مع بداية عام 2020، بدأ نوع جديد من الفيروسات يتصدر عناوين الصحف الرئيسية حول العالم، بسبب سرعة انتشاره غير المسبوقة. أصاب الفيروس (المعروف رسميًّا باسم كوفيد-19) عشرات الآلاف من البشر، بدءًا من منشأه في سوق الأغذية في ووهان بالصين في ديسمبر 2019، وصولًا إلى بلدان مثل الولايات المتحدة والفلبين، مع ارتفاع عدد الضحايا حتى الآن إلى أكثر من 4 آلاف شخص. لا داعي للقلق بشأن فيروس كورونا 2019 إذا لم تسافر حديثًا إلى أحد البلدان المصابة، أو تخالط شخصًا شُخِّص بالإصابة بالفيروس.
لنكتشف بعض الاعتقادات المنتشرة، ستقرأ في هذا المقال عن كيفية انتشار الفيروس، وفيم يشبه ويختلف عن غيره من الفيروسات، وكيف تمنع انتشاره إلى الآخرين إذا اشتبهت أنك أصبت به.
ما هو فيروس كورونا ؟
فيروسات كورونا هي مجموعة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب مرضًا للحيوانات أو البشر، ومن المعروف أن العديد من فيروسات كورونا تسبب إصابات في الجهاز التنفسي تتراوح بين البرد العادي والأمراض الأشد مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، والمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (SARS).
يسبب فيروس كورونا المُكتشَف حديثًا مرض فيروس كورونا 2019 (اختصارًا كوفيد-19) ويُعرَف أيضًا باسم المرض التنفسي الحاد المرتبط بفيروس كورونا الجديد 2019.
الأعراض
يتعلم الأطباء أشياء جديدة يوميًّا عن هذا الفيروس. المعروف حتى الآن أنه قد لا تظهر أي أعراض عند الإصابة بكوفيد-19 في البداية، وقد تحمل الفيروس من يومين إلى أسبوعين قبل أن تلاحظ الأعراض. تشمل بعض الأعراض الشائعة المرتبطة تحديدًا بفيروس كورونا 2019 ما يلي:
- الشعور بضيق التنفس.
- سعال يشتد مع الوقت.
- حمى تزداد تدريجيًّا.
وما زالت القائمة الكاملة للأعراض قيد البحث.
متى يجب عليك طلب المساعدة؟
إذا واجهت أي من الأعراض المذكورة أعلاه، وسافرت إلى أحد البلدان المُصابة في 14 يومًا الماضية، أو خالطت شخصًا مصابًا بكوفيد-19 في 14 يومًا الماضية، توجه إلى المشفى فورًا.
الإنفلونزا مقابل كوفيد-19
أن فيروس كورونا 2019 أشد فتكًا بكثير من الإنفلونزا الموسمية. تبلغ نسبة الوفيات بين المصابين بالإنفلونزا الموسمية في الولايات المتحدة 0.06 – 0.1%، في حين تبلغ هذه النسبة في حالة فيروس كورونا 2%.
الأعراض الشائعة لعدوى الأنفلونزا:
- سعال.
- رشح أو انسداد الأنف.
- عُطاس.
- التهاب الحلق.
- حمى.
- صداع.
- تَعَب أو إعياء.
- قشعريرة.
- آلام في الجسم.
ما سبب فيروسات كورونا ؟
فيروسات كورونا حيوانية المصدر، ما يعني أنها تتطور أولًا في الحيوانات ثم تنتقل إلى البشر، عندما يلامس الشخص عن قرب حيوانًا يحمل العدوى، وفور تطور الفيروس لدى البشر، ينتقل من شخص إلى آخر من طريق الرذاذ التنفسي، القطرات الرطبة المنتقلة عبر الهواء عندما تسعل أو تعطس. تتدفق المادة الفيروسية في هذه القطيرات وتُستنشق عبر الجهاز التنفسي (القصبة الهوائية والرئتين)، ما يؤدي إلى الإصابة بالفيروس.
