المدى القصير، فإن أفضل خيارات العلاج هي الراحة، ووضع الثلج على مكان الكدمة والضغط ثم رفع الطرف المصاب؛ وذلك لإبطاء النزف ولتقليل التورم. وبعد يومين يمكن التحويل من البرودة (وضع الثلج) إلى توجيه حرارة إلى المكان المصاب لتحفيز الدورة الدموية، أو يمكنك ببساطة ألا تفعل شيئًا على الإطلاق، وأن تستمتع بمراقبة جسمك وهو يفعل سحره.
اقرأ أيضًا:
هل تصاب بالكدمات أكثر من غيرك؟ إليك السبب
ترجمة: غند ضرغام
تدقيق: تسنيم الطيبي
مراجعة: تسنيم المنجد