البيوتين هو مركب فيتامين B قابل الذوبان في الماء، ويساعد الجسم في عمليات أيض البروتينات ومعالجة الجلوكوز، ويعرف أيضًا بفيتامين B7 أو بفيتامين H. لا يستطيع جسم الإنسان أن يصنع فيتامين B7 ، فقط البكتيريا والفطريات والخميرة والطحالب وبعض النباتات يمكنها تصنيع البيوتين.
البيوتِين غير المستخدم في الجسم يُطرَح عن طريق البول، ولا يمكن للجسم تخزينه، لذلك يجب تناوله يوميًا. تتوفر مكملات البيوتين بشكل منتشر في متاجر الطعام الصحية، لكن عوز البيوتين نادر، ويوجد دليل طبي ضعيف يدعم حاجة الناس لمكملات البيوتين.
ما هو البيوتين ؟
هو مرافق إنزيمي يشارك في عمليات أيض:
- الأحماض الدهنية: وهي مركبات توجد في الدهون والزيوت.
- ليوسين: وهو حمض أميني لا يمكن للجسم تصنيعه.
- استحداث السكر: وهي عملية تصنيع الجلوكوز من جزيئات لا تنتمي للكربوهيدرات، كالأحماض الأمينية والدهنية.
مرافقات الإنزيمات هي مركبات تستحث عمل الإنزيمات، ولا يمكنها بدء أو تسريع تفاعل بيولوجي ما، لكنها تساعد الإنزيمات في ذلك.
أهمية فيتامين B7
يوضح المركز الطبي لجامعة ميريلاند أن أهمية البيوتِين تكمن في مساعدته للجسم في معالجة الجلوكوز، وعمليات أيض البروتينات والكربوهيدرات، ويمكنه بالإضافة إلى ذلك نقل ثاني أكسيد الكربون.
بحسب الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية European Food Safety Authority، يساهم البيوتين في:
- عمليات أيض العناصر الغذائية.
- عمليات أيض إنتاج الطاقة.
- الحفاظ على الشعر، والجلد، والأغشية المخاطية.
- وظيفة سيكولوجية.
يساهم البيوتين في صحة الأظافر، والجلد، والشعر، ولذلك يدخل ضمن تركيبة الكثير من منتجات تجميل وصحة الجلد والشعر. على كل حال، لا يمكن امتصاصه من خلال الشعر أو الجلد.
الأظافر وتساقط الشعر
يسمى البيوتِين أحيانا بفيتامين H، ويأتي حرف H من الكلمتين الألمانيتين “Haar under Haut” ويعنيان: الجلد والشعر.
تقترح بعض الدراسات أن تناول مكمل 2.5 ميليغرامات من البيوتِين لمدة 6 أشهر يمكن أن يزيد من قوة الأظافر، ويقلل من تشققها.
على كل حال، لا يوجد دليل على قدرة البيوتين بمنع تساقط الشعر بين الذكور والإناث.
رُبط بين نقص البيوتِين ومرض قرف اللبن “قبعة المهد” عند الرضع، لكن لا يوجد دليل على أن مكملات البيوتِين في تركيبة الحليب قد تقدم مساعدة.
البيوتِين وداء السكر
بما أن البيوتِين يساعد في عملية الأيض، فيمكنه أن يلعب دورًا في التحكم بمرض السكر. تقترح الأبحاث أن فيتامين B7 يمكنه أن يحسن استخدام الجلوكوز في الجسم.
يعاني المصابون بمرض السكر من مشكلة في استخدام الجلوكوز بسبب خلل توازن الإنسولين. يستطيع البيوتِين تحسين علمية تصنيع الأحماض الدهنية، ويساعد في تخزين الجلوكوز. وُجد في الفئران أن البيوتين يحفز إفراز الإنسولين.
اقترحت بعض التقارير أن مكملات البيوتِين قد تحسن من أعراض الاعتلال العصبي، في المصابين بالسكر على سبيل المثال، ولكنها لم تؤكَد بالأبحاث على كل حال.
وجدت دراسة أن مرضى السكر يمتلكون مستويات منخفضة من البيوتِين مقارنة مع غير المصابين بالسكر. وفي تقرير آخر، أظهر الأفراد الذين فقدوا حاسة التذوق تحسنًا بعد تناول 10 إلى 20 ميكروغرامًا إضافيًا من البيوتِين كل يوم.
ما تزال الأبحاث المتعلقة بفوائد البيوتين محدودةً، قبل التوصل لخلاصة دقيقة.
