اندحاس القلب هو عبارة عن تراكم سائل حول عضلة القلب؛ ما يسبب ضغطًا مفرطًا على هذا العضو. يتراكم عند المصابين باندحاس القلب (أو الاندحاس التاموري) السائل أو الدم بين القلب والغشاء المحيط به والذي يسمى التامور.
يتألف التامور من طبقتين رقيقتين من الأنسجة وبينهما منطقة حاوية على كمية قليلة من السائل لمنع الاحتكاك بين الطبقتين.
وجود كمية كبيرة من السائل بشكل غير طبيعي يسبب ضغطًا على القلب ويؤثر على قدرته على ضخ الدم لأنحاء الجسم بشكل صحيح. في حال كانت سرعة تراكم السائل كبيرة، هنا تكون الحالة مهددة للحياة.
يُعتبر الاندحاس القلبي حالة طبية إسعافية.
سنناقش في هذا المقال أسباب وأعراض اندحاس القلب وننتقل للخيارات العلاجية والإنذار لهذه الحالة.
الأسباب
ينتج اندحاس القلب عن تراكم السائل بين طبقات التامور. في الحالة الحادة، يحدث التراكم بسرعة، بينما يتراكم السائل ببطء في الحالة تحت الحادة.
إن أشيع أسباب اندحاس القلب هي:
- إصابة خطيرة في الصدر.
- نوبة قلبية.
- قصور الغدة الدرقية.
- التهاب التامور.
- تسلّخ الأبهر.
- عدوى جرثومية.
- السل.
- القصور الكلوي.
- السرطان.
- الذأب الحمامي؛ وهو مرض مناعي ذاتي.
- انفجار أم دم أبهرية ( وهي عبارة عن انتفاخ وتوسع في الأبهر).
قد تسبب مضاعفات جراحات القلب أحيانًا اندحاسًا قلبيًا.
وجدت بعض الدراسات أن اندحاس القلب هو السبب لإعادة التداخل بعد الجراحات القلبية وذلك بنسبة 0.1_0.6 %.
أعراض اندحاس القلب
يعيق اندحاس القلب القدرة على ضخ الدم لأنحاء الجسم، ونتيجةً لذلك، لا يدور الدم بشكل سليم بالجسم، ما يسبب آلامًا في الصدر والدوار.
تسمى العلامات الثلاثة الكلاسيكية لاندحاس القلب بثلاثي بيك Beck’s triad.
- انخفاض ضغط الدم الشرياني.
- خفوت أصوات القلب.
- انتباج أوردة العنق.
يعاني المصابون باندحاس القلب من الأعراض التالية أيضًا:
- ضعف النبض.
- ازرقاق الجلد وبرودته عند اللمس.
- الدوار.
- تسرع معدل النبض.
- الإغماء.
- التكاسل والنعاس.
- القلق.
- آلام حادة في الصدر، البطن، الظهر والكتف.
- زلة تنفسية.
التشخيص
لتشخيص اندحاس القلب، يبحث الطبيب عن ثلاثي بيك، عن طريق قياس ضغط الدم، الإصغاء القلبي، وفحص مظهر الأوردة.
يطلب الطبيب إجراءات تشخيصية أخرى تتضمن:
- تصوير الصدى القلبي: يطلب الطبيب تصوير الصدى القلبي عند الشك بوجود اندحاس قلبي. يؤمن هذا الإجراء صورة مفصلة للقلب، والتي تساعد الطبيب على تحديد وجود السائل في التامور ووجود انضغاط في البطين.
- صورة الصدر البسيطة: تساعد الصورة البسيطة على رؤية حجم زائد للقلب أو شكل غير طبيعي بسبب تراكم السائل.
- تخطيط القلب الكهربائي: يساعد هذا الإجراء على رؤية وتقييم الفعالية الكهربائية للقلب.
- التصوير الطبقي المحوري: التصوير المقطعي للصدر يؤكد وجود سائل زائد في التامور.
- الرنين المغناطيسي الوعائي: والذي يستخدم مجالًا مغناطيسيًا وأمواجًا راديوية لتحديد أي موجودات غير طبيعية في جريان الدم في الأوعية القلبية.
يطلب الطبيب أيضًا فحوصًا دموية لقياس تعداد كرات الدم الحمراء والبيضاء. تحدد الاختبارات الدموية أيضًا ارتفاع إنزيمات معينة في الدم وذلك استجابةً لتخرب العضلة القلبية.
