يشير مرض القلب الإكليلي أو مرض الشريان التاجي إلى ضيق في الشرايين التاجية، وهي الأوعية الدموية المسؤولة عن إمداد القلب بالأكسجين والدم، ويعتبر ذلك المرض مسببًا رئيسيًا لتدهور الصحة والوفاة. عادةً ما يحدث مرض القلب الإكليلي نتيجة تراكم الكوليسترول على جدران الشريان التاجي، مكونًا اللويحات. ومن ثم تضيق الشرايين، ويقل معها تدفق الدم إلى القلب. وفي بعض الأحيان تتكون جلطات لتسد تدفق الدم إلى عضلة القلب.

في أغلب الأحيان يتسبب مرض القلب الإكليلي في حدوث النوبات القلبية. كما يعد مرض الشريان التاجي أكثر أمراض القلب شيوعًا في الولايات المتحدة، إذ يتسبب في 370000 وفاة سنويًا.

حقائق سريعة عن مرض القلب الإكليلي

  •  شكّل المرض نسبة 23.5 % من مجمل الوفيات بالولايات المتحدة عام 2008.
  •  وفقًا لمركز التحكم بالأمراض والوقاية (CDC)، يعاني حوالي 735000 شخصًا في الولايات المتحدة من النوبات القلبية سنويًا.
  •  تشمل علامات التحذير بالإصابة ألم الصدر أو عدم الراحة وضيق التنفس.
  •  الذبحة الصدرية والنوبات القلبية من أمثلة مرض القلب الإكليلي.

3D illustration of Heart – Part of Human Organic.

ما هو مرض القلب الإكليلي ؟

القلب عضلة بحجم قبضة اليد تقريبًا. يُضخ الدم من القلب إلى الرئتين حيث يتجمع الأكسجين. يضخ هذا الدم الغني بالأكسجين مرةً ثانية إلى مختلف أعضاء الجسم من خلال الشرايين. يعود الدم بعد ذلك إلى القلب من خلال الأوردة ويُضخ ثانيةً إلى الرئتين. وهذا ما يطلق عليه الدورة الدموية.

الشرايين التاجية عبارة عن شبكة الأوعية الدموية الخاصة بالقلب، وتوجد عند سطح القلب، وتمد عضلة القلب بالأكسجين اللازم. إذا ما ضاقت تلك الشرايين، سيصبح إمداد الدم الغني بالأكسجين ضعيفًا جدًا، وخاصةً أثناء المجهود البدني.

في البداية، قد لا تظهر لذلك أية أعراض، ولكن بترسب الدهون واللويحات على جدران الشرايين التاجية، ستبدأ الأعراض في الظهور.

الأسباب

يبدأ مرض القلب الإكليلي غالبًا بجرح أو تلف في الطبقة الداخلية. يتسبب هذا التلف في ترسب اللويحات الدهنية على جدران الشرايين لإعادة بناء موقع الجرح. تتكون تلك الترسبات من الكوليسترول وبقايا الخلايا التالفة. ويسمى هذا التراكم بالتصلب الشرياني.

وإذا ما تمزقت أجزاء من الشريان، سرعان ما تتجمع الصفائح الدموية في مكان الجرح في محاولة لإصلاح الوعاء الدموي. قد يسد هذا التكتل الشريان التاجي، ليقلل تدفق الدم إلى القلب، وهنا تحدث النوبات القلبية.

الأعراض

الذبحة الصدرية

فيما يلي أعراض الذبحة الصدرية:

  •  ألم الصدر: يصفه الناس عادة على أنه إحساس بعصر، وضغط، وثقل، وضيق، أو ألم شديد في منطقة الصدر. غالبًا ما يبدأ ذلك الألم خلف عظم القص ويمتد للرقبة والفك والذراعين والكتف والحلق وحتى للأسنان.
  •  أعراض أخرى تابعة: تشمل الأعراض الأخرى عسر الهضم، وحرقة الفؤاد، والوهن، والتعرق، والغثيان، وضيق التنفس.
  • وهناك عدد من الأنواع الرئيسية للذبحة الصدرية:
  •  الذبحة المستقرة: في هذه الحالة قد يستغرق الإحساس بعدم الراحة لفترة قصيرة من الوقت، وقد يتمثل في الإحساس بالانتفاخ أو عسر الهضم.

ويحدث ذلك عند بذل القلب لمجهود أكثر من المعتاد. ولهذا النوع وتيرة منتظمة، فقد تحدث على مدى أشهر أو سنين. وتخفف الراحة والأدوية من الأعراض.

