يحدث العقم عندما يتعذر على الزوجين الإنجاب بعد الممارسة الجنسية بانتظام ومن دون وقاية. ربما يكون أحد الشريكين لا يستطيع المساهمة في الحمل، أو أن المرأة ليس بمقدورها الحمل لفترة كاملة. غالبًا ما يُعرّف على أنه عدم الحمل بعد ١٢ شهرًا من الجماع المنتظم الخالي من تحديد النسل (موانع الحمل). في الولايات المتحدة، تشير التقديرات إلى أنه حوالي ١٠٪؜ من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين ١٥ إلى ٤٤، يجدن صعوبة في الحمل أو البقاء حوامل طيلة فترة الحمل. وعلى مستوى العالم، يعاني ٨-١٢٪؜ من الأزواج من مشاكل الخصوبة والعقم. حوالي ٤٥-٥٠% من حالات العقم تكون ناجمة من مشاكل تتعلق بالرجل. وغالبًا ما يكون العلاج متاحًا.

أسباب العقم المتعلقة بالرجل:

الأسباب التالية هي الأكثر شيوعًا للعقم عند الرجال:

السائل المنوي والنطاف

السائل المنوي أو المني هو سائل عضوي حليبي اللون، يُطلق من القضيب عند الوصول إلى النشوة الجنسية. يتكون المني من السائل والحيوانات المنوية (النطاف).

ينتج البروستات والحويصلة المنوية وغدد جنسية أخرى الجزء السائل من المني، بينما تُنتج الخصيتان الحيوانات المنوية. يساعد السائل المنوي في نقل الحيوانات المنوية نحو البويضة.

أكثر مشاكل السائل المنوي شيوعًا التي من الممكن أن تؤدي إلى العقم:

  • قلة الحيوانات المنوية: تتمثل بكون الرجل يقذف عددًا منخفضًا من الحيوانات المنوية. يعتبر عدد الحيوانات المنوية الأقل من ١٥ مليون منخفضًا ويشكل سببًا ممكنًا للإصابة بالعقم حيث يجد ثلث الأزواج صعوبة في الحمل بسبب هذه المشكلة.
  •  ضعف في حركة الحيوانات المنوية: ليس بوسع النطافة أن تسبح بالشكل الكافي الذي يوصلها للبويضة.
  •  نطاف مشوهة وغير طبيعية: قد تملك النطاف شكلًا غير طبيعي ما يُصعب عليها الحركة وإخصاب البويضة. يؤدي عدم امتلاك النطافة للشكل الطبيعي وعدم مقدرتها على التحرك والسباحة بسرعة ودقة باتجاه البويضة إلى صعوبة في الإنجاب. يُعتقد أن ما يقارب ٢٪؜ من الرجال يملكون نطافًا ذات شكلٍ دون المستوى الأمثل والطبيعي للإخصاب.

لا يستطيع السائل المنوي غير الطبيعي نقل الحيوانات المنوية بكفاءة وينتج هذا من الأسباب التالية:

  1.  سبب مرضي (طبي): التهاب الخصية، أو السرطان، أو عملية جراحية.
  2.  الخصى المحمومة (ذات درجة حرارة عالية): قد تكون بسبب حالات مرضية معينة كالخصية المعلقة داخل البطن (ليست في كيس الصفن) أو دوالي الخصية. أو وجود دوالي الوريد في كيس الصفن. أو الاعتياد على الحمامات البخارية وارتداء الملابس الضيقة والعمل في بيئة حارة.
  3.  اضطرابات القذف: في حال انسداد القنوات القاذفة، سيُقذف المني في المثانة.
  4.  اختلال في التوازن الهرموني: تؤدي حالات مثل قصور الغدد التناسلية إلى نقص هرمون التستوستيرون.