هل يعد اندحاس القلب مرضًا شائعًا؟
إن اندحاس القلب اضطراب غير شائع إلا أنه يصيب أي شخص.
في تقارير دراسات عام 2018 كان هنالك 5 حالات من الاندحاس ضمن 10,000 (0.05%) قبول في المشافي في الولايات المتحدة.
إن الأشخاص المصابين بأمراض معيّنة هم أكثر عرضةً للإصابة باندحاس القلب من بقية الناس. وتتضمن الأمراض التالية:
- فيروس عوز المناعة المكتسب.
- المرحلة النهائية لمرض كلوي.
- قصة قصور قلبي.
- السل.
- الذأب الحمامي، وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.
- الأورام الخبيثة.
- إصابات الصدر.
علاج اندحاس القلب
يمكن للاندحاس القلبي أن يسبب الصدمة والوفاة، ويحتاج علاجًا إسعافيًا يتضمن نزح كمية كبيرة من السائل من حول القلب.
يلجأ الأطباء إلى الطرق التالية لنزح السائل وتقليل الضغط عن القلب:
- بزل التامور: وهو إزالة السائل من التامور باستخدام إبرة.
- استئصال التامور: وهو الإزالة الجراحية لجزء من التامور لتخفيف الضغط عن القلب.
- تنظير الصدر والعلاج الصارماحي يسمح بإزالة الدم أو جلطات من حول القلب.
تنصح بعض الدراسات باستخدام الوسائل الأقل بَضْعًا مثل بزل التامور، وهو الخيار العلاجي الأول. إن هذه الخيارات تحمل خطرًا أقل لحدوث المضاعفات ومعدلات وفيات أقل.
تتطلب الحالات الأكثر تعقيدًا من الاندحاس القلبي إجراءات جراحية مثل تنظير الصدر.
بعد الجراحة، يتلقى المريض ما يلي للحفاظ على استقرار حالته الصحية:
- السوائل الوريدية للحفاظ على ضغط دموي طبيعي.
- الأدوية الرافعة للضغط.
- الأكسجين لتقليل الجهد عن القلب.
عند استقرار حالة المريض، يسعى الطبيب لتحديد السبب الكامن وعلاجه لتجنب المضاعفات الأخرى.
الإنذار
يعتمد الإنذار على:
- سرعة الحصول على العلاج.
- المضاعفات المحتملة.
- السبب المستبطن.
إن الأشخاص الذين لا يعانون من سبب سرطاني يكون معدل الوفيات لديهم أقل من 15%.
في حال كان السرطان هو السبب المستبطن للاندحاس، يكون معدل الوفيات حوالي 80% خلال سنة.
ويكون معدل الوفيات أعلى لدى مرضى انسمام الدم، والإصابة الكلوية الحادة أو الأذية الصدرية.
إن التشخيص والعلاج الصارم والمبكر يحسنان الإنذار، من دون تلقي العلاج تكون الحالة مميتة.
الوقاية
لا يمكن الوقاية من جميع حالات اندحاس القلب ولكن يمكن تقليل خطورة الإصابة بالقيام بالتالي:
- تقليل التعرض للعدوى الجرثومية أو الفيروسية.
- تلقي العلاج للحالات المرضية مثل الذئبة وقصور الدرق.
- الحفاظ على صحة القلب من خلال نظام غذائي متوازن وتمارين منتظمة.
- إجراء الفحوصات الطبية الدورية.
- تجنب التدخين.
ملخص
لا يعد الاندحاس القلبي حالة شائعة، إلا أنه خطير ويمكن أن يصل إلى الصدمة والوفاة، من الضروري عند الشك بوجود اندحاس قلبي تطبيق العلاج الإسعافي.
يتضمن علاج الاندحاس نزح كمية من السائل من التامور، وتحقيق استقرار ضغط الدم وعلاج السبب الكامن.
يكون الإنذار أفضل عند التشخيص الصحيح والعلاج الباكر.
على الرغم من عدم القدرة على الوقاية من جميع حالات اندحاس القلب؛ إلا أن الأشخاص لا بد أن يكونوا واعين لعوامل الخطورة وأن يناقشوا وسائل الوقاية مع طبيبهم.
اقرأ أيضًا:
تسرع القلب الأذيني متعدد البؤر MAT: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ما هو الإحصار القلبي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
قصور القلب: الاسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
مرض القلب الإكليلي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: علا سليمان
تدقيق: سلمى توفيق
