من الصعب تخيّل ذلك الآن بوجود مضادات فعالة وأدوية متطورة، لكن كان هناك وقت في التاريخ حيث كان مرض واحد قد يؤدي إلى موت الآلاف في ليلة وضحاها. فيما يلي قائمة بأكثر 10 أمراض فتكا بالبشرية في التاريخ:
10- فيروس شلل الأطفال (Polio):
هذا المرض يُعتقد أنه موجود منذ آلاف السنين. ينتقل عادةً بالغذاء أو الماء الملوثين بالفيروس، حيث يستهدف الجهاز العصبي للإنسان، ما يسبب أعراضًا تؤثر على الساقين وتؤدي لحدوث شلل.
في الولايات المتحدة الأمريكية كان انتشار المرض في عام 1952 كبيرًا، حيث سجلت حوالي 57628 حالة إصابة في عموم البلاد.
برغم عدم وجود علاج للمرض؛ لكن لقاحًا تم تصنيعه في الخمسينيات أظهر فعاليته لعقود. ولأن هذا المرض ينتقل عن طريق الإنسان فقط، فإن التطعيم ضد المرض من المتوقع أن يقضي عليه في الأجيال القادمة.
اقرأ أيضًا:
- فيروس شلل الأطفال سلاح جديد للقضاء على الخلايا السرطانية
- لقاح جديد لشلل الأطفال يمكن أن ينهي المرض نهائيا
9- التيفوس الوبائي/ حمى المخيمات (Epidemic Typhus/Camp Fever):
يحدث بسبب كائنات مجهرية تنقل بواسطة قمل الجسم. انتشر هذا المرض المدمر بسرعة في الأماكن المغلقة الفقيرة المحتشدة في فترة 1600. تبدأ الأعراض بصداع وغثيان وحمى. وعند عدم معالجته يسبب ما يعرف بالإنهاك الحراري، مؤثرًا على دوران الدم في الجسم، ومضاعفات أخرى تؤدي إلى فشل الإعضاء. انتشر التيفوس الوبائي في أوروبا خلال حرب الثلاثون عامًا في 1600، حاصدًا قرابة 10 ملايين حياة. وحصد حيوات الملايين أيضًا في روسيا وبولندا ورومانيا خلال الحرب العالمية الأولى.
اقرأ أيضًا: هل اصابتك يوما حمى التيفوئيد ؟ تعرف معنا على تفاصيل المرض
8- الإيدز (AIDS):
واحد من أكثر الأمراض حداثة في القائمة هذه. انتشر حول العالم بصورة كبيرة في ثمانينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الوقت حصد حوالي 25 مليون حياة.
يحدث هذا المرض بسبب فيروس العوز المناعي (HIV)، الذي ينتشر عبر سوائل الجسم ويهاجم الجهاز المناعي بسرعة. ليس هناك علاج للمرض إلا أن هناك أدوية فعالة ضد الفيروسات القهقرية (Retroviruses) تخفف من الأعراض وتطيل حياة المصابين حوالي 4-12 سنة.
اقرا أيضًا:
7- الملاريا (Malaria):
يعدّ هذا المرض المتسبب من بعوضة من أقدم التهديدات لحياة البشرية، حيث أنه مسجّل منذ 4000 عامًا، وحالات جديدة لا تزال تسجّل حتى اليوم.
ينتشر في المناطق شبه الصحراوية في إفريقيا حيث تسجّل حوالي 350-500 مليون إصابة سنويًا، ومع ذلك نسبة الوفيات صغيرة جدًا. أكبر وباء للملاريا انتشر في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، حاصدًا أرواح مايقارب 100000 جندي أمريكي فقط.
اقرأ أيضًا:
6- الكوليرا (Cholera):
كان هذا المرض شائع في الهند لقرون، وانتقل بعدها لكل العالم في القرن التاسع عشر.
ينقل عادةً عن طريق الماء والغذاء الملوثين بالجرثومة. يسبب أعراضًا مشابهة للانفلونزا كالتقيؤ والإسهال المائي وتقلصات وجفاف شديد.
ويؤدي للموت عند الأشخاص الذين لم يستطيعوا المحافظة على سوائل الجسم حتى يقاوم الجهاز المناعي المرض.
لسوء الحظ، فإن انتشار الوباء لا يزال مستمر حتى اليوم.
سجّلت حالات 3-5 مليون إصابة، و 12000 حالة وفاة كل عام. أكبر وأحدث انتشار للكوليرا حدث في هاييتي عام 2010 حصد فيها أرواح 7000 شخص.
اقرأ أيضًا:
- وباء الكوليرا يتفشى في بعض الدول العربية، فما هي سبل الوقاية والعلاج؟
- علاقة مريبة بين الشاي المثلج والكوليرا
5- الجدري (Smallpox):
في القرن السادس عشر قضى وباء الجدري -الذي بسببه فيروس الفاريولا (Variola virus)- على مجموعة سكانية كاملة، حيث أدّى إلى وفاة 90 مليون أمريكي عندما انتقل المرض من أوروبا.
