تعتبر متلازمة فرط الأسمولية مع زيادة السكر في الدم هي إحدى المضاعفات الأيضية لداء السكري، وتتميز بزيادة شديدة في سكر الدم، والجفاف الشديد، مع فرط الأسمولية في بلازما الدم «زيادة الأملاح في الدم»، وتقلُّب الوعي ما بين اليقظة والخمول. غالبًا ما تحدث لأصحاب النوع الثاني من داء السكري Type 2 Diabetes Mellitus أثناء الضغط والإجهاد، وتشخص بزيادة سكر الدم، وفرط الأسمولية في بلازما الدم، مع عدم وجود زيادة ملحوظة في كيتون الجسم. وتعالج عن طريق محلول ملحي وإنسولين يُؤخذان خلال الوريد. ومن مضاعفاتها: الغيبوبة، الوفاة.
تمتلك متلازمة فرط الأسمولية مع زيادة سكر الدم معدل وفيات يصل إلى 20%، وهو أعلى بكثير من معدل الوفيات الخاص بالحماض الكيتوني السكري DKA زيادة الكيتونات في الدم نتيجة لزيادة السكر والتي تمثل أقل من .1%
تظهر هذه المتلازمة نتيجة لفترة من زيادة سكر الدم، والتي لا يكفي لعلاجها أخذ بعض السوائل فقط؛ لأن زيادة سكر الدم تسبب إدرار البول الأسموزي «زيادة كمية البول».
وهناك بعض العوامل التي تُسرع من حدوث هذه المتلازمة ومنها:
- الالتهابات الحادة، والحالات الطبية الأخرى.
- الأدوية التي تُضعف من معالجة الجلوكوز «إعادته إلى مستواه الطبيعي في الجسم»، أو تزيد من فقدان السوائل في البول مثل مُدرات البول.
- إهمال علاج مرض السكري.
لا توجد كيتونات في بلازما الأشخاص أصحاب النوع الثاني من داء السكري؛ لأن كمية الإنسولين عندهم كافية لمنع عملية تكوين الكيتونات.
ونظرًا لعدم وجود حُماض «حالة من زيادة الأحماض بالجسم»، فإن أغلب هؤلاء المرضى يمرون بفترة طويلة من الجفاف الأسموزي «نقص الماء في الخلايا»، لذلك يكون سكر الدم أعلى من 600 mg/dl، ومعدل الأسمولية أعلى من 320 mOsm/L، وهذا يُعد أعلى مما يوجد في حالة الحماض الكيتوني السكري «زيادة الكيتونات في الدم نتيجة لزيادة السكر».
أعراض متلازمة فرط الأسمولية
من أهم الأعراض الأساسية لهذه المتلازمة: تقلُّب الوعي بين الارتباك والتوهان حتى الغيبوبة، وعادة ما تنتج عن الجفاف الشديد سواء صاحبها آزوتيميا «زيادة شديدة في نيتروجين الدم» أم لا. ومن الأعراض أيضًا زيادة سكر الدم وفرط الأسمولية.
وعلى عكس الحماض الكيتوني السكري DKA، من الممكن أن تحدث نوبة بؤرية تصيب جزءًا معينًا من المخ، أو نوبة عامة، إضافة إلى إمكانية حدوث شلل نصفي مؤقت.
التشخيص
يكون التشخيص عن طريق معرفة:
- مستوى السكر في الدم.
- نسبة الأسمولية في البلازما.
يُحتمل تعرض المريض لهذه المتلازمة إذا وُجد ارتفاع في سكر الدم عند الحصول على عينة دم تؤخذ من الأصبع خلال الفترات المختلفة من الحالة العقلية للمريض.
يجب أيضًا قياس نسبة كل من: اليوريا، السكر، الكرياتينين، الكيتونات، معدل الأسمولية في البلازما، وملاحظة إذا ما وُجدت كيتونات في البول أم لا، وعادة ما يكون مستوى البوتاسيوم طبيعيًّا، لكن الصوديوم تختلف نسبته ما بين الارتفاع والانخفاض تبعًا لمقدار الخلل الحادث؛ لذلك فإن ارتفاع سكر الدم يُسبب نقص صوديوم الدم نتيجة لتخفيفه بالماء، ولكن يُضبط مستوى الصوديوم عن طريق إضافة 1.6 mEq لكل 100 mg/dL زيادة للسكر في الدم.
