القوباء هي التهاب جلدي معدٍ بشدة يصيب الأطفال بأعمار 2-5 سنوات غالبًا. العلامة الأولى له هي لطخة من جلد أحمر حارق. تعد القوباء في شمال أوربا وشمال أمريكا وكندا المرض الجرثومي الجلدي الأكثر شيوعًا بين الأطفال، لكنها تصيب أي عمر، وهي أشيع في البيئات الضيقة مثل الثكنات العسكرية أو في المناخات الرطبة والدافئة. نادرًا ما تكون القوباء خطيرة، وهي تتعافى من تلقاء نفسها خلال أسبوعين، ولكن قد تحصل بعض المضاعفات أحيانًا؛ لذلك يصف الطبيب المضاد الحيوي على شكل مرهم أو حبوب فموية.
حقائق سريعة عن القوباء
هذه بعض النقاط المفتاحية عن القوباء، ستجد التفاصيل في المقال:
- القوباء هي التهاب جلدي معدٍ أشيع ما يكون عند الأطفال.
- العامل المسبب للقوباء هو جراثيم المكورات العنقودية المذهّبة أو المكورات العِقْدية.
- تتعافى الأعراض عادة بدون علاج، ولكن هذا يعتمد على نمط القوباء وشدة الأعراض.
العلاج:
يهدف علاج القوباء إلى تسريع الالتئام وتحسين مظهر الجلد وتجنب المضاعفات وانتشار العدوى. يعتمد نمط العلاج المتبع على نمط القوباء وشدة الأعراض.
في حال كان الالتهاب خفيفًا، يقتصر العلاج على المحافظة على نظافة الجلد. أما في حال كان الانتان أشد من ذلك؛ فهنا يتطلب الوضع العلاج بالمضادات الحيوية.
المضادات الحيوية الموضعية
تستعمل المضادات الموضعية مباشرة على الجلد المصاب. قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا موضعيًا مثل باكتروبان. يجب تنظيف القشور وإزالتها برفق قبل تطبيق المرهم وذلك كي يتغلغل الدواء عميقًا في الجلد. من الضروري تنظيف الجلد المصاب بماء دافئ وصابون قبل تطبيق المضاد الحيوي. يفضل أيضًا استخدام قفازات اللاتيكس أثناء تطبيق المرهم ولا بد من غسل اليدين بشكل جيد بعدها. تحدث الاستجابة للعلاج خلال سبعة أيام.
المضادات الحيوية الفموية
توصف المضادات الفموية في حال كانت القوباء واسعة الانتشار أو لم تستجب للمضادات الموضعية. يعتمد نوع المضاد الحيوي على الشدة الانتشار وشدة الالتهاب بالإضافة لعوامل أخرى تتضمن الحالة الصحية العامة للمريض وما إذا كان لديه حساسية. يستمر العلاج بالمضادات حوالي أسبوع، ومن الضروري إتمام كامل العلاج حتى لو تراجعت الأعراض باكرًا. يمكن للطفل المصاب أن يعود لمدرسته بعد 24 ساعة من بدء العلاج بالمضادات أو مع بدء تقشر القروح والتئامها.
العلاج الطبيعي
يقال أن زيت شجرة الشاي، زيت الزيتون، الثوم، زيت جوز الهند وعسل المانوكا (وهو نوع خاص من أشجار الشاي ذات رائحة نفاذة توجد في أستراليا) تساهم في تحسين أعراض القوباء، إلا أننا ما زلنا بحاجة أدلة أكثر على ذلك.
الأعراض:
العرض الرئيسي للقوباء هو آفات حمراء تتمزق وتنزّ قبل أن تجف، وتعتمد الأعراض على نمط القوباء.
أنواع القوباء:
يوجد نوعان رئيسيان للقوباء، القوباء الفقاعية والقوباء اللافقاعية.
القوباء اللافقاعية أو القوباء السارية:
وتشكل 70% من حالات القوباء عمومًا، وهي فقاعات حمراء صغيرة تظهر حول الفم والأنف أو أحيانًا على الأطراف. تتمزق الفقاعات فيما بعد وتنز سائلًا أو قيحًا مُخَلِّفةً قشورًا صفراء بنية ذهبية ثخينة. تترك هذه القشور مع جفافها علامة حمراء تشفى بدون ندبة.
على الرغم من أن هذه الآفات غير مؤلمة، فقد تكون حاكة بشدة. من الضروري تجنب لمسها أو حكها حتى لا ينتشر الالتهاب إلى أجزاء أخرى من الجسم أو تنتقل العدوى لأشخاص آخرين. في حالات نادرة تكون الأعراض شديدة وتترافق مع حمى وضخامة عقد لمفاوية.