تتضمن الأعراض حمى عالية وأوجاع في عموم الجسد، وطفح جلدي شديد يصاحبه بثرات تفرز منها سوائل تترك ندبًا على الجلد عند شفائها.
قتل المرض 400000 مواطن في أوروبا كل عام في نهايات القرن الثامن عشر، لكن تمّ تصنيع لقاح للمرض في عام 1796. برغم استخدام اللقاح إلا أنه لم يمنع انتشار المرض، ففي عام 1960 تسبب المرض بقتل مليوني شخص حول العالم.
اقرأ أيضًا:
4- الحمى الصفراء (Yellow Fever):
هذا المرض مشابه للملاريا من حيث أنه ينتقل من شخص لآخر عن طريق بعوضة مصابة.
مسؤول عن وفاة الملايين ومسح قرى ومستعمرات كاملة في زمن نابليون.
لا تزال الحمى الصفراء موجودة في مناطق إفريقيا وأمريكا الجنوبية. ومع أن هناك إصابات أقل خطورة من أخرى؛ إلا أن هذه الحمى تبقى خطرًا مهددًا للحياة؛ حيث تسبب نزفًا داخليًا وفشلًا كبديًا مما يسبب عارض صفار الجسد، معطيًا هذا الاسم للحمى.
أشهر وباء للحمى الصفراء كان عام 1793 في فيلادلفيا في الولايات المتحدة، عندما توفى 4000 شخص في فترة مدتها أربعة أشهر.
اليوم، لايزال هذا المرض موجودًا، فقد تم تقدير عدد إصابات 200000 حالة حمى صفراء، مسببة 30000 وفاةً حول العالم كل عام.
اقرأ أيضًا:
3- الموت الأسود (The Black Death):
أو ما يعرف بطاعون دبلي (Bubonic Plague). يعرف الطاعون أنه أول وباء على الأرض.
حيث قضى على جماعات سكانية كاملة في آسيا وأوروبا في القرن الرابع عشر. أعراض المرض تكون بتورّم الغدد اللمفاوية وسعال وقشع دموي وصعوبة في التنفس.
أسباب المرض أو السلالات الوبائية لا تزال موجودة حتى اليوم، لكن شكرًا للتطور في الطب؛ فأي حالات محتملة من السهل علاجها في وقت مبكر من الإصابة.
اقرأ أيضًا:
- لقد كنا مخطئين باتهام الفئران بنشر مرض الطاعون!
- الجمرة الخبيثة والطاعون: كيف يمكن للقاحٍ واحدٍ أن يحميَ جسمنا ضدّ تهديدين بيولوجيين مرعبين؟
2- وباء الإنفلونزا العظيم عام 1918 (The Great Influenza Epidemic of 1918):
هناك عدة تسميات للمرض، الإنفلونزا الإسبانية/ وإنفلونزا 1918. لكن بغض النظر عن أي تسمية تطلق عليه؛ فهو يعرف بأنه واحد من أكثر الأمراض فتكًا في التاريخ.
ومع أنه استمر لسنة واحدة فقط؛ إلا أن سلالة الفيروس استطاعت القضاء على حياة 50-100 مليون شخص. كان قادرًا على الانتقال بسهولة من دولة لأخرى عبر الجنود العائدين من الحرب العالمية الأولى لبلدانهم حول العالم.
الأعراض مشابهة لإنفلونزا الوقت الحالي، لكن تجمع السوائل الشديد في الرئتين والناتج عن مضاعفات الإنفلونزا هو ما أدّى لموت الملايين.
اقرأ أيضًا:
1- مرض السل أو التدرن (Tuberculosis):
تتبع العلماء سلالات هذا المرض حتى المادة الوراثية (DNA) لمومياءات قدماء المصرين، وتبيّن أن هذا المرض عاث فسادًا في البشرية لآلاف السنين.
تسببه بكتريا تنتقل عن طريق الجو. يهاجم هذا المرض الرئتين ويسبب ضعفًا عامًا للجسد، وألمًا في الصدر، وتعرقًا ليليًا ونوبات سعال شديدة. في القرن التاسع عشر قضى مرض ذات الرئة على حيوات ربع أعداد البالغين في أوروبا.
وفي فرنسا في عام 1918 واحدة من كل ست حالات وفاة كان سببها ذات الرئة. لا يزال المرض منتشرًا حتى يومنا هذا، ويؤثر على حياة 8 ملايين شخصًا كل عام مؤديًا لموت 2 مليون منهم.
اقرأ أيضًا: خنصر متورم لدى امرأة كان علامة نادرة لمرض السل
- إعداد: شيرين
- تدقيق: دانة أبو فرحة
- المصدر