متلازمة ألم اللفافة العضلية أو متلازمة ألم الصفاق العضلي: هي حالة ألم مزمن تصيب الجهاز العضلي الهيكلي. يختبر غالبية الأشخاص ألمًا عضليًا في وقت ما يختفي عادةً بشكل تلقائي بعد أسابيع قليلة. لكن بالنسبة للبعض يكون الألم مستمرًا.
تُعرف البقع الحساسة عند الأشخاص المصابين بمتلازمة ألم اللفافة العضلية بنقاط التحريض (النقاط القادحة للزناد) trigger points التي تتشكل في الحبال المشدودة والمتوترة للعضلات (اللفافة أو الصفاق fascia).
عند تطبيق ضغط على هذه النقاط، يتولد الألم في منطقة مختلفة من الجسم (ويُسمى الألم الرجيع referred pain).
الأعراض:
تتضمن الأعراض الشائعة لمتلازمة ألم اللفافة العضلية:
- ألمًا عميقًا في مناطق موضعية من العضلات.
- ألمًا يسوء عند تمدد العضلات المتأثرة أو توترها.
- ألمًا عضليًا يسوء أو لا يتحسن مع الوقت.
- وجود عقد ألمية في العضلات تولد ألمًا شديدًا موضعيًا أو رجيعًا عند الضغط عليها.
- عضلات ضعيفة أو متيبسة أو غير مرنة أو تمتلك مدًى حركيًا أقل.
- اضطرابات في النوم أو المزاج.
متلازمة ألم اللفافة العضلية أم ألم ليفي عضلي؟
يكون لدى معظم الأشخاص الذين يعانون من الألم والتعب في عضلاتهم الهيكلية إما ألم ليفي عضلي أو متلازمة ألم اللفافة العضلية.
في مرض الألم الليفي العضلي تحَس آلام عضلية واسعة في كل الجسم، بينما يشعر المصابون بمتلازمة الألم الليفي العضلي بالألم في مجموعة محددة من العضلات في منطقة معينة، كأسفل الظهر أو العنق أو الفك.
تتظاهر هذه المتلازمة بوجود عدة نقاط تحريض موضعية في لفافات العضلات. هذه النقاط حساسة ويمكن أن تولد ألمًا موضعيًا، لكن التظاهر المميز لها هو تحريضها للألم الرجيع. على الجانب الآخر، يرتبط الألم الليفي العضلي مع نقاط حساسة متعددة ومنتشرة بشكل واسع، تختلف عن نقاط التحريض بكونها لا تنتج ألمًا رجيعًا.
الأسباب وعوامل الخطورة:
تتشكل معظم النقاط بسبب الاستخدام الزائد للعضلات أو الرضوض (الأذيات) العضلية أو الضغط النفسي، غالبًا ما تنتج نقاط التحريض عن الأنشطة المستمرة والمتكررة مثل حمل الأغراض الثقيلة في العمل أو العمل على الحاسوب طوال اليوم.
لا يوجد عامل مفرد مسؤول عن تطور نقاط التحريض اللفافية العضلية، قد يتضمن مزيج العوامل المساهمة:
- الوضعية السيئة.
- الجلوس لفترات طويلة في وضعيات غريبة.
- العوز الغذائي.
- قلة التمارين أو الحركة الشديدة.
- أي أذية للجهاز الحركي أو الأقراص بين الفقرية.
- التعب العام.
- قلة النوم.
- تغيرات هرمونية (الطمث).
- تبريد العضلات القوي (مثل النوم أمام مكيف الهواء).
- مشاكل عاطفية (الاكتئاب والقلق).
- حالات أخرى للألم أو الالتهاب.
- البدانة.
- التدخين.
تشخيص متلازمة ألم اللفافة العضلية:
يجري الطبيب اختبارًا فيزيائيًا لتحديد نقاط التحريض اللفافية العضلية، وسيبحث عن العقيدات الحساسة في لفافات العضلات ويضغطها للحصول على الاستجابة الألمية. عند الضغط على نقاط التحريض، يشعر الطبيب بارتعاش العضلات (تُدعى أيضًا علامة القفز jump sign).
لا توجد فحوصات أخرى لإظهار وجود هذه المتلازمة، سيعتمد الطبيب عليك لوصف مكان إحساسك بالألم وكيفيته، من المهم أن تخبر طبيبك عن جميع أعراضك الحالية وأي أذيات أو جراحات سابقة.