القوباء الفقاعية:
تحدث القوباء الفقاعية بسبب سلالة معينة من العنقوديات المذهبة، وهي السلالة المفرزة لذيفان خاص يستهدف طبقة الجلد، وهي تصيب الأطفال دون عمر السنتين بشكل خاص. يهاجم هذا الذيفان البروتين الذي يحافظ على تماسك واتصال الجلد، وعند تخرب هذا البروتين، تنتشر الجراثيم بسرعة.
تظهر فقاعات متوسطة إلى كبيرة ومملوءة بالسائل على الجذع والساقين والساعدين ويكون الجلد حولها حاكًا وأحمر لكنه غير متأذٍّ. تنتشر هذه الفقاعات بسرعة ثم تتمزق تاركة مكانها قشرة صفراء تشفى دون ندبة. هذه الفقاعات غير مؤلمة، لكنها قد تكون حاكة، لذا لا بد من تجنب لمسها أو حكها. إن الحمى وضخامة العقد اللمفاوية أشيع في هذا النمط من القوباء.
الأسباب:
تحدث القوباء بسبب:
- جراثيم العنقوديات المذهبة
- جراثيم العقديات المقيحة
توجد العنقوديات المذهبة بشكل طبيعي غير ممرض على الجلد، وتعد العقديات المقيحة جزءًا من الفلورا الطبيعية للفم. قد تسبب هذه الجراثيم الإنتان عند حدوث جرح.
يبدأ الانتان بطريقتين:
القوباء البدئية: وهنا تغزو الجراثيم الجلد الطبيعي السليم بدون وجود فوهة للدخول.
القوباء الثانوية: وهنا تغزو الجراثيم الجلد بسبب وجود جرح أو إنتان في منطقة أخرى من الجلد تسبب تخرب حاجز الجلد مثل الإكزيما أو الجرب.
كيف تدخل البكتيريا إلى الجلد؟
تحدث القوباء عند البالغين نتيجة إصابة جلدية مُحدَثة بسبب مرض جلدي آخر مثل الإكزيما (التهاب الجلد). أما الأطفال فيصابون بسبب وجود جرح في الجلد، سحجة أو عضة حشرة، ولكن قد يحدث الإنتان دون وجود أذية جلدية واضحة.
كيف ينتشر الانتان؟
تحدث الإصابة في حال لمس الشخص أشياء كان الشخص المصاب على تماس معها مثل أغطية السرير، المناشف، الألعاب والثياب. بمجرد حدوث الإنتان، يصبح الشخص أيضًا معديًا للآخرين. لا تظهر الأعراض إلا بعد 4-10 أيام من التعرض الأولي للجراثيم، وخلال هذه الفترة يكون الشخص معديًا للآخرين لأنه لا يكون على علم بمرضه بعد.
إن الأطفال أكثر عرضةً للإصابة وإظهار الأعراض بسبب عدم اكتمال تطور الجهاز المناعي لديهم.
عند ظهور الأعراض، لا بد للمريض من التزام المنزل وعدم العودة للعمل أو المدرسة حتى تجف الآفات وتتجلّب، أو بعد مرور 48 ساعة على بدء العلاج بالمضادات الحيوية.
الأطفال:
إن القوباء أكثر شيوعًا عند الأطفال قبل سن المدرسة أو في عمر المدرسة وغالبًا ما تصيب الوجه والرقبة واليدين ومنطقة الحفاض.
يساعد الضرر الجلدي الناجم عن الجروح أو السحجات أو طفح سم اللبلاب على دخول الجراثيم وإحداث الإنتان.
يمكن للإنتان أن ينتشر بسهولة بين الأطفال. ولتقليل خطر العدوى لا بد من تشجيع الأطفال على غسل اليدين بشكل منتظم وعدم لمس أو حك أي جرح أو آفة جلدية. يجب فصل المناشف والثياب وأغطية السرير أيضًا.
لا بد من مراجعة الطبيب عند ظهور أي من أعراض القوباء عند الطفل. في حال لم تشفى الآفات خلال ثلاثة أيام بعد العلاج أو في حال حدوث الحمى، لا بد من رؤية الطبيب مجددًا.
التشخيص:
إن تشخيص القوباء سهل بفحص المنطقة المصابة. سيسأل الطبيب المريض أو الأهل أو مقدم الرعاية الطبية عن أي جروح أو سحجات أو عضات حشرات حديثة العهد في منطقة الإصابة. ويحاول الطبيب البحث عن مرض جلدي آخر مثل الجرب الذي قد يكون المدخل للقوباء.
