يحدث تدلي أعضاء الحوض عندما ترتخي أو تضعف الأنسجة والعضلات الداعمة لأعضاء الحوض (الرحم أو المثانة أو المستقيم) ما يؤدي إلى ضغط واحد أو أكثر من أعضاء الحوض، أو هبوطه إلى المهبل أو خارجه. بالرغم من أن تدلي أعضاء الحوض قابل للعلاج، يخجل العديد من النساء من إخبار أطبائهن عن الأعراض، و يعتقد البعض أن تلك الأعراض طبيعية.
ما هو تدلي أعضاء الحوض ؟
تدعم عضلات وأنسجة الحوض الأعضاء المتواجدة فيه كأنها أرجوحة شبكية. تشمل أعضاء الحوض المثانة والرحم وعنق الرحم والمهبل والمستقيم، وهو جزء من الأمعاء الغليظة. يحصل التدلي عندما تتلف أو تضعف عضلات وأنسجة الحوض، فتفقد القدرة على دعم الأعضاء، ما يؤدي إلى ضغط واحد أو أكثر من أعضاء الحوض أو هبوطه إلى المهبل أو خارجه.
تدلي أعضاء الحوض هو نوع من اضطرابات ضعف قاع الحوض. أكثر هذه الاضطرابات شيوعًا هي:
- سلس البول (تسرب البول لا إراديًا)
- السلس البرازي (تسرب البراز)
- تدلي أعضاء الحوض (ضعف العضلات والأنسجة الداعمة للأعضاء في الحوض)
ما هي أنواع تدلي أعضاء الحوض؟
تتغير أنواع تدلي أعضاء الحوض بحسب عضو الحوض المتأثر. الأنواع الأكثر شيوعًا هي:
- المثانة المتدلية: القيلة المثانية Cystocele: وهي النوع الأكثر شيوعًا ضمن أنواع تدلي أعضاء الحوض، وتحدث عند هبوط المثانة إلى المهبل أو خارجه.
- القيلة المستقيمية Rectocele: وتحدث عندما يهبط المستقيم إلى المهبل أو خارجه.
- الرحم المتدلي: ويحدث عند هبوط الرحم إلى المهبل أو خارجه، يرافقه أحيانًا هبوط ثانوي في المستقيم (يسمى القيلة المعوية)، إذ يهبط جزء من الأمعاء الدقيقة إلى المهبل أو خارجه.
بالرغم من ندرة الحالة، إلا أنه يمكن حدوث تدلي أعضاء الحوض بعد عملية استئصال الرحم، إذ من الممكن هبوط أي جزء من جدار المهبل إليه أو خارجه.
من الذي يصيبه تدلي أعضاء الحوض؟
تصيب اضطرابات ضعف قاع الحوض (سلس البول والسلس البرازي وتدلي أعضاء الحوض) واحدة من كل خمسة نساء في الولايات المتحدة الأميركية. إن تدلي أعضاء الحوض أقل شيوعًا من السلس البولي والبرازي، ولكنه يصيب حوالي 3% من نساء الولايات المتحدة الأميركية، وهو يصيب النساء الأكبر سنًا من العرقين الأبيض واللاتيني أكثر من النساء من باقي الأصول العرقية والإثنية.
تُصاب بعض النساء بأكثر من اضطراب واحد من اضطرابات ضعف قاع الحوض، كأن يحصل للمرأة الواحدة السلس البولي وتدلي أعضاء الحوض.
ما هي أعراض تدلي أعضاء الحوض ؟
يمكن أن يؤدي الضغط الناجم عن الهبوط إلى انتفاخ في المهبل وقد يكون هذا الانتفاخ مرئيًا ومحسوسًا في بعض الأحيان. تشعر النساء المصابات بعدم الارتياح خلال النشاط البدني أو أثناء ممارسة الجنس.
تشمل الأعراض الأخرى:
- ملاحظة انتفاخ في المهبل أو الشعور به، والإحساس وكأن شيئًا ما على وشك الهبوط منه.
- الشعور بضغط، عدم ارتياح، ألم، أو انتفاخ في الحوض.
- ضغط في الحوض يسوء عند الوقوف أو السعال أو مع مرور اليوم.
- تسرب البول (السلس) أو مشاكل في التغوط.
- صعوبة في إدخال السدادات القطنية.
تقول بعض النساء إن الأعراض تسوء خلال أوقات معينة من النهار أو خلال النشاط البدني أو
بعد الوقوف لمدة طويلة. أخبري طبيبك أو الممرضة عن الأعراض.
ما هي أسباب تدلي أعضاء الحوض؟
يحصل تدلي أعضاء الحوض عندما تفشل عضلات وأنسجة الحوض في العمل كما هو مطلوب. إن عوامل الخطر الأكثر شيوعًا هي:
- الولادة الطبيعية: والتي تستطيع أن تمط وتضعف قاع الحوض. تزيد الولادة الطبيعية المتكررة من خطورة حدوث تدلي أعضاء الحوض في عمر لاحق. من الممكن أيضًا حدوث التدلي حتى لو لم يكن هناك إنجاب، وحتى لو كانت الولادة قيصرية.
- الضغط طويل الأمد على المعدة، كالضغط بسبب البدانة، أو السعال المزمن، أو الشد المتكرر خلال التغوط.
- ولادة طفل يزن أكثر من 8 أرطال ونصف.
