ما زالت رغبة مصنعي الأدوية والمنظمات البحثية في لقاح فيروس كورونا مستمرةً حتى الآن، لكن هل سيُطوَّر هذا اللقاح ويُجرب قبل أن تبلغ الجائحة ذروتها أم لا؟
صرح الدكتور أنتوني فوشي Dr.Anthony fauci -مدير المعهد الوطني للأمراض الخمجية والتحسّسية- أمام لجنة المراقبة والإصلاح في مجلس النواب الأمريكي: «توجد على الأقل 10 لقاحات مُقترَحة لفيروس كورونا الجديد قيد التطوير. إن دخولها السريع إلى المراحل الأولى من التطوير هو أعظم حدث في تاريخ علم اللقاحات، لكن عملية تطوير لقاح جديد لا تُجرى بهذه السرعة».
يأمل الأطباء في بدء المرحلة الأولى من التجارب السريرية في غضون 4 أسابيع، وهي تجارب صغيرة ستُجرى أولًا على أشخاص أصحاء للتأكد من أمان اللقاح، ثم تنتقل بعد ذلك إلى تجارب المرحلة الثانية في غضون 8 أشهر تقريبًا، وفيها ستُختبر فعالية اللقاح على مجموعة كبيرة من الأشخاص، ويُقدَّر أن ذلك قد يستغرق نحو 12 – 18 شهرًا قبل استخدام اللقاح.
أضاف فوشي: «أي جهة ستزعم أنها ستطور اللقاح في وقت أقرب من ذلك، فهي غالبًا ستتجاوز عن أمور قد تكون ضارةً أو مؤذية».
مع ذلك، ما زالت بعض الجهات العاملة على تطوير اللقاح متفائلة بشأن إطارها الزمني، إذ تزعم أن اللقاح قد يكون جاهزًا بنهاية هذا العام.
تزعم شركة ميديكاغو Medicago الكندية للتكنولوجيا الحيوية أنها في طريقها للحصول على اللقاح، إذ تقول إنها نجحت في إنتاج جسيم شبيه بفيروس كورونا، بعد حصولها على الجين سارس-كوف-2 / SARS-CoV-2، ما يُمثل خطوةً مهمة في سبيل تطوير لقاح قابل للاستخدام.
الجسيمات الشبيهة بالفيروس VLP هي جسيمات تشبه الفيروسات الحقيقية، لكنها لا تحتوي على جينات فيروسية، وباستخدامها في اللقاح، يمكنها (بعد حقن اللقاح في الجسم) تحفيز استجابة الجسم لإنتاج الأجسام المضادة، وتحفيز مناعته الخلوية أيضًا، بهدف التصدي للفيروس دون وجود خطر للعدوى. تشبه جسيمات VLP اللقاحات الأخرى، إذ تُساعد الجسم على التعرف على الفيروس بأنه جسم غريب غازٍ يجب التصدي له والتخلص منه.
لسوء الحظ، لن يكون اللقاح مُتاحًا قريبًا، إذ قال المدير التنفيذي لشركة ميديكاغو السيد بروس كلارك Bruce Clark إن اللقاح قد يُصبح متاحًا في نوفمبر 2021 إذا اجتاز جميع العقبات التنظيمية، وأشار إلى أن بدء التجارب البشرية محتمَل في يوليو.
أيضًا شركة Inovio Pharmaceuticals Inc المتخصصة في مجال التكنولوجيا الحيوية صرحت أنها تعمل على تطوير لقاح لعلاج فيروس كورونا الجديد، وتأمل في بدء التجارب البشرية في أبريل.
أيضًا تعمل شركة Moderna مع المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة على تطوير اللقاح، ويبدو أنها الأقرب إلى بدء الاختبارات البشرية، إذ بدأت الشركة بجمع أشخاص متطوعين أصحاء سابقًا هذا الشهر، وقد اتُخذت هذه الخطوة دون إجراء تجارب على الحيوانات أولًا، ما يمثل حيودًا عن البروتوكولات النموذجية إلى حد ما، لكن هذا -في رأي البعض- مقبول كوننا نتعامل مع حالة طارئة غير نموذجية!
اقرأ أيضًا:
مقارنة بين فيروس كورونا الجديد وفيروس الإنفلونزا: أيهما أخطر؟
كيف تستعد مع عائلتك في المنزل لمواجهة تفشي فيروس في بلادك؟
ترجمة: يوسف الجنيدي
تدقيق: تسنيم الطيبي
مراجعة: أكرم محيي الدين