تجرى الاختبارات الأخرى في الحالات التالية:
- عندما تكون الأعراض شديدة والإنتان منتشرًا إلى مناطق واسعة من الجلد.
- عندما لا يستجيب المريض للعلاج.
- عند عودة الإنتان بشكل متكرر.
عندها يمسح الطبيب المنطقة المصابة بلطف بواسطة قطنة لمعرفة العامل المسبب للقوباء وإجراء اختبار التحسس للمضادات الحيوية لمعرفة أنسبها.
وتساعد المسحة على تحديد وجود حالة مرضية أخرى مثل السعفة أو القوباء المنطقية. في حال نكس القوباء أكثر من مرة، يأخذ الطبيب مسحة من الأنف لتحديد ما إذا كانت الجراثيم المسببة مُستَعْمِرة فيه.
المضاعفات:
نادرًا جدًا ما تظهر مضاعفات للقوباء، ولكنها قد تظهر وقد تكون خطيرة جدًا. لا بد من مراجعة الطبيب ثانيةً في حال ساءت الأعراض.
تتضمن المضاعفات المحتملة للقوباء ما يلي:
التهاب الهلل (التهاب النسيج الخلوي):
في حال تكاثر وانتشار العنقوديات المذهبة إلى الطبقات الأعمق من الجلد، فهذه لم تعد قوباء، وإنما حالة أكثر خطورة تسمى التهاب الهلل، وفيها يصبح الجلد محمرًا وملتهبًا بالإضافة للألم والحمى.
الصداف المنقط:
لطخات حمراء متوسفة من جلد ملتهب قد تصيب كامل الجسم، وهي غير إنتانية وتصيب الأطفال والمراهقين بعد عدوى جرثومية خاصةً التهاب الحنجرة.
الحمى القرمزية:
وهي إنتان نادر يحدث بسبب الذيفان المحمِّر للعقديات المقيحة، وهي طفح جلدي وردي يصيب الجسم، بالإضافة للغثيان والإقياء والألم.
تجرثم الدم:
إنتان جرثومي في الدم يسبب الحمى، التنفس السريع، الإقياء، الارتباك والدوار، وهي حالة مهددة للحياة تتطلب العلاج الفوري في المستشفى.
التهاب الكبب والكلية التالي للإنتان بالعقديات:
وهو إنتان يصيب الأوعية الدموية الصغيرة في الكلية وقد يكون مميتًا للبالغين. يعد اخلاطًا نادرًا للقوباء، وتتضمن أعراضه: بول ذو لون داكن وارتفاع الضغط الشرياني. لا بد من العلاج الفوري في هذه الحالة ومراقبة ضغط الدم.
الوقاية من القوباء:
تعد النظافة العامل الأساسي في الوقاية وتقليل خطر انتشار القوباء، لا بد من غسل أي جروح أو سحجات أو عضات حشرات والمحافظة على نظافتها لتقليل خطر الإنتان.
في حال إصابة شخص ما بالقوباء، لا بد من عزل أدواته الشخصية وتطبيق قواعد النظافة الصارمة.
تساعد القواعد التالية في منع انتشار العدوى للآخرين أو إلى أجزاء الجسم الأخرى:
- غسل المناطق المصابة بصابون عديم اللون وماء جارٍ ثم تغطية المنطقة بضماد.
- تجنب لمس الآفات ومنع المريض من لمسها.
- عزل ملابس المصاب وشراشف سريره ومناشفه وحاجيات الحمّام الخاصة به وغسلها يوميًا بدرجة حرارة 60 درجة مئوية (140 درجة فهرنهايت) أو أعلى.
- عند تطبيق مرهم المضاد الحيوي، من الأفضل ارتداء القفازات وغسل اليدين بشكل جيد بعد ذلك.
- المحافظة على أظافر المريض قصيرة لتجنب الحك والتخريش.
- التأكد من أن كلًا من مقدم الرعاية الطبية والمريض يغسلان أيديهما بشكل دائم.
- عزل المريض حتى يصبح غير معدٍ.
لتجنب النكس، لا بد من علاج أي مرض جلدي مثل الأكزيما بشكل جيد وكامل.
اقرأ أيضًا:
ما هو مرض القوباء الحلقية (الفطار الجلدي) ؟
الحمامى عديدة الأشكال: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
الحمامى العقدية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
التهاب الجلد التماسي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
الحمرة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: علا سليمان
تدقيق: سلمى عفش
مراجعة: اسماعيل اليازجي