لم يحدد العلماء الحيوان المرتبط بفيروس كورونا 2019، لكن يعتقد الباحثون أن الفيروس ربما انتقل من الخفاش إلى حيوان آخر -ربما الثعبان أو آكل النمل البنغولي- ثم إلى البشر، وحدث ذلك غالبًا في سوق الأغذية المفتوحة في ووهان بالصين.
من المعرضون للإصابة؟
تزداد خطورة الإصابة بالفيروس إذا تلامست مع شخص يحمله، خصوصًا إذا تعرضت إلى لعابه أو اقتربت منه عندما يسعل أو يعطس. يساعد غسل اليدين وتطهير الأسطح على تقليل خطر الإصابة بهذا الفيروس وسواه.
كبار السن هم الأكثر عرضةً للإصابة بالفيروس. ذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن متوسط عمر الأشخاص الذين كانت نتائج فحصهم إيجابية لفيروس كورونا كان نحو 45 عامًا، وأن أكثر من ثلثي هؤلاء كانوا من الذكور.
التشخيص
يُشخص فيروس كوفيد 19 مثل غيره من حالات العدوى الفيروسية، باستخدام عينة دم أو لعاب أو أنسجة. في الولايات المتحدة يجري 78 مختبرًا في 50 ولاية اختبارًا موثوقًا، مع القدرة على اختبار 75 ألف شخص.
وفق مراكز السيطرة على الأمراض CDC، سيكون للدول المختلفة قدرات وسياسات مختلفة، ويستطيع الأطباء سؤال المختبرات عن كيفية اختبار مرضاهم. تحدث إلى طبيبك على الفور إن كنت تعتقد إصابتك بالفيروس أو لاحظت أعراضًا. سيتحدث طبيبك إلى مسؤولي الصحة العامة المحليين لتقديم التوجيه بشأن الحاجة إلى اختبار الفيروس.
سيأخذ فني المختبر عينة دم أو لعاب، أو عينة من إفرازات الجهاز التنفسي من أنفك أو من مؤخرة حلقك. تُرسَل العينة إلى المختبر الرئيس لتحري وجود فيروسات أو أجسام مضادة.
علاج فيروس كورونا
لا يوجد حاليًا أي علاج مُعتمَد لفيروس كورونا 2019 تحديدًا، ولا لقاح، لكن العلاجات واللقاحات قيد الدراسة حاليًا. يركز العلاج الحالي على السيطرة على الأعراض نتيجة الفيروس. اطلب مساعدة طبية عاجلة إذا كنت تعتقد أنك مصاب، وسيوصي طبيبك بعلاج الأعراض أو أي مضاعفات ناشئة.
توجد لقاحات وعلاجات لفيروسات كورونا أخرى، مثل المتلازمة التنفسية الحادة ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وتشمل بعض العلاجات لهذه الفيروسات المشابهة ما يلي:
- أدوية مضادة للفيروسات أو مضادة للفيروسات الرجعية.
- دعم التنفس مثل التهوية الميكانيكية (التنفس الصناعي).
- التهوية للحد من انتفاخ الرئة عند نقل بلازما الدم.
- الستيرويد لتقليل تورم الرئة.
- نقل بلازما الدم.
المضاعفات المُحتمَلة
أخطر المضاعفات نوع من الالتهاب الرئوي يُسمى المرض التنفسي الحاد المرتبط بفيروس كورونا الجديد 2019 (NCIP).
أظهرت نتائج دراسة أُجريت على 138 شخصًا أُدخِلوا إلى المستشفيات في ووهان- الصين، مصابين بالمرض التنفسي الحاد المرتبط بفيروس كورونا الجديد، أن 26% منهم في حالة خطرة ويحتاجون إلى العلاج في وحدة العناية المركزة. وتوفي نحو 4.3% ممن أُدخلوا وحدة العناية المركزة بهذا النوع من الالتهاب الرئوي.
إضافةً إلى المرض التنفسي الحاد المرتبط بفيروس كورونا الجديد 2019، لاحظ الباحثون المضاعفات التالية:
- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
- اضطراب النظم القلبي.