أسباب أخرى:

  •  عوامل وراثية: يملك الرجل طبيعيًا كروموسوم X وكروموسوم Y. لو حدث وامتلك الرجل كروموسومين X وكروموسوم Y في المتلازمة المعروفة بـمتلازمة كلاينفيلتر Klinefelter’s Syndrome، حينها ستنمو الخصى على نحو غير طبيعي الأمر الذي يؤدي إلى قلة في هرمون الذكورة التيستسترون وانخفاض في عدد الحيوانات المنوية أو انعدام وجودها أصلًا.
  •  النكاف: يؤثر الالتهاب على الخصيتين عند حدوث النكاف بعد البلوغ ما يؤدي إلى خلل في إنتاج النطاف.
  •  المبال التحتاني Hypospadias: إن المبال التحتاني حالة تكون فيها فتحة مجرى البول على الجانب السفلي من العضو الذكري بدلاً من أن تكون على طرف أو قمة القضيب.

من الممكن إصلاح هذا التشوه جراحيًا في الأطفال. في حال عدم إصلاح هذه الحالة مبكرًا، ستجد النطاف صعوبة في الوصول إلى عنق الرحم عند الجماع. تؤثر حالة المبال التحتاني على واحد من كل خمسمئة طفل حديث الولادة.

  • التليّف الكيسي: مرض مزمن يحصل بسبب تكوين إفرازات مخاطية لزجة، والتي تؤثر على الرئتين بشكل أساسي. في الرجال، قد يُسبب المرض في انسداد الأسهر المسؤول عن نقل الحيوانات المنوية من البربخ وحتى القناة القاذفة.
  •  العلاج الإشعاعي: يعيق الإشعاع عملية إنتاج النطاف. تعتمد شدة تأثيره في الخصى على مدى قربه منها.
  • بعض الأمراض: كفقر الدم ومتلازمة كوشينغ ومرض السكري وأمراض الغدة الدرقية.

الأسباب المتعلقة بالأدوية:

بعض الأدوية التي تزيد من خطر الإصابة بالعقم عند الرجال:

  • السلفاسَلَزاين Sulfasalazine: يقلل مضاد الالتهاب هذا من عدد الحيوانات المنوية بشكل ملحوظ. يُوصف هذا الدواء للمصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي أو داء كرون.

تعود نسبة الحيوانات المنوية إلى مستواها الطبيعي ما إن يتوقف المريض عن تناول هذا الدواء.

  •  الستيرويدات الابتنائية Anabolic steroids: يشيع استخدام هذه العقاقير بين الرياضيين وممارسي كمال الأجسام. يخفض استخذام هذه الأدوية على المدى الطويل من عدد الحيوانات المنوية وقابليتها على الحركة.
  •  العلاج الكيميائي: تقلل بعض أنواع التداوي بالمواد الكيميائية من عدد الحيوانات المنوية.
  •  المخدرات: يقلل استهلاك الماريجوانا والكوكيين من عدد الحيوانات المنوية.
  •  العمر: تبدأ خصوبة الرجل بالتراجع والانخفاض بعد بلوغه سن الأربعين.
  •  التعرض للمواد الكيميائية: يزيد التعرض للمبيدات الحشرية مثلًا من خطر الإصابة بالعقم عند الرجال.
  • الإفراط في شرب الكحول: يقلل الإفراط في شرب الكحول من خصوبة الرجل. لا يوجد دليل على أن شرب الكحول بشكل معتدل يؤثر على خصوبة الرجل، ولكنه يؤثر على أولئك الرجال الذين يملكون عددًا منخفضًا من النطاف.
  •  السمنة: تقلل السمنة أيضًا من فرص الحمل.
  • الضغوطات الذهنية: يشكل الإجهاد عاملًا نفسيًا من العوامل التي تقلل من النشاط الجنسي.

أظهرت الدراسات المختبرية أن استخدام عقار الآسيتامينوفين acetaminophen خلال فترة الحمل وعلى المدى الطويل يؤثر على خصوبة الذكور عبر التقليل من إنتاج هرمون التيستسترون. تُنصح النساء بعدم أخذ هذا الدواء لأكثر من يوم واحد.

أسباب العقم عند النساء:

للعقم عند النساء عدد من الأسباب المختلفة.