  •  الذبحة غير المستقرة: تحدث غالبًا بسبب تكون الجلطات في الشريان التاجي. وتحدث عند الراحة، وبشكل مفاجئ، وتستمر لفترات أطول. وقد تسوء بمرور الوقت.
  •  الذبحة المتغايرة: تحدث وقت الراحة، وعادة ما تكون حادة. وتحدث عند تقلص الشريان ما يجعله يضيق، ويضعف من إمداد الدم للقلب. وتشمل محفزات ذلك النوع التعرض للبرودة، والتوتر، والأدوية، والتدخين، أو تعاطي الكوكايين.

ضيق التنفس

يؤدي مرض القلب الإكليلي إلى ضيق التنفس. إذا وصل للقلب ولأعضاء الجسم الأخرى كميات قليلة جدًا من الأكسجين، سيبدأ المريض باللهاث، في محاولة منه لتعويض نقص الأكسجين.

النوبة القلبية

تحدث النوبة القلبية، أو احتشاء عضلة القلب عندما لا تصل كميات كافية من الدم إلى عضلة القلب، ومن ثم الأكسجين، ما سيؤدى إلى موتها، وتحدث حينها النوبة القلبية.

وعادة ما يكون سبب النوبة القلبية هو تكون الجلطة من ترسب اللويحات في أحد الشرايين التاجية. قد تكون الجلطة كبيرة بما يكفي لسد الشريان ومنع وصول الدم إلى القلب. ويطلق على الجلطة الدموية هذه الخثار التاجي.

وتشمل أعراض النوبة القلبية التالي: الإحساس بعدم الراحة في منطقة الصدر، والسعال، والدوخة، وضيق التنفس، وشحوب الوجه، والغثيان، والقيء، والارتباك، والتعرق.

تبدأ أعراض النوبة القلبية بألم في الصدر الذي سرعان ما ينتشر ليصل إلى الرقبة والفك والذراعين والكتف والظهر أو منطقة البطن. عادة ما يكون الألم مستمرًا، وقد يستغرق من دقائق إلى ساعات عديدة. ويعتبر حدوث النوبة القلبية حالة طبية طارئة، إذ قد تؤدي إلى الوفاة أو حدوث ضرر دائم للقلب. إذا شعر أي شخص بهذه الأعراض، فعلية الاتصال بالطوارئ في الحال.

العلاج

لا يمكن علاج مرض القلب الإكليلي ، لكن هناك طرقًا تساعد المريض في السيطرة على الحالة. تتضمن العلاجات تغييرات في نمط الحياة وبعض التدخلات الجراحية والأدوية.

يوصينا أسلوب الحياة الصحي بالإقلاع عن التدخين وتناول الوجبات الصحية وممارسة الرياضة بانتظام.

مرض الشريان التاجي الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج أسباب مرض القلب الإكليلي تراكم الكوليسترول على جدران الشريان التاجي تضيق الشرايينالأدوية:

  •  الأدوية الخافضة لنسبة الكوليسترول (مركبات الستاتين): تعتبر من الأدوية الفريدة التي لها تأثير إيجابي في علاج مرض الشريان التاجي. ولكنها قد لا تعمل إذا ما كان الشخص يعاني من اضطراب آخر في الكوليسترول.
  •  جرعات مخفضة من الأسبرين: قد يسهم ذلك في تقليل تكوين التجلط الدموي وفرص حدوث الذبحات الصدرية أو النوبات القلبية.
  •  محصرات البيتا: تقلل من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من النوبات القلبية.
  •  لطخات أو بخاخات أو أقراص النيتروجليسرين: تقلل من ألم الصدر من خلال خفض احتياج القلب للدم وذلك بتوسيع الشرايين التاجية.
  •  مثبطات الأنزيم المحول لمركب الأنجيوتنسين (ACE inhibitors): تقلل من ضغط الدم المرتفع وتسهم في بطء أو وقف تطور مرض الشريان التاجي.
  •  محصرات قنوات الكالسيوم: تساهم في توسعة الشرايين التاجية، لتسمح بتدفق أكبر للدم إلى القلب، وكذلك خفض ضغط الدم المرتفع.

في الماضي، تناول العديد من الناس عقار الأسبرين يوميًا لخفض نسب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن توصي البحوث والتوجيهات الحالية بتناوله فقط في حالة الأشخاص المعرضين للإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والذبحة الصدرية، إذ إن الأسبرين مميع للدم، وقد يزيد خطر الإصابة بالنزيف.

