يتخوف الخبراء من احتمال تحول فيروس كورونا الجديد إلى مرض موسمي مستوطن يعاود الظهور من جديد كل سنة، وقال آميش أداليا خبير الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي: «سيبقى فيروس كورونا معنا بعض الوقت، وسيستوطن بين البشر، ولن يختفي دون اكتشاف لقاح فعال».
يسبب هذا الفيروس مرضًا يُسمى كوفيد 19، يتميز بالحمى والسعال وذات الرئة التي قد تكون شديدة أحيانًا. أصاب هذا الفيروس 82500 شخصًا، وقتل 2800 مصابًا أغلبهم في الصين.
وقد أعرب كل من: الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤلهما بقدوم الربيع، إذ قد يساهم الطقس الربيعي الدافئ في إعاقة انتشار الفيروس مثلما يفعل في الإنفلونزا الموسمية.
وقال أداليا: «قد يكون هذا هو الحال، عندما يقل انتشار الفيروس في الربيع والصيف؛ فيتوفر لدينا الوقت لتجهيز لقاح فعال واختباره، لكن هذا لا يعني أن فيروس كورونا سيختفي نهائيًّا، وإذا أصبح فيروسًا موسميًّا مثل الإنفلونزا، سيختفي كل عام في الصيف ويعاود الظهور في الخريف والشتاء التالي».
من جهته أوضح ويليام شافنر اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت: «تكون فيروسات الجهاز التنفسي موسمية عادةً، لكن ذلك ليس حتميًّا، على أي حال، نأمل في أن يساعد الربيع في انحسار انتشار هذا الفيروس، لكننا غير متيقنين من ذلك».
تُعَد فيروسات الجهاز التنفسي موسمية، لأن درجات الحرارة الباردة تساعد على تكوين طبقة واقية تحيط بجزيئات الفيروس في أثناء وجودها في الهواء، وتتيح لها البقاء حية مدة كافية حتى تنتقل من شخص إلى آخر.
من ناحية أخرى، قالت أماندا سيمانيك عالمة الأوبئة في جامعة ويسكونسن: «يعيش فيروس الإنفلونزا أفضل في درجات الحرارة الباردة والجافة، لكن بطبيعة الحال فإن نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي لا يمران بنفس الفصول في وقت واحد، فعندما تشهد الصين والولايات المتحدة طقسًا أكثر دفئًا، ستدخل بلدان أمريكا الجنوبية وأوقيانوسيا في فصل الشتاء، بالإضافة إلى ذلك لا تحدث في بعض البلدان أي تغييرات موسمية على الإطلاق، لذلك تنتشر الإنفلونزا فيها على مدار السنة».
توجد 4 فيروسات من نوع كورونا مستوطنة بالفعل بين سكان العالم، وجميعها موسمية، وعادة ما تسبب التهابات تنفسية عادية على الرغم من أن بعضها قد يسبب التهابًا رئويًّا خطيرًا.
اقرأ أيضًا:
ارتداء الكمامة ليس تدبيرا وقائيا ناجعا ضد فيروس كورونا كوفيد-19، فما الحل؟
إعداد: د. محمد الأبرص
تدقيق: تسنيم الطيبي
مراجعة: صالح عثمان