توجد عدة أنواع مختلفة لنقاط التحريض التي قد يجدها الطبيب، منها:
- نقاط التحريض الفعالة: هذه النقاط هي عقيدات في لفافة العضلة وهي عادةً مصدر الألم العضلي، تكون شديدة الحساسية وتسبب ألمًا رجيعًا وارتعاشًا عند لمسها.
- نقاط التحريض المتأخرة: لا تسبب هذه العقد ألمًا عند لمسها، وقد تبقى هاجعةً لسنوات وتتفعل في حالات الشدة أو الأذية.
- نقطة التحريض الثانوية: نقطة مؤلمة في عضلة تتفعل عند الشد على عضلة أخرى.
- النقطة التابعة للفافة العضلية: تصبح هذه النقطة المؤلمة فعالةً لأنها تقع بالقرب من نقطة تحريض أخرى.
العلاج:
تتطلب متلازمة ألم اللفافة العضلية خطةً علاجيةً متعددة الجوانب، يشارك العديد من الأشخاص الأدوية مع علاجات أخرى تُريح تيبس العضلات وألمها.
الأدوية:
هناك العديد من الأدوية التي تستطيع إراحة الأعراض، مثل:
- مضادات الالتهاب اللا ستيرويدية NSAIDs: يمكن للأدوية التي تعطى دون وصفة طبية مثل أسيتامينوفين acetaminophen والإيبوبروفين ibuprofen أن تريح الأعراض والتورم.
- المسكنات: مثل الليدوكايين lidocaine ولصاقات الديكلوفيناك diclofenac والترامادول tramadol ومثبطات COX2 والتروبيسيترون tropisetron
- المرخيات العضلية: يمكن أن تقلل البنزوديازيبيمات Benzodiazepines والتيزانيدين tizanidine من التشنج العضلي.
- مضادات الاختلاج: يمكن للغابابينتين Gabapentin والبريغابالين pregabalin أن يقللا من التشنج العضلي.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة: توصف هذه الأدوية لمعالجة الألم المزمن والألم الليفي العضلي وألم العصب، وهي حالات تشابه متلازمة ألم اللفافة العضلية.
- حقن البوتوكس: البوتلينيوم (الذيفان الوشيقي) من النمط A هو سم عصبي فعال يمنع التقلصات العضلية ويمكن أن يكون له تأثير معالج للألم.
الوخز الجاف بالإبر:
الوخز بالإبر هو أحد أسرع الطرق لتثبيط (إيقاف فعالية) نقاط التحريض اللفافية العضلية، سيُدخل طبيبك إبرةً مباشرةً إلى نقطة التحريض ويحركها حركةً دائرية ويعيد وخزها داخلًا وخارجًا، قد يكون الأمر مؤلمًا جدًا، لكنه أحد أكثر الطرق الفعالة في تثبيط هذه النقاط وإنقاص الألم.
يستخدم بعض السريريين إبر الوخز، وهي أصغر وأقل إيلامًا من الإبر تحت الجلد، هناك عدد من الاختلافات الأساسية بين الوخز الجاف بالإبرDry needling والوخز بالإبر acupuncture.
حقن نقاط التحريض:
يشبه حقن نقاط التحريض الوخز الجاف بالإبر، لكن هنا يُحقن محلول فقط في النسج، يحقن الأطباء عادةً محلولًا ملحيًا أو مخدرًا موضعيًا مثل الليدوكايين. تضاهي النتائج الوخز الجاف بالإبر، ويمكن أن يسبب الإجراء إزعاجًا أقل. إضافة إلى ذلك يتاح الحقن بالستيرويدات أيضًا.
المعالجة بالأمواج فوق الصوتية:
تنقل آلات الأمواج فوق الصوتية الأمواج الصوتية إلى النسيج خلال هلام (جيل) ناقل للصوت مطبق على الجلد، يمكن للأمواج فوق الصوتية أن تسخن العضلات وترخيها وتحسن الجريان الدموي وتزيل النسيج المتندب.
قد تكون التأثيرات المزيلة للألم خفيفة التأثير، لكن يمكن لهذه المعالجة أن تنقص التيبس وتزيد مدى الحركة إذا أجريت قبل التمدد (الاستطالة).