المتطلبات
ما تزال المعرفة محدودة بشأن كمية البيوتين التي يحتاجها الأفراد، لكن مجلس الطعام والغذاء الأمريكي يوصي بالآتي: يجب أن يتناول الرضع بعمر ما بين 0 إلى 6 أشهر كمية 6 ميكروغرامات يوميًا، وترتفع الكمية إلى 30 ميكروغرامًا بالنسبة للبالغين فوق عمر 19 عامًا، و35 ميكروغرامًا للأمهات المرضعات.
أظهر استطلاع في أوروبا أن متوسط ما يتناوله الناس يبلغ 36 ميكروغرامًا من البيوتين يوميًا. لا توجد بيانات مشابهة في الولايات المتحدة الأمريكية.
عوز فيتامين B7
يُعتَبر عوز البيوتين نادرًا، ولكن بعض المجموعات قد تكون معرضةً بشكل أكبر.
يمكن أن يؤدي عوز البيوتين إلى:
- تساقط الشعر.
- طفح جلدي متقشر ومحمر حول العينين، والأنف، والفم، والأعضاء التناسلية.
- تشققات في أطراف الشفاه.
- التهاب اللسان، قد يكون بلون أرجواني.
- جفاف العينين.
- فقدان الشهية.
بعض الأعراض الأخرى تشمل:
- اكتئابًا.
- تعبًا وفتورًا.
- هلوسات.
- أرقًا.
- تنميلًا وخدرًا في الأيدي والأرجل.
- ضعف جهاز المناعة وزيادة خطر العدوى.
في الحوامل، يُكسَّر البيوتين بشكل أسرع، ما قد يؤدي إلى نقص متدرج. قد تُلاحَظ الأعراض، لكن العوز قد يؤدي إلى مشاكل في نمو الجنين.
تُنصَح الحوامل بتناول مكملات إضافية من حمض الفوليك وفيتامين B9، ومن المفيد إضافة فيتامين B7 إلى المكملات.
قد تستفيد بعض المجموعات من المكملات مثل:
- المرضى الذي يتعاطون أدويةً مضادةً للتشنجات.
- المصابين بمرض في الكبد.
- المرضى الذين يُغذَون عن طريق الوريد لمدة طويلة.
يمكن أن يساعد مكمل البيوتين المرضى المصابين بنقص البيوتينيز Biotinidase، وهو مرض وراثي يعيق امتصاص البيوتين، ويسبب عوز البيوتين.
قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في امتصاص البيوتين وبعض العناصر الأخرى نتيجة أمراض مزمنة مثل داء كرون، من مكملات البيوتين.
مصادر فيتامين B7
يحتوي طيف واسع من الأطعمة على البيوتين، لكن أي منها لا يحتوي على كميات كبيرة، كما هو الحال مع بعض الفيتامينات الأخرى.
تتضمن قائمة الأطعمة المحتوية على كميات كثيرة نسبيًا من البيوتين ما يلي:
- الكبد.
- الفول السوداني.
- الخميرة.
- الحبوب الكاملة.
- جبنة الشيدر.
- سمك السردين.
- لحم الخنزير.
- الأفوكادو.
- الموز.
- صفار البيض.
- القرنبيط.
- فطر عيش الغراب.
يقلل زلال البيض في الجسم من فعالية البيوتين في صفار البيض، إذ يرتبط زلال البيض بالبيوتين ويمنع امتصاصه. يتعرض الأشخاص الذين يستهلكون زلال البيض لعدة سنوات إلى خطر طفيف لنقص فيتامين B7.
تقلل معالجة الطعام من مستويات العناصر الغذائية كالبيوتين، على سبيل المثال، القرنبيط النيء يحوي على بيوتين أكثر من البيوتين المطبوخ.
قدّرت دراسة نُشرَت في مجلة “Advances in nutrition” تناول البيوتين في أمريكا وأوروبا الغربية ما بين 35 إلى 70 ميكروغرامًا يوميًا، أو 143 إلى 287 ميليمولًا يوميًا. ويتوفر البيوتين بصورة مكملات غذائية.
وفقًا لجامعة ولاية أوريون، لا تُعرف للبيوتين آثار جانبية.
يستطيع المصابون بأمراض وراثية متعلقة بعمليات أيض البيوتين تحمل جرعات تصل إلى مئتي ألف ميكروغرام يوميًا دون أي مشاكل. ولم تحدث أعراض جانبية عند الأفراد غير المصابين بمشاكل أيض البيوتين والذين تعاطوا جرعات مثل 5000 ميكروغرام كل يوم لمدة 24 شهرًا.
على كل حال، من المهم استشارة طبيب أو أخصائي تغذية قبل إحداث أي تغييرات في تناول بالغذاء أو تعاطي المكملات.
اقرأ أيضًا:
فيتامين K: فوائده ومصادره ومخاطر عوزه
فيتامين (E): كل ما يجب أن تعرفه
ترجمة: حمزة عبيد
تدقيق: آية فحماوي