عوامل الخطر :

تزيد العوامل التالية من خطر الإصابة بالعقم عند النساء:

  1.  العمر: تنخفض قدرة المرأة على الحمل بعد بلوغها سن الـ٣٢ سنة.
  2. التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالعقم عند كلا الجنسين. وكذلك يقلل من تأثير علاج العقم. يزيد التدخين خلال الحمل من فرص الإجهاض. للتدخين السلبي التأثير ذاته في تقليل الخصوبة.
  3.  الكحول: يؤثر شرب الكحول على فرص الحمل مهما كانت الكمية.
  4.  السمنة: تقلل من الخصوبة عند كلا الجنسين.
  5.  اضطرابات الأكل: تؤدي اضطرابات الأكل إلى فقدان كبير في الوزن أحيانًا، ما يؤثر على الخصوبة.
  6.  الغذاء: يؤثر نقصان العناصر الغذائية التالية على الخصوبة (حامض الفوليك، الحديد، الزنك، فيتامين ب١٢). تُنصح النساء اللائي يتخذن حمية غذائية نباتية باستشارة الطبيب من أجل أخذ المكملات الغذائية اللازمة.
  7.  التمارين: القلة أو الإفراط في التمارين الرياضية يؤدي إلى مشاكل في الخصوبة.
  8.  الالتهابات المنقولة جنسيًا STIs: بإمكان الكلاميديا تدمير قناتي فالوب عند النساء وكذلك بإمكانها أن تسبب التهابًا في كيس الصفن عند الرجال. تسبب التهابات أخرى مشاكل في الخصوبة كذلك.
  9.  التعرض لبعض المواد الكيميائية: كمبيدات الأعشاب ومبيدات الحشرات والمعادن (كالرصاص مثلًا) والمذيبات. أظهرت دراسات أُجريت على الفئران أن بعض المواد الموجودة في المنظفات المنزلية تقلل من الخصوبة.
  10. الإجهاد الذهني: يؤثر على عملية التبويض وعملية إنتاج النطاف. كذلك يساهم في قلة النشاط الجنسي للشريكين.

حالات مرضية تسبب العقم عند النساء:

تشكل اضطرابات عملية التبويض السبب الأكثر شيوعًا للعقم عند النساء. التبويض هو عملية إطلاق البويضة من المبيض كل شهر. يحدث الاضطراب عند عدم تحرر البويضة إطلاقًا أو تحررها في دورات معينة فقط.

تُعزى أسباب هذه الاضطرابات إلى التالي:

  1.  الفشل المبيضي المبكر: تتوقف المبايض عن العمل قبل سن الأربعين.
  2.  متلازمة المبيض متعدد الكيسات PCOS: يعمل المبيضان بشكل غير طبيعي ما يؤدي إلى انعدام حدوث عملية التبويض.
  3.  فرط برولاكتين الدم hyperprolactinemia: يؤثر ارتفاع مستويات البرولاكتين في الدم عندما لا تكون المرأة حاملًا أو مرضعًا على عملية التبويض والخصوبة.
  4.  البيوض ذات كفاءة منخفضة: لا تستطيع البيوض المشوهة أو المحتوية على اعتلالات وراثية أن تُخصب وتدخل في الحمل. كلما كانت المرأة أكبر سنًا، زاد هذا الخطر.
  5.  مشاكل في الغدة الدرقية: يؤدي الإفراط أو الخمول في نشاط الغدة الدرقية إلى اختلال في توازن الهرمونات مؤثرًا بدوره على الخصوبة.
  6.  أمراض مزمنة: تتمثل بالإيدز والسرطان.

مشاكل الرحم و قناتي فالوب:

تمنع هذه المشاكل البويضة من الانتقال من المبيض إلى الرحم. وهذا يؤثر على قابلية البويضة أن تدخل في دورة الحمل.

تشمل الأسباب التالية:

  •  يسبب إجراء عملية جراحية للحوض في إحداث ندبات أو تلف في قناتي فالوب. كذلك وتؤدي العمليات الجراحية لعنق الرحم إلى تقصيره وإحداث ندبات فيه.
  •  الأورام الليفية تحت المخاطية: تظهر بعض التورمات الحميدة غير السرطانية في الجدار العضلي للرحم. وقد تتداخل هذه الأورام مع عملية انغراس البويضة المخصبة في الرحم أو تُغلق قناتي فالوب مانعةً النطاف من إخصاب البويضة.

