استخدمت امرأة عمرها 31 عامًا من البرتغال زرعة لتحديد النسل كوسيلة لمنع الحمل لمدة ثماني سنوات على التوالي، لكن بطريقة ما، انتقلت آخر زرعة وضعتها – واسمها Implanon NXT – في الجزء العلوي من ذراعها إلى رئتها.
وفقًا لدراسة أُجريت في يوليو عام 2019 ونُشرت في تقارير المجلة الطبية البريطانية BMJ عن حالة المرأة:
عانت المرأة من نزف مهبلي غير طبيعي لمدة ثلاثة أشهر؛ لذلك قررت أن تراجع الطبيب الذي اكتشف أن الزرعة لم تكن موجودة في المكان الذي وُضعت به.
ينبغي استبدال الزرعة بعد عدة سنوات من استخدامها؛ لهذا وضع الطبيب لها زرعتين أخريين قبل هذه الحادثة ابتداءً بالأولى في عام 2010 وانتهاءً بالثالثة (التي انتقلت إلى الرئة) عام 2017.
تعرّف مؤسسة تنظيم الأسرة Planned Parenthood زرعات تحديد النسل على أنها عبارة عن قضبان أو عيدان رقيقة بحجم عود الثقاب تقريبًا، تمنع الحمل من خلال تحرير هرمون البروجستين ببطء في الجسم، ما يؤدي إلى تثخين (تكثيف) مخاط عنق الرحم الذي يمنع الحيوانات المنوية من العبور باتجاه البويضة وتخصيبها.
يضع الطبيب الزرعة تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، ويمكن للزرعة أن تبقى مكانها مدة خمس سنوات، وفي حالة المرأة هنا؛ استُبدلت أول زرعة لها بعد ثلاث سنوات من الاستخدام.
واجه الأطباء مشكلةً في تحديد المكان الذي انتقلت إليه الزرعة؛ إذ حاول الأطباء النسائيون البحث عنها في المكان الذي يُفترض أن توجد به؛ أي في العضلة ذات الرأسين Bicep (عضلة الذراع)، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وبعد إجرائهم للتصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)، وجدوا أن الزرعة قد انتقلت مهاجرةٍ إلى رئة المريضة اليسرى، ونتيجةً لذلك قرروا اللجوء إلى إجراء عمل جراحي بمساعدة الفيديو لإزالة الزرعة، إذ حددوا أولًا مكانها في جسم المريضة ثم أجروا العملية الجراحية في منطقة الصدر.
غادرت المريضة المشفى بعد أربعة أيام من العملية دون حدوث أي مضاعفات، وفقًا لما كتبه الأطباء – الذين عالجوها – في الدراسة.
ليست هذه المرة الأولى التي تُفقد فيها أداة تحديد النسل داخل جسم شخص ما، وعلى الرغم من ندرة هذه الحالة؛ أُبلغ عن حالات قليلة أخرى مشابهة.
يمكن أن تحدث هذه الظاهرة إذا أدخل الطبيب الأداة عميقًا في ذراع المرأة، إضافةً إلى ذلك يمكن أن تؤدي التمارين القاسية والشديدة إلى هجرة زرعة تحديد النسل من مكانها.
في شهر مايو عام 2017، أعلن الأطباء عن انتقال زرعة امرأة تبلغ من العمر 37 عامًا إلى رئتها، وعلى الرغم من أنهم لم يتمكنوا من تحديد سبب حدوث ذلك تمامًا؛ يعتقدون أن الزرعة قد أُدخلت عميقًا في الذراع ثم دخلت إلى الوريد وانتقلت بعد ذلك عبر أجزاء الجسم، وفي نهاية المطاف استقرت في الرئة.
كتب مؤلفو الدراسة في مايو عام 2017: «تُعد مضاعفات إدخال زرعات منع الحمل تحت الجلد وإزالتها نادرةً في أيدي المهنيين الطبيين المطلعين على تقنيات الأداة وخصائصها، ويجب أن تُنفذ هذه الإجراءات فقط من قبل الأطباء الذين لديهم خبرة في الموضوع».
إذا كنتِ تستخدمين زرعة لتحديد النسل وكانت دوراتك الحيضية غير منتظمة أو عانيتِ من حدوث نزيف غير طبيعي، فيجب عليك زيارة الطبيب على الفور.
اقرأ أيضًا:
كيف يُمكن لحبوب تحديد النسل التسبب في زيادة الوزن وحجم الثديين؟
هل من الآمن تخطّي الدورة الشهرية باستخدام أدوات تحديد النسل؟
ترجمة: يوسف الجنيدي
تدقيق: علي قاسم
مراجعة: تسنيم الطيبي