القضيب المزدوج Diphallia، هو حالة وراثية نادرة، تحدث عندما يولد الطفل الذكر بقضيب إضافي. توجد أنواع مختلفة من ازدواج القضيب ، فقد يكون الازدواج أو التضاعف جزئيًّا أو كاملًا. في حالات نادرة جدًّا، نجد القضيبين متطورين تمامًا، أي ازدواج حقيقي في القضيب.
وُصفت هذه الحالة النادرة لأول مرة سنة 1609، ومذاك سُجلت 100 حالة فقط حول العالم. تصيب هذه الحالة مولودًا واحدًا من كل 5-6 ملايين مولود.
تُعَد كل حالة من حالات القضيب المزدوج فريدةً من نوعها، ويختلف مقدار التضاعف في كل واحدة منها. يمتلك أكثر المصابين بهذه الحالة قضيبين متجاورين لهما نفس الحجم تقريبًا. لدى البعض الآخر يكون أحد القضيبين أكبر من الآخر ويوجد فوقه. وفي بعض الحالات يظهر الازدواج في رأس القضيب فقط.
يصف التصنيف الأقدم 3 أنواع من القضيب المزدوج:
- تضاعف الرأس أو الحشفة.
- القضيب المشقوق، إذ يحوي كل قضيب جسمًا كهفيًّا واحدًا، بدلًا من اثنين كما هو الحال في القضيب الطبيعي.
- القضيب المزدوج الكامل أو الحقيقي، إذ يوجد تضاعف كامل في القضيب.
يذكر التصنيف الأحدث نوعين فقط من ازدواج القضيب: الازدواج الحقيقي والقضيب المشقوق.
تترافق الحالة عادةً مع شذوذ آخر عند الولادة، مثل:
- كيس الصفن المشقوق cleft scrotum.
- الإحليل التحتاني hypospadias، إذ تكون فتحة الإحليل أسفل القضيب، بدلًا من وضعها الطبيعي عند الرأس.
- تضاعف الإحليل في كلا القضيبين.
- غياب الإحليل في كلا القضيبين.
- شذوذ في عضلة القلب.
- وجود مثانتين.
- غياب فتحة الشرج.
- عضلات شاذة مرتبطة بالعظام.
- شذوذ في وضع كيس الصفن.
- شذوذ في العظام.
- كُلى غير مكتملة أو وجود كلية إضافية.
- شذوذ في الكُلى أو القولون أو المستقيم.
الأطفال المصابون بازدواج القضيب يكونون أكثر عرضةً لخطر حدوث تشقق العمود الفقري spina bifida، وكذلك للإصابة بالعقم.
كيف يحدث ازدواج القضيب؟
القضيب المزدوج هو حالة وراثية تحدث في أثناء تكون الجنين، نتيجة شذوذ وراثي يظهر في أثناء تطور الأعضاء التناسلية.
يقترح بعض الباحثين أن التعرض لبعض الأدوية أو الأخماج أو اضطرابات أخرى بين الأيام 23 – 25 من الحمل، قد يؤدي إلى حدوث هذه الإصابة، لأن هذه الأيام شديدة الأهمية في تطور الجنين.
كيف يؤثر القضيب المزدوج على حياة الرجل؟
يستطيع المصاب بازدواج القضيب غالبًا التبول عبر أحد القضيبين أو كليهما، وكذلك الانتصاب والقذف، وقد يكون المصاب أيضًا قادرًا على ممارسة حياة جنسية طبيعية وإنجاب الأطفال.
يتعرض الرضع المصابون بازدواج القضيب لخطر الوفاة نتيجة التعرض للأخماج، وذلك بسب ارتفاع خطر ترافق الحالة مع خلل وظائف الكلى والقولون والمستقيم.
العلاج
ليس العلاج ضروريًّا دائمًا، وفي حال كان ضروريًّا، فهو يتمثل في الحل الجراحي. تُجرى الجراحة عادةً بعد الولادة بفترة وجيزة، ويختلف الإجراء الجراحي المُتبع حسب مقدار التضاعف الموجود، وحسب وجود شذوذ آخر.
نظرًا إلى أن كل حالة من حالات القضيب المزدوج فريدة من نوعها ومختلفة، فقد تكون العملية الجراحية معقدة وصعبة جدًّا. الاهتمامات الرئيسية هي:
- التأكد من قدرة الذكر على التبول طبيعيًا، وقدرة القضيب على الانتصاب.
- تقليل خطر الإصابة بالأخماج قدر الإمكان.
- تقليل الشذوذ الهيكلي.
توقيت العمل الجراحي هو عامل مهم أيضًا. نظرًا إلى أن الأطباء يُشخصون الإصابة عند الولادة غالبًا، فقد نحتاج إلى إجراء العديد من العمليات الجراحية مع مرور الوقت.
تترافق حالة القضيب المزدوج غالبًا مع شذوذات أخرى، مثل الإحليل التحتاني وتضاعف الإحليل وغياب الخصية (فشل نزول خصية واحدة أو كلتا الخصيتين إلى كيس الصفن). وهي شذوذات يمكن إصلاحها غالبًا.
في إحدى الحالات، عالج الجراحون الشذوذ لدى الرضيع جزئيًّا بعد وقت قصير من ولادته، لكنهم أزالوا القضيب الإضافي لاحقًا، عندما كبر الطفل قليلًا وبدأ يمشي.
كما أسلفنا، العلاج ليس ضروريًّا دائمًا، فمثلًا اكتشف الأطباء وجود قضيب إضافي لدى مريض يبلغ 54 عامًا، يشكو من الفتق، عالج الطبيب الفتق فقط، إذ لم تكن ثمة ضرورة لإزالة القضيب الإضافي الصغير.
الخلاصة
القضيب المزدوج هو شذوذ ولادي وراثي نادر جدًّا، يولد فيه الطفل مع وجود تضاعف في قضيبه. يرافقه غالبًا شذوذات ولادية أخرى. الجراحة هي الطريقة الوحيدة للعلاج، وقد تُجرى على عدة مراحل. ويستطيع المصاب غالبًا أن يعيش حياة صحية كاملة.
اقرأ أيضًا:
القضيب المنحني قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان
القضيب – ما هي حالة صغر القضيب ؟ ما علاجها ؟
ترجمة: يوسف الجنيدي
تدقيق: سلمى توفيق
مراجعة: أكرم محيي الدين