تُكبر الأورام الليفية تحت المخاطية الكبيرة تجويف الرحم، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة المسافة التي ينبغي للنطاف أن تعبرها للوصول إلى البويضة وإخصابها.

  •  الانتباذ البطاني الرحمي وتُعرف أيضًا ببطانة الرحم المهاجرة Endometriosis: يتمثل بنمو النسيج المبطن للرحم خارج الرحم في أجزاء أُخرى من الجسم كقناتي فالوب.
  •  إغلاق قناة فالوب بمحاولة سابقة لمنع الحمل، من الممكن عكس هذه العملية ولكن فرص رجوع الخصوبة تكون أقل.

الأدوية التي تسبب العقم عند النساء:

  •  مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: يقلل الاستخدام المطول للأسبرين أو الآبوبروفين من خصوبة المرأة.
  •  العلاج الكيميائي: تسبب بعض العلاجات الكيميائية الفشل المبيضي. والذي يكون دائمًا في بعض الحالات.
  •  العلاج الإشعاعي: يزيد من خطر الإصابة بالعقم في حال وُجّه بالقرب من الجهاز التناسلي.
  •  المخدرات: تتعرض النساء اللاتي يتعاطين الماريجوانا والكوكايين لمشاكل في الخصوبة.

تأثير الكولسترول:

وجدت إحدى الدراسات إنه لمستويات الكولسترول المرتفعة تأثير على خصوبة المرأة.

علاج العقم:

يعتمد العلاج على عوامل مختلفة، منها عمر الشخص الذي يود الإنجاب، وكم طالت فترة العقم، والرغبات الشخصية، والحالة الصحية العامة للمعاني من العقم.

عدد مرات الممارسة الجنسية:

يُنصح الشريكان بممارسة الجنس بشكل أكثر في الوقت القريب من الإباضة. يمكن أن تعيش الحيوانات المنوية داخل جسم الأنثى لمدة تصل إلى خمسة أيام، في حين أن بإمكان البويضة أن تُخصب لمدة أقصاها يوم واحد بعد التبويض.

نظريًا، من الممكن أن يحدث الإخصاب والحمل في أي من هذه الأيام الستة قبل وخلال عملية الإباضة. هذا وقد أوضحت دراسة استقصائية، أن الأيام الثلاثة الموعودة بأمل حدوث الحمل هي اليومان اللذان يسبقان الإباضة ويوم الإباضة نفسه.

وثمة من يقترح أنه من الأفضل تقليل عدد المرات التي يحدث فيها الجماع وذلك لغرض زيادة الحيوانات المنوية، ولكن يبدو أن هذا الأمر لا يشكل فارقًا كبيرًا.

علاج العقم في الرجال:

سيعتمد العلاج على السبب الكامن وراء العقم.

  1.  ضعف الانتصاب أو القذف المبكر: قد تساعد الأدوية، والعلاجات السلوكية أو كلاهما على تحسين خصوبة الرجل.
  2.  دوالي الخصية: قد يساعد التدخل الجراحي لإزالة الدوالي في كيس الصفن.
  3.  انسداد القناة القاذفة: تُستخرج النطفة مباشرةً من الخصية وتُحقن في البويضة لحدوث الإخصاب في المختبر.
  4.  القذف الرجوعي: تؤخد نطفة من المثانة وتُترك لإخصاب البويضة مختبريًا.
  5.  إجراء عملية جراحية لمعالجة انسداد البربخ: البربخ هو تركيب حلزوني موجود في الخصية يساعد في تخزين ونقل النطاف. يؤثر أي انسداد فيه على قابلية القذف الطبيعية.

علاج العقم عند النساء:

تُوصف عقاقير الخصوبة لتنظيم وتحفيز عملية الإباضة.

