يوجد أنبوب ملتف على الوجه الخلفي للخصيتين يدعى البربخ (Epididymis) والذي يعمل على حمل الحيوانات المنوية وتخزينها، كما يرتبط مع القناة الدافقة بواسطة أنبوب أخر يدعى الأسهر (Vas Deferens). يظهر التهاب البربخ Epididymitis عندما يتورم البربخ ويصبح مؤلمًا وملتهبًا.
يوجد نوعان من التهاب البربخ:
- التهاب البربخ الحاد (Acute Epididymitis) الذي يظهر بشكل مفاجئ إذ يتطور الالتهاب والألم بشكل سريع ليستمر هذا النوع لأقل من ستة أسابيع.
- التهاب البربخ المزمن (Chronic Epididymitis) الذي يتطور ببطء ويكون الألم أخف من النوع السابق، ويعدّ مشكلة طويلة الأمد، إذ يستمر لمدة تتجاوز الستة أسابيع ويمكن أن يصيب هذا المرض الذكور بمختلف الأعمار. تُدعى حالة التهاب وآلام الخصيتين بالتهاب البربخ والخصية (epididymo-orchitis).
الأسباب
يتسبب انتشار العدوى الجرثومية عادةً بالإصابة بالتهاب البربخ وتبدأ هذه العدوى غالبًا في الإحليل أو البروستات أو المثانة. يوجد نوعان رئيسيان للعدوى يمكن أن يكونا من أسباب الإصابة بالتهاب البربخ:
- العدوى المنتقلة عبر الجنس: إن التهاب البربخ المسبب لعدوى منتقلة عبر الجنس مثل مرض السيلان أو الكلاميديا هو الأكثر شيوعًا عند الرجال اليافعين مغايري الجنس؛ وبشكل خاص الذين يمارسون الجنس مع شركاء متعددين دون استخدام الواقي الذكري. وتعد حالات التهاب البربخ الناتجة عن أسباب غير منتقلة عبر الجنس هي الأقل شيوعًا.
- عدوى المسالك البولية: تظهر عند الأطفال والمسنين، والرجال مثليي الجنس، وتسبب العوامل التالية غالبًا عدوى المسالك البولية عند الرجال:
- تضخم بروستات ضاغط على المثانة.
- إدخال قسطرة بولية في القضيب.
- جراحة الأُرْبِيَّة أو المثانة أو غدة البروستات.
وعلى الرغم من ندرة حالات التهاب البربخ عند الأطفال إلا أنها يمكن أن تحدث، وتنتشر العدوى الجرثومية غالبًا من الإحليل أو المثانة. يعود تطور الالتهاب عادة لأحد الأسباب التالية:
- إصابة مباشرة للمنطقة.
- التواء البربخ.
- تدفق البول في البربخ.
كما يوجد العديد من الأسباب الغير شائعة للإصابة بالتهاب البربخ مثل:
- النكاف (Mumps).
- السُّل (Tuberculosis).
- جرعات عالية من دواء يدعى أميودارون (Amiodarone) الذي يوصف لعلاج اضطراب النبضات القلبية.
- إصابة الأُرْبِيَّة.
- المشاكل الهيكلية في المسالك البولية.
- داء بَهْجَت.
- مشاكل خِلقية في الكلى والمثانة.
الأعراض
يسبب التهاب البربخ ألمًا في إحدى الخصيتين أو كلتيهما بالإضافة إلى احمرار وتورم وسخونة المنطقة المصابة في حال عدم معالجتها، ويزداد الأمر سوءًا مع مرور الوقت. تتضمن الأعراض الأخرى:
- حمى.
- قشعريرة.
- ثقلًا بالخصية المصابة.
- تضخم الخصية.
- حساسة الخصية المصابة للمس.
- ألمًا في البطن أو الحوض.
- شعورًا دائمًا برغبة التبول.
- حرقة أثناء التبول.
- تفريغًا من نهاية القضيب.
- دمًا في البول.
- ألمًا عند القذف أو عند ممارسة الجنس.
- تجمع السوائل حول الخصية بشكل يشبه الورم.
تعتمد ماهية الأعراض عادة على سبب التهاب البربخ إذ أن التفريغ من نهاية القضيب يمكن أن يكون سببه عدوى منتقلة بالجنس، في حين أن الرغبة بالتبول تكون غالبًا بسبب عدوى في المسالك البولية.
قد تتشابه أعراض التهاب البربخ (Epididymitis) مع أعراض الانفتال الخصوي Testicular Torsion وهي حالة انفتال الخصية وانقطاع التروية الدموية عنها، الأمر الذي يتطلب تدخل جراحي طارئ. ولذلك يجب على من تظهر عليه الأعراض السابقة زيارة الطبيب في أقرب وقت.
وأكثر الأعراض شيوعًا لدى الأطفال هي:
- اضطراب في منطقة البطن أو الحوض.
- ظهور منطقة حمراء وطرية على جانب كيس الصفن.
- ألم أو حرقة عند التبول.
- تفريغ من الإحليل.
- الحمى.
تشخيص التهاب البربخ
يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري للتحقق من وجود إحدى أعراض التهاب البربخ بالإضافة للبحث عن علامات الإصابة أو الالتهاب. قد يكون من الصعب التفريق بين التهاب البربخ (Epididymitis) والانفتال الخصوي Testicular Torsion خاصة لدى الرجال الأصغر سنًا. كما يمكن أن يحدث التهاب البربخ والانفتال الخصوي في نفس الوقت.
قد يجري الأطباء فحوصًا أخرى لمعرفة الأسباب والتي قد تتضمن:
- فحص المستقيم: حيث يقوم الطبيب بإدخال إصبع في الشرج للتحقق من تضخم البروستات.
- فحوص الدم والبول.
- أخذ عينات بول للفحص من أجل مرض السيلان والكلاميديا.
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية لتمييز الانفتال الخصوي.
- التاريخ الطبي.
علاج التهاب البربخ
يعتمد العلاج على السبب المؤدي لالتهاب البربخ، وفي حال الإصابة الجرثومية يقوم الطبيب بوصف مجموعة من أدوية المضادات الحيوية. أمّا إذا كان سبب الإصابة هو عدوى منقولة جنسيًا فيجب أن يخبر الرجل مثلي الجنس شريكه، وبالتالي يجب عليهم أيضًا الامتناع عن ممارسة الجنس حتى انتهاء العلاج.
كما ينصح الأطباء بمسكنات الألم ومضادات الالتهاب مثل دواء إيبوبروفين للتقليل من الألم والتورم. توجد بعض الخطوات الأساسية التي يستطيع الشخص من خلالها التقليل من الانزعاج الذي يصاحب المرض وهي:
- الراحة والاستلقاء مع رفع كيس الصفن.
- وضع كيس ثلج على المنطقة المؤلمة.
- ارتداء كيس رافع للخصيتين داعم للصفن (Scrotal Support).
يختفي الألم المرافق لالتهاب البربخ خلال يوم وحتى ثلاثة أيام ولكن قد تستمر بعض الأعراض عدة أشهر حتى تختفي.
في حالات الإصابة الشديدة فإنه قد يتطلب الأمر بقاء الشخص في المشفى والقيام بإجراءات جراحية.
من الضروري القيام بفحوص دورية عند الطبيب للتأكد من القضاء على الالتهاب.
النقاهة والتوقعات
في أغلب الحالات يتم القضاء على التهاب البربخ باستخدام المضادات الحيوية والراحة دون أي مشاكل جنسية أو إنجابية طويلة الأمد. ومع ذلك يمكن الإصابة بالمرض مجددًا وظهور بعض المضاعفات مثل:
- ظهور خراج في الصفن قد يستلزم إفراغه.
- التهاب البربخ المزمن.
- انفتاح في جلد كيس الصفن.
- موت النسيج الخصوي بسبب نقص التروية الذي يدعى احتشاء الخصية.
- العقم.
التهاب البربخ المزمن: (Chronic Epididymitis)
لا يقوم الأطباء في هذه الحالة بوصف المضادات الحيوية لأن الالتهاب يحدث دون عدوى.
يتضمن العلاج الإجراءات التالية:
- الاستحمام بمياه دافئة بشكل متكرر.
- استخدام مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs).
- استخدام أدوية لإراحة العضلات وتغيير الرسائل العصبية.
- حقن الستيرويد (Steroid Injection) المخدر في كيس الصفن.
- التدخل الجراحي لإزالة البربخ المصاب.
- تقنيات التعامل مع الإجهاد.
اقرأ أيضًا:
داء المتدثرات : الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
مصدر السائل المنوي هو ظهر الرجل، حقيقة أم مغالطة؟
سرطان الخصية – الفحص الذاتي للخصيتين
ترجمة: أنس داغستاني
تدقيق: شريف مجدي