الجراحة

تعمل الجراحة على فتح أو استبدال الشرايين المسدودة، في حالة كون الشرايين ضيقة جدًا، أو عدم استجابة الأعراض للأدوية:

  •  الجراحة بالليزر: يتضمن ذلك عمل فتحات ضئيلة جدًا بعضلة القلب، والتي تشجع على تكوين أوعية دموية جديدة.
  •  جراحة الشريان التاجي: يستخدم الجراحون وعاءً دمويًّا من مكان آخر من جسم المريض لصنع ازدراع يمكنه تجاوز الشريان المسدود.
  •  جراحات رأب الأوعية وتثبيت الدعامات: تركب القسطرة في مكان ضيق من الشريان، ثم يمرر البالون المنكمش خلال القسطرة للمنطقة المصابة.

وعندما ينفخ البالون، يضغط على الرواسب الدهنية على الجدران الداخلية للشريان. وقد تُترك الدعامة أو الأنبوبة الشبكية لإبقاء الشريان مفتوحًا. نادرًا ما تتم عمليات زراعة القلب في حالة التضرر البالغ للقلب أو فشل العلاجات المختلفة.

الوقاية من مرض القلب الإكليلي

يقلل التحكم في نسبة الكوليسترول في الدم من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي. إن كنت نشطًا بدنيًا، بعيدًا عن تناول الكحول، غير مدخن، وحريصًا على تناول الأطعمة الصحية منخفضة السكريات والملح، فهذا قد يساعد في تقليل خطر الاصابة.

عوامل الخطر

يزيد التدخين من خطر الإصابة، إذ بإمكان التبغ المساهمة في الآتي:

  •  زيادة الالتهابات والتسبب في ترسب المزيد من الكوليسترول على الشرايين التاجية.
  •  تزيد نسبة الإصابة بمرض الشريان التاجي بمعدل ستة أضعاف في حالة المرأة التي تدخن 20 سيجارة يوميًا عن التي لم تدخن على الإطلاق. في حين تزيد بمعدل ثلاثة أضعاف للرجال المدخنين عن غير المدخنين.

كما تزيد تلك العوامل أيضًا من خطر الإصابة:

  •  التقدم في العمر
  •  الرجال بالمقارنة مع النساء، إلا أن خطر الإصابة للسيدات ما زال قائمًا خاصة بعد انقطاع الطمث.
  •  أحد الوالدين أصيب بمرض الشريان التاجي قبل عمر الستين.
  •  ضغط الدم المرتفع غير المتحكم به، إذ يسهم بزيادة سمك الشرايين وضيقها.
  •  ارتفاع نسبة الكوليسترول.
  •  انعدام ممارسة الرياضة، وتناول الوجبات غير الصحية.
  •  التوتر والضغط الذهني والعاطفي على المدى البعيد.
  •  الإصابة بمرض السكري النوع الثاني والسمنة.

التشخيص

يساعد الفحص الجسدي، والتاريخ الطبي للأشخاص وعدد من الاختبارات في تشخيص مرض القلب الإكليلي، وتشمل تلك الاختبارات:

  •  مخطط كهربية القلب (ECG)
  •  مرقب هولتير (جهاز محمول يضعه المريض تحت ملابسه لمدة يومين أو أكثر ويرصد النشاط الكهربائي للقلب وكذلك معدل نبضات القلب)
  •  مخطط صدى القلب (Echocardiogram)
  •  اختبار الإجهاد
  •  القسطرة الاستكشافية للشريان التاجي (من خلال حقن صبغة في شرايين القلب لكشف البقع الضيقة والانسدادات بواسطة الأشعة السينية)
  •  الأشعة المقطعية
  • التصوير البطيني النووي (من خلال كاشفات مشعة لفحص غرف القلب)
  •  اختبارات الدم: تستخدم في قياس مستويات الكوليسترول في الدم، وبخاصة للأشخاص فوق الأربعين عامًا، ولديهم تاريخ عائلي من الإصابة بأمراض القلب وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

اقرأ أيضًا:

متلازمة الشريان التاجي (التاجية) الحادة Acute coronary syndrome

ما هو الرجفان الأذيني ؟

قلس الصمام الأبهري

انقطاع قوس الأبهر – الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: علي أبوالروس

تدقيق: بدر الفراك

مراجعة: رزان حميدة

المصدر