- الصدمات القلبية الوعائية.
- ألم عضلي شديد.
- التعب والإعياء.
- النوبة القلبية.
الوقاية
أفضل طريقة لمنع انتشار العدوى هي تجنب مخالطة الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض أي عدوى تنفسية، والحد من مخالطتهم. يجب عليك أيضًا المحافظة على النظافة للحد من انتشار الفيروس.
نصائح الوقاية
- اغسل يديك باستمرار مدة 20 ثانية على الأقل بالماء الدافئ والصابون، يمكنك تهجي الحروف الأبجدية لتقدير الوقت الصحيح.
- لا تلمس وجهك أو عينيك أو أنفك أو فمك.
- لا تخرج إذا كنت تشعر بالمرض أو لديك أي أعراض زكام أو إنفلونزا.
- ابتعد على الأقل مترًا عن أي شخص يسعل أو يعطس.
- إذا كنت في مكان مغلق غطِّ فمك كلما عطست أو سعلت، وارم أي مناديل تستعملها على الفور.
- نظف كل شيء تلمسه كثيرًا، واستعمل مواد مُطهِّرة على الأشياء، مثل الهواتف والكمبيوتر والأواني والصحون ومقابض الأبواب.
أنواع أخرى من فيروسات كورونا
سُمي فيروس كورونا (وتعني الهالة أو الإكليل) بذلك بسبب شكله تحت المجهر، عندما يُفحص الفيروس المستدير فحصًا دقيقًا، يكون له تاج من البروتينات تُسمى قُسَيمات فولفية peplomers تخرج من مركز الفيروس في كل اتجاه. تساعد هذه البروتينات الفيروس على تحديد كونه يستطيع أن يصيب مضيفه.
ارتبطت الحالة المعروفة باسم المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (سارس) بفيروس كورونا المسبب لعدوى شديدة في أوائل القرن الحالي، وقد تم احتواء الفيروس ووُجد أن الحالة قابلة للعلاج بنجاح.
كوفيد-19 مقابل المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتصدر فيها فيروس كورونا نشرات الأخبار، تفشت المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (سارس) سنة 2003، بسبب أحد فيروسات كورونا أيضًا.
ومثل فيروس 2019، انتقل فيروس المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة لأول مرة من الحيوانات إلى البشر. يُعتقد أن فيروس سارس جاء من الخفافيش ثم انتقل إلى حيوان آخر، ومنه إلى بشر.
وفور انتقاله إلى البشر، بدأ الفيروس ينتشر بسرعة بين الناس. لكن ما جعل فيروس كورونا الجديد جديرًا بالتغطية الإخبارية هو أن علاجه لم يُطوَّر بعد، للمساعدة في منع انتشاره السريع من شخص إلى آخر، في حين جرى احتواء المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة وعلاجها.
التوقعات
بدايةً لا تهلع، أنت لست في حاجة إلى ارتداء قناع أو للحجر الصحي ما لم تُشخَّص بإصابتك بهذا الفيروس، قد يساعدك اتباع ارشادات صحية بسيطة على الوقاية من تطور هذا الفيروس وسواه.
ربما يبدو فيروس كورونا 2019 مخيفًا عندما تقرأ الأخبار عن حالات وفاة جديدة، والحجر الصحي، وحظر السفر من الصين وإليها، لكن فيروس كورونا في الواقع أقل حدةً وانتشارًا من حالات مُعدية أخرى أخطر وأكثر شيوعًا، مثل الإنفلونزا. لذا حافظ على هدوئك، واتبع إرشادات طبيبك إذا شُخِّصت بالإصابة بعدوى فيروس كورونا، كي تتمكن من الشفاء والمساعدة على منع انتشارها.
إقرأ أيضًا:
آخر الأخبار حول تطوير لقاح فيروس كورونا
مع اقتراب الأزمة الاقتصادية التي ستنجم عن كورونا.. إليك ما ينبغي أن تفعله بأموالك
ترجمة: فابيان أيوب
تدقيق: سلمى توفيق
مراجعة: أكرم محيي الدين