من الجدير بالذكر: استُخدمت المعالجة بالأمواج فوق الصوتية بنجاح في الألم المرافق لالتهاب المفاصل الرثياني (الروماتويدي)، لذلك قد تستحق المناقشة مع طبيبك.
المعالجة بالتدليك (المساج):
هناك أنماط عديدة من المعالجات بالمساج يمكن أن تسبب ارتخاء نقاط التحريض اللفافية العضلية، تشمل هذه الأنماط:
- فك التشنج النظمي الذاتي.
- فك التشنج النظمي الخارجي.
- شياتسو shiatsu (الضغط النقطي).
- تحرير ضغط نقاط التحريض.
تزيد المعالجة بالتدليك التدفق الدموي وتدفئ العضلات، يمكن أن يساعد ذلك في إنقاص التيبس وتخفيف الألم. قد يستعمل معالج التدليك إبهامه لتطبيق ضغط على نقاط التحريض، ما سيفاقم الألم ثم يزيل التوتر العضلي.
البخاخ والتمدد:
يساعد التمدد الكثير من الناس المصابين بهذه المتلازمة. يطبق بعض المعالجين الفيزيائيين البخاخ البارد المخدر على المنطقة العضلية قبل إخضاع المصابين للتمدد. هناك أيضًا بعض التمارين اللطيفة وتمارين التمدد التي تستطيع تطبيقها في المنزل لإنقاص الألم.
المعالجات المنزلية:
يوجد العديد من الخطوات التي يمكن أن تتخذها في المنزل لإنقاص الألم وتحسين نوعية الحياة لديك:
- اختر كرسيًا أفضل في العمل وحسّن وضعيتك.
- حاول أن تعدل ارتفاع حاسوبك ليقع في المستوى الطبيعي لخط عينيك.
- حاول استخدام فراش جديد، أو عدل وضعية نومك.
- جرب اليوغا أو البيلاتس Pilates، أو طريقة تمدد أخرى. يمكن أن تساعد تمارين البيلاتس هذه المستخدمة عند المصابين بأعراض ألم ليفي عضلي في أعراض متلازمة ألم اللفافة العضلية أيضًا.
- ارتدِ قوس الظهر عند رفع أجسام ثقيلة.
- استعمل مُدلكًا شخصيًا أو أداةً رجاجةً.
- ابدأ برنامج التمارين وحرّك عضلاتك يوميًا.
- راجع اختصاصي الصحة النفسية وقلل مستوى توترك.
- استعمل علبة الجليد (الدك بالجليد) مباشرةً بعد أي أذية عضلية.
- استعمل الحرارة الرطبة لمعالجة الالتهاب العضلي، تعلم كيف تصنع حشوة الحرارة الخاصة بك.
- خذ حمامًا ساخنًا.
- استعمل أدوات الجر traction device.
- اشغل دماغك لتدبير الألم.
مضاعفات متلازمة ألم اللفافة العضلية:
يمكن أن تؤثر مضاعفات متلازمة ألم اللفافة العضلية على نوعية الحياة، إذ قد لا تكون قادرًا على المشاركة في النشاطات الفيزيائية التي اعتدت أن تستمتع بها، قد يؤدي ذلك للاكتئاب والعزلة. يمكن لهذه المتلازمة أن تؤثر أيضًا على قدرتك الحركية، اطلب المعالجة عندما تبدأ الأعراض بالتطور وابحث عن مجموعة دعم وتحدث مع الأصدقاء والعائلة، فقد يساعدك هذا.
ما هو المستقبل المتوقع؟
يمكن أن تشكل متلازمة ألم اللفافة العضلية تحديًا حقيقيًا للعيش معها، مفتاح تدبير الألم لديك سيكون المعالجة الشمولية.
ليس هنالك معالجة واحدة مفضلة عند الجميع، لذلك يجب عليك ألا تحبط إذا فشلت إحدى المعالجات. ولكن مع أحد أشكال المعالجة ونمط الحياة الصحي، يمكن تدبير الألم بنجاح.
اقرأ أيضًا:
المتلازمة الخبيثة للدواء المضاد للذهان
متلازمة غودباستشر: الأسباب والأعراض والتخشيص والعلاج
المتلازمة الكبدية الرئوية HPS: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: راما الصوا
تدقيق: علي قاسم
مراجعة: تسنيم الطيبي