تعمل وكالة المخابرات الأمريكية بصمت على مشروع في غاية السرية. يطمح المشروع إلى إطلاق نظام أقمار صناعية تجسسية تعمل بالذكاء الاصطناعي لتكون بمثابة دماغ صناعي في السماء قادر على رؤية كل شيء، وله اسم كأسماء الشخصيات الشريرة المكتوبة برداءة في أفلام جيمس بوند.
أرفقت مجلة The Verge العام الماضي إلى مكتب الاستطلاع الوطني طلبًا بناءً على قانون حرية المعلومات يطالبون فيها بالمزيد من المعلومات بشأن المشروع الغامض المسمى سينتينت Sentient أي “واعي” الذي يتعلق بتطوير نظام أقمار صناعية تجسسية ، وتمكنوا بالفعل من الوصول إلى كم هائل من الوثائق الخاصة بالمشروع، والذي كان سريًا قبل ذلك.
بالرغم من ضآلة الحقائق، تكشف الوثائق عن تطوير مكتب الاستطلاع الوطني لنظام يعمل بالذكاء الاصطناعي ولديه القدرة على تجميع كم هائل من المعلومات بواسطة بيانات الأقمار الصناعية، لإتاحة الفرصة لمعرفة كل شيء من الناس والسكان إلى مناطق الحروب ومطارات العدو الحربية.
نظريًا يستطيع الذكاء الاصطناعي دمج الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية مع جميع أنماط نقاط البيانات، سواء كانت مصادر إخبارية أو مستشعرات بيئية أو معلومات من وسائل التواصل الاجتماعي لتكوين رؤىً تخص العالم الموجود بالأسفل في الوقت الحالي.
«مبادرة سينتينت هي تجربة ومجهود تنموي لاستيعاب البيانات واستنتاج المعلومات المستقبلية من خلال فهمنا الحالي للمشاكل الاستخباراتية» وفقًا لما جاء في إحدى الوثائق من الطلب المرفقة بناءً على قانون حرية المعلومات.
وأوضحت وثيقة أخرى: «يوظف سينتينت فهم المعنى التحليلي واندماج أجهزة المخابرات المتعددة ومجموعة التوزيع الآلي من أجل إلقاء القبض والحفاظ على حيازة الأهداف والأنشطة المتحركة، موفرًا بذلك مخابرات مدمجة».
ولكن برغم المصطلحات يبقى مشروع سينتينت سريًا عن العامة، فالقليل جدًا يعرف بشأن الداخل والخارج وماذا يقوم به وكيف يقوم به المشروع. قد يبدو ذلك بائسًا إلى حد ما ولكن المشروع يتمتع بالقدرة على جعل الأقمار الصناعية المدنية أكثر كفاءةً وإنتاجية.
أخبر مكتب الاستطلاع الوطني المجلة بأن المدنيين لا يجب أن يكونوا قلقين للغاية بشأن المراقبة الداخلية، لأنهم يتبعون بشكل صارم الأمر التنفيذي رقم 12333، والذي يحدد ما يسمح به القانون للمخابرات والسلطات أن تجمعه من الشعب الأمريكي.
يحظى مكتب الاستطلاع الوطني بعضوية وكالة المخابرات الأمريكية ، ويعتبر الذراع الخاص بوزارة الدفاع الأمريكية الذي يختص بالتعامل مع الأقمار الصناعية واستخبارات الإشارات.
على عكس وكالات الاستخبارات الأخرى مثل وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) أو وكالة الأمن القومي (NSA)، يبقى مكتب الاستطلاع الوطني غير معروف نسبيًا ونجح في البقاء بعيدًا عن أضواء الإعلام.
ربما يكونون معروفين بشكل أكبر للخيال العام من خلال شارة القمر الصناعي USA-247، والتي يظهر فيها أخطبوط عملاق يقبض بمجساته على الكرة الأرضية مصحوبًا بشعار «لا شيء خارج حدود قدرتنا على الوصول إليه».
أيًا كان ما يجري في مكتب الاستطلاع الوطني ومشروع سينتينت، فهم بالتأكيد لا يشعرون بالخجل تجاه الشعارات القديمة المبتذلة الخاصة بالجواسيس ووكالات الاستخبارات.
اقرأ أيضًا:
تعرّف على أسرع طائرة في العالم
شركة يابانية تريد أن تصنع شُهبًا متساقطةً مزيفةً.. هذه ليست فكرة رائعة
ترجمة: شريف فضل
تدقيق: رزوق النجار