قصور الغدد التناسلية الذكرية أو ما يُعرف أيضًا بنقص التستوستيرون، هو حالة مرضية تفشل فيها الخصيتان في إنتاج الهرمون الجنسي الذكري التستوستيرون (الشحمون الخصوي)، أو الحيوانات المنوية، أو كليهما. ويمكن أن يكون ذلك نتيجة اضطراب في الخصيتين أو نتيجة مرض يؤثر على منطقة تحت المهاد Hypothalamus والغدة النخامية.

يؤثر قصور الغدد التناسلية الذكرية على العديد من وظائف الأعضاء، ويمكن أن يؤثر سلبًا على جودة الحياة. يتوقف ظهور العلامات والأعراض على عدة عوامل، منها الوقت الذي يبدأ فيه قصور الغدد التناسلية، ومدى شدة النقص الحاصل في مستوى التستوستيرون، وفيما إذا كان هناك نقص في الوظائف الرئيسة للخصيتين.

أعراض قصور الغدد التناسلية الذكرية

يسبب قصور الغدد التناسليّة عند الذكور مجموعة واسعة من الأعراض. قد يبدو المراهقون والفتيان الذين لم يكملوا بعد مرحلة البلوغ بسبب نقص مستويات التستوستيرون، أصغر مقارنة مع عمرهم الحقيقي.

قد تكون لديهم أيضًا أعضاء تناسلية صغيرة، وقلة في شعر الوجه، وفشل في الحصول على أصوات عميقة، وصعوبة تكوين كتلة عضلية رغم ممارسة التمارين الرياضية.

يمكن أن يؤدي قصور الغدد التناسلية في بداية البلوغ إلى ظهور الأعراض التالية:

  •  ضعف النمو الجنسي.
  •  تقلص حجم الخصيتين.
  •  تضخم في الأثداء.

أما قصور الغدد التناسلية عند البالغين فيؤدي إلى:

  •  ضعف الانتصاب.
  •  انخفاض في عدد الحيوانات المنوية.
  •  الاكتئاب.
  •  انخفاض الرغبة الجنسية.
  •  الشعور بالكسل.
  •  اضطرابات النوم.
  •  نقص في كتلة العضلات وقوتها.
  •  فقدان شعر الجسم، وبالأخص في مناطق (العانة والإبط والوجه).
  •  هشاشة العظام، ونقص في كثافة العظام (الكثافة المعدنية للعظام).
  •  زيادة مستوى دهون الجسم.
  •  تضخم وألم في الثدي.
  •  ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم.
  •  تعرق.
  •  ضعف في التركيز، ونقص في طاقة الجسم.

الأسباب

يحدث قصور الغدد التناسلية لدى الرجال لعدة أسباب منها:

  •  قصور الغدد التناسلية الأولي: لا تستجيب الخصيتان في هذه الحالة للتحفيز الهرموني. ويمكن أن يحدث ذلك إما نتيجةً لاضطراب ولادي كمتلازمة كلاينفلتر (وهي من الاضطرابات الجينية التي يولد فيها الذكور بكروموسوم X زائد)، أو تكون مكتسبة نتيجةً للعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، أو النكاف، أو الأورام الخبيثة، أو الصدمات التي تتعرض لها الخصيتان.
  •  قصور الغدد التناسليّة الثانوي: تؤثر بعض الحالات المرضية على منطقة تحت المهاد أو الغدة النخامية، وهي الغدة الرئيسة التي تطلق هرمونات لتحفيز الخصيتين على إنتاج التستوستيرون.

أما الحالات التي تسبب قصور الغدد التناسلية الثانوي فتشمل:

  •  سوء التغذية.
  •  الأمراض الجهازيةsystemic illness .
  •  التوتر العصبي.
  •  الآثار الجانبية للأدوية.
  •  تشمع الكبد.
  •  السموم (المشروبات الكحولية والمعادن الثقيلة) .
  •  السمنة المرضية.

أحيانًا، يُستخدم مصطلح سن اليأس عند الرجال أوAndropause لوصف حالة انخفاض مستويات التستوستيرون مع التقدم بالسن. تزداد مستويات التستوستيرون لدى الرجال حتى عمر السابعة عشر. بعدها، تبدأ مستويات هذا الهرمون عند سن الأربعين تقريبًا بالانخفاض بنسبة ١.٢-٢% لكل سنة.

