أظهرت دراسة حديثة أن لاعبي كرة القدم أكثر عرضةً للإصابة ب مرض العصبون الحركي (MND) أو ما يعرف باسم التصلب الجانبي الضموري (ALS)، كذلك فإنهم أكثر ميلًا لتطوير الأعراض في وقت أبكر بكثير من عموم الناس. أُجريت العديد من الأبحاث الحديثة التي أظهرت المخاطر العصبية التي يتعرض لها لاعبو كرة القدم الأمريكية، لكن هذه الدراسة تتعلق بلاعبي كرة القدم العالمية. ويُعتقد أن ضربات الرأس هي التفسير الأكثر قبولًا.
لوحظت وفاة بعض لاعبي كرة القدم المحترفين الإيطاليين بسبب داء العصبون الحركي أو ما يعرف باسم التصلب الجانبي الضموري (ALS)؛ ما دفع الناس للتساؤل عما إذا كان هذا مجرد مصادفة أم أمثلة لمشكلة أعمق. بحث الدكتور (إيتور بيغي – Ettore Beghi) من معهد ماريو نيغري للأبحاث الدوائية في الأرشيف الخاص بكرة القدم، ووجد سجلات تخص 25 ألف لاعب من الدوري الإيطالي للمحترفين بين عامي 1959 و2000.
لا تتضمن السجلات الأندية التي لعب فيها اللاعبون ومراكزهم فقط، بل وتشمل أيضًا السجلات الطبية بدايةً من تاريخ الميلاد. بحث بيغي وزملاؤه في التقارير الطبية لمعرفة ما حدث للاعبين بعد تقاعدهم. ووجد أن هناك 33 من لاعبي كرة القدم شُخصوا بمرض (ALS).
وبسبب عدم إلقاء الضوء على اللاعبين الأقل شهرةً في التقارير الإخبارية، فإن العدد الحقيقي لمصابي المرض ربما يكون أعلى بكثير. لكن حتى بوجود 33 حالة مشخصة، فإن هذا يعني 3.2 حالة مصابة ب التصلب الجانبي الضموري لكل 100 ألف شخص سنويًا. وبالنسبة لسكان إيطاليا بشكل عام، فإن المعدل يساوي 1.7.
بعيدًا عن ستيفن هوكينج ولو غريغ (الذي سُمي المرض على اسمه) اللذين شُخصا بالمرض في العشرينيات والثلاثينيات من عمرهما، فإن متوسط بداية ظهور أعراض المرض هو 63 عامًا. لكن هذه الدراسة أظهرت أن متوسط بداية ظهور الأعراض عند لاعبي كرة القدم يبلغ 43 عامًا. ومعدل الإصابة عند من يبلغون 45 عامًا أو أقل أعلى بـ 4.7 مرات مقارنةً مع بقية السكان. ومن المقرر أن يعرض بيغي نتائجه في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلوم الأعصاب في مايو.
يضيف بيغي: »من المهم أن نلاحظ أن الإصابات المتكررة وممارسة التمارين البدنية الثقيلة وتعاطي المخدرات قد تكون عوامل تزيد من خطر الإصابة ب التصلب الجانبي الضموري لدى لاعبي كرة القدم. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون للوراثة دور».
وبالطبع، فإن إصابة فرد واحد من بين ألف شخص لن يدفع العديد من الرياضيين الشباب إلى تغيير حلمهم في الاحتراف المهني، أو إلى التأثير على الهوس العالمي تجاه كرة القدم. كذلك ما تزال نتائج ممارسة كرة القدم بمعدلات أقل غير واضحة. ونظرًا لفوائد التمارين المنتظمة، لا ينصح الباحثون الناس بالتوقف عن لعب كرة القدم.
وبالرغم من ذلك، فإن معرفتنا بالنتائج قد تؤدي إلى فهم أفضل عن أسباب المرض ، خاصةً إذا ما اقترنت بالدليل القائل إن تكرار ضربة الرأس يمكن أن يؤدي إلى إصابات الدماغ والخرف.
اقرأ أيضًا:
مشجعو كرة قدم يتسببون بهزة ارضية
لغز الضربة الحرة الشهيرة لروبرتو كارلوس (فيزياء كرة القدم)
هل تؤثر الركلات الرأسية على أدمغة لاعبي كرة القدم؟
هل زيادة عدد سنوات لعبك ل كرة القدم الأمريكية ، تزيد من احتمالية إصابتك ب أمراض الدماغ ؟
ترجمة: شيماء ممدوح
تدقيق: أحلام مرشد