- التقدم بالعمر: تكون اضطرابات ضعف قاع الحوض أكثر شيوعًا ضمن النساء الأكبر سنًا. حوالي 37% من النساء المصابات تتراوح أعمارهن بين 60 و79 عامًا، وحوالي نصف المصابات يزيد عمرهن عن الثمانين.
- التغيرات الهرمونية خلال فترة اليأس. إن خسارة هرمون الإستروجين خلال فترة اليأس وبعدها تزيد من خطورة حصول تدلي أعضاء الحوض. لا يزال السبب مجهولًا عند الباحثين.
- السوابق العائلية للإصابة بالتدلي: إن تأثير العوامل الوراثية والجينات على حدوث تدلي أعضاء الحوض لا يزال قيد البحث.
كيف يتم تشخيص تدلي أعضاء الحوض؟
سيخبرك الطبيب عن أعراضك وسيجري فحصًا للحوض. قد يطلب الطبيب أن تسعلي أو تشدي خلال الفحص كي يرى إن كان السعال أو الشد يسببان تدليًا أو تسربًا بوليًا. قد يجري الطبيب أيضًا فحوصات أخرى ليرى إن كان بإمكانك إفراغ المثانة كليًا عند التبول.
كيف يُعالج تدلي أعضاء الحوض ؟
يعتمد علاج تدلي أعضاء الحوض على نوع الهبوط الموجود، الأعراض، العمر، المشاكل الصحية، والنشاط الجنسي.
قد يشمل العلاج واحدًا أو أكثر مما يلي:
الفَرْزَجَة Pessary (الكعكة المهبلية):
جهاز قابل للإزالة يُدخل في المهبل لدعم أعضاء الحوض. تتعدد أشكال وأحجام الفرزجة، وغالبًا ما يقترحها الأطباء كخطة علاجية أولى. تعالج بعض أنواع الفرزجة كلًا من تدلي أعضاء الحوض وسلس البول.
تمرينات عضلات قاع الحوض:
قد يشرح الطبيب كيفية إجراء تمارين قاع الحوض، أو قد يحولك إلى معالج فيزيائي لإجرائها. تساعد تمارين عضلات قاع الحوض النساء المصابات بتدلي أعضاء الحوض وسلس البول.
تغيير عادات الطعام:
في حال وجود مشاكل معوية، قد ينصح الطبيب بتناول أطعمة غنية بالألياف. تساعد الألياف على منع الإمساك وبالتالي منع الشد خلال التغوط.
الجراحة لدعم الرحم أو المهبل:
قد يستخدم الطبيب خلال الجراحة خلايا من الجسد أو شبكة جراحية اصطناعية لدعم قاع الحوض ومعالجة الهبوط. يُنصح بهذا النوع من العمليات للنساء النشطات جنسيًا واللاتي يعانين من هبوط شديد في الرحم أو المهبل. تُجرى الجراحة إما عبر المهبل أو عبر البطن. قد يلجأ الطبيب للشبكة الاصطناعية لمعالجة التدلي عبر البطن، ولكن توقف الأطباء عن استخدام الشبكة الاصطناعية للعلاج عبر المهبل وذلك لأسباب تتعلق بالسلامة.
جراحة غلق المهبل Colpocleisis:
يعالج التدلي عبر إغلاق الفتحة المهبلية. هذه الجراحة خيار جيد للنساء اللواتي لا يخططن لممارسة الجماع مستقبلًا أو اللواتي توقفن عن ممارسته.
هل من الآمن استخدام الشبكة الاصطناعية خلال جراحة إصلاح تدلي أعضاء الحوض؟
من الآمن استخدام الشبكة لعلاج تدلي أعضاء الحوض من خلال البطن. ولكن لأسباب تتعلق بالسلامة، لم تعد الشبكة تُستخدم للعلاج من خلال المهبل. إذا خضعت لجراحة علاج تدلي أعضاء الحوض باستخدام الشبكة عبر المهبل، فلا داعي للقلق إذا لم تواجهي أية أعراض أو مشاكل. ولكن في حال ملاحظة أية أعراض كالنزيف المهبلي أو الألم في الحوض أو الألم خلال ممارسة الجنس، تكلمي مع الطبيب أو الممرضة.
كيف يمكنني أن أقي نفسي من تدلي أعضاء الحوض؟
يدرس الباحثون طرق الوقاية من تدلي أعضاء الحوض. قد تساعد الخطوات التالية في تخفيض إمكانية الإصابة بمشاكل قاع الحوض:
- المحافظة على وزن صحي أو خسارة الوزن في حالة الوزن الزائد. إذ ترتفع خطورة حدوث اضطرابات قاع الحوض عند النساء ذوات الوزن الزائد أو البدينات.
- اختيار الأطعمة الغنية بالألياف لأن الألياف تمنع الإمساك، وبالتالي تمنع الشد أثناء التغوط. منع الإمساك قد يخفف إمكانية حدوث بعض اضطرابات قاع الحوض.
- الامتناع عن التدخين: يؤدي التدخين إلى سعال شديد، ما يسبب ضغطًا على عضلات قاع الحوض.
اقرأ أيضًا:
تدلي الكلية، حالة مرضية أغلب ضحاياها من النساء
مرض شاركو-ماري-توث: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
متلازمة هورنر: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: زهراء حدرج
تدقيق: محمد وائل القسنطيني
مراجعة: اسماعيل اليازجي