يتضمن العلاج الدوائي العقاقير التالية:

  1.  الكلوميفين Clomifene: يحفز هذا الدواء عملية التبويض لأولئك النساء اللاتي يظهرن عدم انتظام في التبويض أو انعدامه أساسًا لأسباب كثيرة منها متلازمة المبيض متعدد الكيسات. يحفز هذا الدواء الغدة النخامية على إفراز كميات أكبر من الهرمون المحفز للحويصلات FSH والهرمون المحفز للجسم الأصفر LH.
  2.  ميتفورمين Metformine: لو لم يكن الكلوميفين فعّالًا بما يكفي، سيُوصف الميتفورمين لمساعدة النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات خصوصًا إذا كانت مرتبطة بمقاومة الإنسولين.
  3.  موجهة الغدد التناسلية الأياسية البشرية hMG أو ربرونيكس Repronex: يحوي هذا العقار هرموني FSH وLH. تتلقى النساء هذا الدواء على شكل حقنات في حال كان لديهن خلل في الغدة النخامية.
  4.  الهرمون المحفز للحويصلات (كونال-اف، برافيلي): يُفرز هذا الهرمون من الغدة النخامية للتحكم بإنتاج هرمون الإستروجين من قبل المبايض. ويحفز المبيض لإنضاج حويصلات البويضات.
  5.  موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (اڤيدريل، بريكنيل): يُعطى مع بقية الأدوية مثل: (الكلوميفين، hMG، FSH) والذي يعمل على تحفيز عملية التبويض.
  6.  نظائر للهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (Gn-RH): يساعد هذا النساء اللاتي يبضن بشكل مبكر قبل نضوج الحويصلة خلال العلاج بموجهة الغدد التناسلية الأياسية البشرية (hMG). يوفر هذا الدواء تزويدًا من الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (Gn-RH) للغدة النخامية لكي يتغير إنتاج الهرمون، ما يسمح للطبيب بتحفيز نمو الحويصلة بالهرمون المحفز للحويصلات (FSH).
  7.  بروموكريبتين (بارلوديل): يثبط هذا الدواء إنتاج البرولاكتين. يحفز البرولاكتين إنتاج الحليب خلال الرضاعة. خارج فترة الحمل والرضاعة، قد تعاني النساء اللائي لديهن مستويات عالية من البرولاكتين من دورات الإباضة غير المنتظمة ومشاكل الخصوبة.

التقليل من خطر الحمل المتعدد:

يمكن أن تؤدي عقاقير الخصوبة عن طريق الحقن أحيانًا إلى ولادة متعددة، على سبيل المثال، التوائم أو التوائم الثلاثة. تكون فرصة الولادة المتعددة أقل باستخدام عقار علاج العقم عن طريق الفم.

يمكن للرصد الدقيق أثناء العلاج والحمل أن يساعد في تقليل خطر حدوث المضاعفات. كلما زاد عدد الأجنة، زاد خطر الولادة المبكرة.

إذا احتاجت المرأة إلى حقن مُوَجِّهَة الغدد التناسلية المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة HCG لتنشيط الإباضة وأظهرت فحوصات الموجات فوق الصوتية أن الكثير من الحويصلات قد نضجت، فمن الممكن إلغاء حقن وتعاطي مُوَجِّهَةُ الغدد التناسلية المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة HCG.

على الأزواج المضي قدمًا بغض النظر عن مدى قوة رغبتهم في الإنجاب. ففي حال تكوين أكثر من جنين، يجب إزالة واحد أو أكثر. هنا يتعين على الأزواج النظر في الجانب الأخلاقي والعاطفي لهذا الإجراء.

الإجراءات الجراحية عند النساء:

يُسهل الإصلاح الجراحي لقناتي فالوب في حالة وجود انسداد أو تندب فيها، من انتقال البويضة عبرها.

يمكن علاج الانتباذ البطاني الرحمي عن طريق الجراحة التنظيرية. يُحدث شق صغير في البطن، ثم يُدخل مجهر رفيع ومرن مع وجود ضوء في نهايته، يسمى بالمنظار، من خلال الشق. يمكن للجراح أن يزيل الأنسجة الندبية، وهذا قد يقلل من الألم ويساعد على الخصوبة.

الإنجاب المدعوم Assisted Conception:

الطرق التالية متاحة للمساعدة في الإنجاب.

  •  الإخصاب داخل الرحم (IUI): في وقت الإباضة، يُدخل أنبوب قسطرة دقيق من خلال عنق الرحم في الرحم لوضع عينة منوية مباشرة في الرحم. يُغسل المني في سائل خاص وتُختار أفضل العينات.

تُعطى المرأة جرعة منخفضة من هرمونات تحفيز المبيض.

غالبًا ما تُجرى هذه الطريقة في الحالات التي يكون فيها الرجل يعاني من عدد منخفض من الحيوانات المنوية، أو انخفاض في حركة الحيوانات المنوية، أو عندما لا يكون للعقم سبب محدد. يمكن أن يساعد أيضًا إذا كان الرجل يعاني من ضعف شديد في الانتصاب.

  •  الإخصاب داخل المختبر (أطفال الأنابيب- IVF):

تُوضع الحيوانات المنوية مع البويضة غير المخصبة في طبق خاص، حيث يمكن أن يحدث الإخصاب. ثم يوضع الجنين في الرحم لبدء الحمل. يُجمد أحيانًا الجنين للمستقبل.

  •  حقن النطفة بداخل سايتوبلازم البويضة (ICSI): تُحقن نطفة مفردة في البويضة مباشرةً لحدوث الإخصاب. تتحسن فرص الإخصاب بشكل ملحوظ للرجال الذين يعانون من انخفاض في عدد الحيوانات المنوية.
  •  التبرع بالنطفة أو البويضة: إذا لزم الأمر، يمكن تلقي الحيوانات المنوية أو البويضة من متبرع. عادةً ما تُعالج الخصوبة مع بويضات المتبرعة باستخدام التلقيح الاصطناعي (IVF).
  •  الفقس المدعوم: يفتح اختصاصي علم الأجنة ثقبًا صغيرًا في الغشاء الخارجي للجنين، والمعروف باسم المنطقة الشفافة Zona Pellucida. تحسّن الفتحة من قدرة الجنين على الانغراس في بطانة الرحم. ويحسن ذلك من فرص زرع الجنين في جدار الرحم أو إرفاقه به.

يمكن استخدام هذا إذا لم يكن التلقيح الاصطناعي فعالًا، وإذا كان هناك معدل نمو ضعيف للجنين، وإذا كانت المرأة أكبر سناً. في بعض النساء، وخاصة مع تقدم العمر، يصبح الغشاء أصعب. هذا يمكن أن يصعب زرع الجنين.

  •  التحفيز الكهربائي أو الاهتزازي لتحقيق القذف: يُقذف عن طريق التحفيز الكهربائي أو الاهتزازي. تساعد هذه الطريقة الرجل الذي لا يستطيع القذف بشكل طبيعي، على سبيل المثال، بسبب إصابة الحبل الشوكي.
  •  الشفط الجراحي للحيوانات المنوية: تُزال الحيوانات المنوية من جزء من الجهاز التناسلي الذكري، مثل الأسهر أو الخصية أو البربخ.

أنواع العقم:

يقسم العقم إلى أولي وثانوي.

يُعرف العقم الأولي عندما لا يستطيع الشريكان الإنجاب بعد محاولات تدوم لإثني عشر شهرًا على الأقل دون استخدام وسائل منع الحمل.

أما العقم الثانوي، فيُعرف عندما لا يكون بمقدور الشريكين الإنجاب رغم أنهم كانوا يملكون المقدرة على ذلك سابقًا.

التشخيص:

سيزور معظم الناس الطبيب إذا لم يكن هناك حمل بعد 12 شهرًا من المحاولة.

إذا كانت المرأة فوق سن 35 عامًا، فيجب على الزوجين زيارة الطبيب في وقت مبكر، لأن اختبار الخصوبة قد يستغرق بعض الوقت، وتبدأ خصوبة الإناث في الانخفاض عندما تكون المرأة في الثلاثينيات من عمرها.

يمكن للطبيب تقديم المشورة وإجراء بعض التقييمات الأولية. من الأفضل للزوجين رؤية الطبيب معًا.