أما العوامل التي تزيد من خطر قصور الغدد التناسلية عند الذكور فتشمل: داء السكري من النوع ٢، والسمنة، والفشل الكلوي، ومرض العوز المناعي المكتسب، وارتفاع ضغط الدم، مرض الرئة الانسدادي المزمن، وتناول الستيرويدات، والعلاج بالأدوية الأفيونية (مسكنات الألم) أو مضادات الذهان (العلاجات النفسية).

العلاج: يُعد العلاج التعويضي للتستوستيرون TRT من العلاجات الموصى بها لقصور الغدد التناسلية عند الذكور. يعطى هذا العلاج عادةً على شكل جل (هلام) موضعي، أو على شكل لاصق يُوضع على الجلد، أو عن طريق الحقن.

يمكن للعلاج التعويضي للتستوستيرون إزالة الكثير -إن لم يكن جميع- علامات وأعراض قصور الغدد التناسلية الذكرية. ومن فوائد هذا العلاج:

  •  زيادة الرغبة الجنسية.
  •  تحسين الحالة المزاجية.
  •  زيادة الكثافة المعدنية للعظام.
  •  تحسين جودة الحياة إجمالًا.

مع ذلك، ثمة مخاطر قليلة مرتبطة بالعلاج التعويضي للتستوستيرون. فقد يؤدي هذا العلاج إلى تفاقم حالة تضخم البروستاتا الحميد، وقد يسرع من حصول سرطان البروستاتا الموجود مسبقًا، ويُفاقم كذلك من حالة انقطاع التنفس أثناء النوم وفشل القلب الاحتقاني.

يحتاج كل الذكور الذين يستخدمون العلاج التعويضي للتستوستيرون إلى تقييم طبي مستمر لتحديد الاستجابة الكافية للعلاج. وهذا يشمل إجراء فحوصات الدم بشكل منتظم وفحوصات المستقيم الرقمية الدورية. يُمنع الرجال الذين لديهم زيادة في نسبة كريات الدم الحمراء من استخدام العلاج التعويضي للتستوستيرون.

تُعد الاستجابة للعلاج التعويضي للتستوستيرون استجابة فردية، أي بمعنى أن مستويات التستوستيرون ليست مؤشرًا على أن بعض الرجال يستجيب للعلاج التعويضي والبعض الآخر لا يستجيب. كذلك فإن هذا العلاج ليس ذا قيمة، فبينما يمكن له أن يخفف من أعراض قصور الغدد التناسلية، فإنه لا يُعيد الخصوبة للرجال.

الحلول

يمكن لبعض التغييرات التي يجريها الرجال على نمط حياتهم أن تعزز من مستويات التستوستيرون. وتشمل:

  •  تقليل الوزن.
  •  ممارسة التمارين الرياضية.
  •  السيطرة على التوتر العصبي.
  •  الحصول على ما يكفي من النوم.
  •  تجنب شرب الكحول.
  •  الإقلاع عن التدخين.

تشخيص قصور الغدد التناسلية الذكرية

لتشخيص قصور الغدد التناسلية الذكرية، يطلب الأطباء السجلات الطبية الكاملة للرجال الذين يعانون من قصور الغدد التناسلية أو المعرضين لخطر الإصابة. كذلك إجراء الفحوصات الطبية وتشمل فحوصات الدم.

من فحوصات الدم الرئيسة التي يجب أن تجرى لتأكيد قصور الغدد التناسلية هي:

  •  قياس نسبة التستوستيرون الكلي في الدم.
  •  قياس نسبة التستوستيرون الحر.

النسب الطبيعية لهذه الفحوصات متغيرة، لكن إذا كانت النتيجة بين ٣٠٠-١٠٠٠ نانوغرام لكل ديسيلتر فإنها تعتبر ضمن المستوى الطبيعي.

ولمزيد من الدقة، يجب أن تجمع عينات الدم بين الساعة السابعة والساعة الحادية عشرة صباحًا، وبمعدل مرتين على الأقل.

اقرأ أيضًا:

تأخر البلوغ عند الإناث: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

تأخر البلوغ عند الذكور: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

القضيب – ما هي حالة صغر القضيب ؟ ما علاجها ؟

ترجمة: فهد خالد

تدقيق: محمد الصفتي

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر