صرّح علماء أمريكيون، على رأسهم الدكتور أنتوني فوسي خبير الأمراض المعدية في معاهد الصحة الوطنية، أن فيروس كورونا قد ينتقل أثناء التنفس الطبيعي والكلام وليس فقط أثناء العطاس أو السعال، ونصحوا الجميع بارتداء الكمامة عند الخروج من المنزل، إذ كان يُعتقد سابقًا أن الفيروس ينتقل بالقطيرات التنفسية التي تسقط على بعد متر من المريض عند السعال والعطاس، ولكن تبين أنه يعلق في الهباء الجوي الذي يخرج مع زفير المريض عند التنفس الطبيعي.
وجدت دراسة ممولة من معاهد الصحة الوطنية والتي نُشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية أن فيروس سارس-كوف-2 (كورونا الجديد) قد ينتقل عن طريق الرذاذ المحمول في الهواء ويبقى حيًا لمدة ثلاث ساعات، وأثار ذلك جدلًا، إذ قال منتقدو الدراسة أن النتائج مبالغ فيها لأن الفريق المسؤول عن الدراسة استخدم جهازًا طبيًا مثل البخاخ لإحداث ضباب فيروسي عمدًا وجادلوا بأن هذا لن يحدث بشكل طبيعي.
لكن علماء الأكاديمية الوطنية للعلوم أشاروا إلى بحث تمهيدي أجراه المركز الطبي بجامعة نبراسكا، فقد عُثر-وفقًا للبحث- على الشفرة الوراثية RNA لفيروس كورونا الجديد في أماكن يصعب الوصول إليها في غرف عزل المرضى.
بالإضافة إلى ذلك، جمع باحثون من هونج كونغ عينات فيروسية من مرضى مصابين بفيروس كورونا وأمراض الجهاز التنفسي الفيروسية الأخرى، وأعطوا بعض المرضى أقنعة الوجه. وتبين أن الأقنعة قد قللت من القطيرات التنفسية والهباء الجوي المنطلق من مرضى فيروس كورونا.
من ناحية أخرى، أثارت ورقة بحثية صينية المخاوف من كون معدات الحماية الشخصية التي يستخدمها اختصاصيو الرعاية الصحية يمكن أن تكون هي نفسها مصدرًا للفيروسات المحمولة في الهواء.
إذ درس فريق بعض المستشفيات في ووهان وخلص إلى وجود مكانين رئيسيين ينتشر فيهما الفيروس: هما حمامات المرضى، والغرف التي أزال فيها الطاقم الطبي معدات الحماية الخاصة بهم.
قد يكون هذا بسبب نزع أدوات الحماية ما يؤدي إلى إعادة نشر الجسيمات في الهواء. وقالت لجنة الأكاديمية الوطنية للعلوم إنه حتى لو لم تكن هذه الجسيمات قابلة للاستنشاق، يمكنها الاستقرار على أيدي الناس وأجسادهم.
حتى الآن، ما زالت منظمة الصحة العالمية أكثر حذرًا بشأن احتمالية نقل العدوى عن طريق الهباء الجوي.
اقرأ أيضًا:
عشرة أعراض غير نمطية قد تدل على إصابتك بفيروس كورونا
فيروس كورونا الجديد ربما كان موجودًا بين البشر لسنوات!
تدقيق: وئام سليمان