قد يسأل الطبيب عن العادات الجنسية للزوجين وتقديم توصيات بشأن ذلك. تتوفر الاختبارات والتجارب، لكن الاختبار لا يكشف دائمًا عن سبب محدد.

اختبار الخصوبة عند الرجل:

سيسأل الطبيب الرجل عدة أسئلة تتعلق بتاريخه الطبي، والأدوية، وعاداته الجنسية، وكذلك سيجري فحصًا شاملًا له.

تُفحص الخصى في حال احتوائها على تكتلات أو تشوهات معينة.
كذلك يُفحص شكل وتركيب العضو الذكري.

العقم عند الرجال والنساء أسباب العقم عند المرأة أسباب العقم عند الرجول عدم حصول حمل عند المرأة عدم القدرة على الإنجاب زيادة الخصوبة

  •  تحليل السائل المنوي: تُؤخد عينة من المني لمعاينة تركيز النطاف، ووجود أي عدوى. وفي حال وجود الدم،
    عدد النطاف قد يتذبذب، لهذا حري بالمحلل أن يأخد أكثر من عينة لتحليلها.
  •  تحليل الدم: إجراء فحص لمستويات هرمون التيستسترون وهرمونات أخرى.
  •  التصوير باستخدام الموجات فوق الصوتية Ultrasound: يُظهر هذا الفحص أي انسداد في القناة القاذفة أو القذف الرجعي.
  •  اختبار وجود بكتريا الكلاميديا: تؤثر هذه البكتيريا على الخصوبة، يمكن علاجها بالمضادات الحيوية.

اختبار الخصوبة عند المرأة:

تُجرى فحوصات شاملة للمرأة وتجيب على أسئلة الطبيب المتعلقة بتاريخها المرضي والأدوية ودورتها الشهرية وعاداتها الجنسية.

كما ستخضع لفحص أمراض النساء وعدد من الاختبارات منها ما يلي:

  1.  اختبار الدم: يُقيّم هذا الاختبار مستوى الهرمونات وفيما إذا كانت المرأة قادرة على الإباضة.
  2.  تصوير الرحم والبوق: تُحقن السوائل في رحم المرأة وتؤخذ الأشعة السينية لتحديد ما إذا كان السائل ينتقل بشكل صحيح خارج الرحم وإلى قناة فالوب. إذا كان هناك انسداد، هنا يتطلب إجراء تدخل جراحي.
  3.  ناظور البطن: يُدخل أنبوب رفيع ومرن مع كاميرا متصلة بنهايته في البطن والحوض، ما يسمح للطبيب بالنظر إلى قناة فالوب والرحم والمبيض. هذا يمكن أن يكشف عن علامات الانتباذ الرحمي البطاني، ووجود ندب، والانسدادات، وبعض الحالات غير الطبيعية في الرحم وقناتي فالوب.

فحوصات أخرى تتضمن:

  1.  الفحص الاحتياطي للمبيض: لمعرفة مدى فاعلية البويضات بعد عملية الإباضة.
  2.  الفحص الوراثي: لمعرفة فيما إذا ثمة هناك اختلال وراثي يتداخل مع الخصوبة.
  3.  سونار الحوض: لتكوين صورة للرحم، وقناتي فالوب، والمبيضين.
  4.  اختبار وجود بكتريا الكلاميديا: والذي يكون مؤشرًا للحاجة لمضادات حيوية.
  5. فحص الغدة الدرقية: لمعرفة التأثيرات على التوازن الهرموني.

التعقيدات والمضاعفات المترتبة على العقم:

يتسبب العقم وعلاجه بعدد من التعقيدات. فعدم حصول الحمل بعد أشهر أو سنين من المحاولة يشكّل سببًا للإجهاد الذهني والاكتئاب.

ويسبب علاج العقم بعض التأثيرات على الجسم كذلك.

متلازمة فرط التحسس المبيضي:

يمكن للمبيضين أن يتورما، ويتسرب منهما سوائل إلى الجسم، وينتجا الكثير من الحويصلات (الأكياس السائلة الصغيرة التي تحوي البويضة بداخلها).

