عام ميلادك يستطيع التنبؤ بفرص إصابتك بوباء الإنفلونزا!


يتنبأ عام ميلادك _إلى حدٍّ ما_ باحتماليات إصابتك بحالة مرضية خطيرة أو الموت بوباء فيروس الانفلونزا، وذلك وفقًا لدراسة مشتركة بين جامعتي «أريزونا» و«كاليفورنيا، لوس أنجلوس».

درس فريق البحث نوعين من فيروسات انفلونزا الطيور، «H5N1» و «H7N9». سُجل كلا الفيروسين في حالات تفشٍّ وانتشارٍ شديدين في أجسام المصابين أو حالات وفاة. تحظى هاتان السلالتان باهتمام كبيرٍ من العلماء لأنه، وفي أي وقت، توجد إمكانية حدوث طفراتٍ تُمكِّن الفيروس من الانتقال بسهولة من الطيور إلى البشر، والانتشار بسرعة بين المضيفين.

بعد تحليل البيانات المتوفرة عن كل حالة تفشٍّ للفيروس أو حالة موت سببته إحدى السلالتين المذكورتين، اكتشف العلماء أن التعرض لفيروس الانفلونزا في مرحلة الطفولة يمنح الإنسان مناعة ضد أنواع معينة من الانفلونزا.

قدم هذا الاكتشاف تفسيرًا للمعضلة الطبية في عام 2013، حيث كان الأطفال واليافعون يصابون بفيروس «H5N1»، بينما يصاب الكبار بفيروس «H7N9».

يستطيع الباحثون الآن التنبؤ بدقة معقولة بإمكانية حصول البشر على مناعة ضد سلالات جديدة من الانفلونزا بالاعتماد على عام ميلادهم، غير أنه من غير المؤكد أن هذه المناعة ستكون كافية لمنع الإصابة بشكل كلي، ولكنها تخفض خطر تفشّي الوباء بشكل ملحوظ.

الأشخاص المولودون في الأعوام «المحمية» تنخفض لديهم احتمالية الإصابة الخطيرة أو الموت من فيروسي «H5N1» و«H7N9». من الأمثلة الواضحة على ذلك، وباء الانفلونزا في هونغ كونغ عام 1968؛ فالأشخاص المولودون في ذلك العام لديهم مناعة ضد الفيروس «H7N9»، والذي لديه صلة قرابة وثيقة بالفيروس الذي انتشر قبله عام 1968، وأما المولودون قبل 1968 فلديهم مناعة ضد الفيروس «H5N1».

تأتي أهمية هذا البحث في كونه يطلق الإمكانيات للتنبؤ بأماكن انتشار الأوبئة المستقبلية بناءً على الإحصائيات السكانية، ويفتح آفاقًا جديدة في مجال تقييم المخاطر الناتجة عن تفشّي وباءٍ ما في المستقبل بأرقامَ أكثر دقة.


ترجمة: نعيم سايس
تدقيق: المهدي الماكي

المصادر:

جامعة أريزونا

جامعة كاليفورنيا