يزداد مستوى اليوريا والكرياتينين في الدم بشكل ملحوظ، وعادة ما يكون الأس الهيدروجيني PH في هذه الحالة أكبر من 7.3، وفي أغلب الأحيان يحدث حُماض أيضي «زيادة مستوى الأحماض» نتيجة لتراكم حمض اللاكتيك.
ومن الممكن أن يصل معدل نقص السوائل إلى 10 لترات، ما قد يسبب انهيارًا أو هبوطًا حادًا في الدورة الدموية وهي سبب شائع للوفاة، أو تجلط «تخثر» الدم واسع النطاق، ومن الممكن حدوث نزيف نتيجة للجلطات المتناثرة داخل الأوعية الدموية، ومن الممكن أيضًا حدوث مضاعفات أخرى مثل: التهاب رئوي، فشل كلوي حاد، متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
علاج متلازمة فرط الأسمولية
- حقنة وريدية تحتوي 0.9% محلول ملحي.
- علاج نقص مستوى البوتاسيوم.
- حقنة إنسولين وريدية (ما دام البوتاسيوم أكبر من أو يساوي .(3.3 mEq/L
يشمل العلاج محلولًا ملحيًّا متساوي التوتر «نسبة تركيز الصوديوم والكلوريد في المحلول تساوي النسبة الموجودة في دم إنسان طبيعي» بمعدل 15 إلى 20 mL/kg/h خلال الساعات الأولى، ويجب بعدها حساب نسبة الصوديوم المُعدَّلة «نتيجة لنقص الصوديوم أو زيادته»، فإذا كان مستوى الصوديوم بعد ضبطه أقل من 135 mEq/L (135 mmol/L) فيجب حينها أن يكون المحلول الملحي بمعدل 250 إلى 500 mL/h.
ولكن إذا كان مستوى الصوديوم طبيعي أو أعلى بقليل، فحينها يُعطى المحلول الملحي بنسبة 0.45% «تركيزه يساوي نصف التركيز الموجود بالدم الطبيعي»، وبمجرد وصول مستوى الجلوكوز إلى 250 : 300 mg/dL يجب إعطاء المريض دكستروز. ويعتمد معدل تدفق السوائل المُعطاة للمريض على ضغط الدم، والحالة القلبية للمريض، والتوازن ما بين السوائل المعطاة والمفقودة.
يُعطى الإنسولين وريديًا بمعدل 0.1 unit/kg بعد إعطاء أول لتر من المحلول الملحي. أحيانًا يسبب التميُّه نقص السكر في البلازما، لذلك يجب خفض كمية الإنسولين المُعطاة للمريض، ومن الممكن أن يسبب الانخفاض السريع في أسمولية الدم إلى وَذمة دماغية: تجمع السوائل في الدماغ وحول المخ.
عادةً يحتاج الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة أصحاب النوع الثاني من داء السكري المقاوم للإنسولين إلى جرعة أكبر من الإنسولين، ويجب خفض كمية الإنسولين المعطاة إلى (1 إلى 2 units/h) بمجرد وصول مستوى السكر في الدم إلى 300 mg/dL، حتى تتم عملية إعادة التميُّه، ويصبح المريض قادرًا على الأكل.
اقرأ أيضًا:
هل يتسبب ارتفاع سكر الدم بمرض الزهايمر ؟
كيف يؤثر ما نتناوله من سكر على الجسم والدماغ؟
هل يرتبط النظام الغذائي الغربي بأمراض الأوعية الدموية والسكري؟
خل التفاح وتأثيره على الصحة، من خسارة الوزن الى مستوى السكر في الدم
تأثير السكر على الدماغ أقوى مما كنا نعتقد
ترجمة: محمود مرزوق
تدقيق: محمد الصفتي