تنتج هذه المتلازمة بسبب تناول الأدوية المحفزة للمبيضين، لغرض تحفيزهما كالكلوميفين Clomifene والكونادوتروفين Gonadotrophins.

ومن الممكن أن تتطور بعد إجراء الإخصاب المختبري (طفل الأنابيب).

الأعراض تتمثل بالتالي:

  •  الانتفاخ
  •  الإمساك
  •  البول غامق
  •  الإسهال
  •  ألم في البطن
  •  الغثيان والتقيؤ

من السهل معالجة هذه الأعراض لأنها في العادة تكون طفيفة وسهلة.

نادرًا ما تتشكل خثرة دم في أحد الشرايين أو الأوردة.

من الممكن أن تتطور مشاكل تتعلق بالكبد والكلية أو الضائقة التنفسية.

في الحالات الشديدة تكون متلازمة فرص التحسس المبيضي مميتة!

الحمل المنتبذ (الحمل خارج الرحم):

يحدث الحمل المنتبذ عندما تنغرس البويضة المخصبة خارج الرحم، غالبًا في قناتي فالوب. ستتطور الكثير من التعقيدات عند بقاء البويضة المخصبة هناك، كتمزق قناتي فالوب. ولا فرصة لهذا الحمل بالاستمرار.

التدخل الجراحي الفوري مطلوب، ومن المؤسف أن الأنبوب في الجانب الذي حدث فيه الحمل المنتبذ سيُستأصل. ومع ذلك، من الممكن حدوث الحمل مستقبلًا في الأنبوب الآخر.

تتعرض النساء اللاتي يتناولن علاجًا للعقم إلى نسبة خطر أعلى لحدوث الحمل المنتبذ. يُكشف عن حالة الحمل المنتبذ عن طريق التصوير باستخدام الموجات فوق الصوتية Ultrasound.

التأقلم نفسيًا:

من المستحيل معرفة إلى متى سيدوم العلاج ومدى نجاحه وفاعليته. من الممكن أن يشكل هذا إجهادًا نفسيًا على الشريكين وقد يؤثر على العلاقة العاطفية بينهما.

يرى بعض الناس أن المشاركة في بعض مجموعات الدعم يوفر لهم فرصة الحديث مع أشخاص بتجارب مماثلة ومساعدتهم على التأقلم نفسيًا.

من المهم إخبار الطبيب في حال تفاقم الحالة النفسية وظهور إجهاد عاطفي. يستطيع الطبيب اقتراح زيارة مستشار نفسي وآخرين يمكنهم تقديم الدعم المعنوي المناسب.

كذلك الدعم المقدم من بعض المنظمات على الإنترنت كموقع Resolve.

نظرة مستقبلية:

بالنسبة للأزواج الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة، والذين يأملون في إنجاب الأطفال حتى وإن كانوا في سن مبكرة، فهنالك من الحلول المتاحة أكثر مما كان في السابق.

ففي عام 1978، وُلد أول طفل نتيجةً للتلقيح الاصطناعي خارج الجسم (أو في المختبر)، وبحلول عام 2014، فإن أكثر من 5 ملايين شخصًا ولدوا عبر عملية التلقيح الاصطناعي.

وبما أن هذه التقنية الجديدة أصبحت متاحة، فإن علاج الخصوبة أصبح متيسرًا للكثير من الناس، كما إن معدل نجاحه ونسبة سلامته تتحسن بمرور الزمن.

إن علاج العقم من الممكن أن يكون مكلفًا، لكن هنالك برامج من الممكن أن تقدم المساعدة في هذا الخصوص.

اقرأ أيضًا:

هل نودع تقنية طفل الانبوب؟ علاج عمره أكثر من قرن قد يحمل حلًا لمشاكل العقم

ممارسة الرياضة و العقم : ما هو النظام الامثل لجودة الحيوانات المنوية ؟

بذلات روبوتية مصغرة مساعدة للحيوانات المنوية قد تحل مشكلة العقم

أول عملية زرع رحم لمساعدة النساء المصابات بالعقم

ترجمة: مرتضى أحمد جبار

تدقيق: عون حداد

مراجعة: رزان حميدة

المصدر