يعرف معظم الناس الضفادع والعلجوم والسلمندر والسمندر المائي، لكنهم لا يعرفون أنواع البرمايات الأخرى مثل عديمات الأرجل التي تشبه ظاهريًا ديدان الأرض.
لا نعرف سوى القليل عن عديمات الأرجل؛ لأنها في الغالب تعيش خفية داخل الأرض أو تحت البحر. البرمائيات حيوانات من ذوات الدم البارد، يتشكل أغلبها متحولًا من الشكل الطفولي إلى الشكل البالغ، لا يمكنها توليد حرارة أجسادها بأنفسها، وتعتمد على حرارة البيئة المحيطة لمساعدتها في الحفاظ على الدفء أو البرودة للنجاة.
تتكون البرمائيات من نحو 7400 نوع، وتسكن كل القارات عدا أنتركتيكا (القارة المتجمدة الجنوبية)، وتعيش في البيئات المختلفة مثل الغابات المطيرة والأنهار والمجاري المائية والصحاري وبيئات جبال الألب.
تشمل طائفة البرمائيات ثلاث رتب
- البتراوات (الضفدع والعلجوم) وتتكون من 6500 نوع
- ذوات الذيل (السلمندر والسمندر المائي) وتتكون من 680 نوعًا
- الضفادع الثعبانية (عديمات الأرجل) وتتكون من 205 أنواع
البرمائيات مهمة ولها العديد من الفوائد مثل
- تلعب دورًا مهمًا في الطبيعة كونها فريسة ومفترسة، ما يحافظ على التوازن الدقيق للطبيعة.
- تأكل الحشرات ما يساعد على نجاح الزراعة الناجحة حول العالم ويقلل انتشار الأمراض كالملاريا.
- يحتوي جلد البرمائيات على مواد ربما تكون علاجًا للميكروبات والفيروسات ما يوفر علاجًا طبيًا محتملًا لمختلف الأمراض البشرية، ومنها الإيدز.
- تحتل الضفادع مكانة خاصة في الثقافات البشرية المختلفة على مر القرون، ويحتفي بها الناس كرمز للحياة والحظ السعيد.
علاوة على ذلك، يمكن أن تساعدنا جهود البرمائيات في مواجهة التحديات البيئية بثقة أكبر. إن نسبة الثلث أو النصف من أنواع برمائيات العالم، ما يقدر ب 7500 نوع، معرض للانقراض. ربما يكون ذلك أكبر انقراض جماعي منذ اختفاء الديناصورات.
الأخطار التي تلاحق البرمائيات
تُعتبر البرمائيات عرضة للانقراض لأنها أكثر الحيوانات تأثرًا بالضغوطات البيئية، لذلك عندما يقل عددها في الطبيعة فإن ذلك إنذار للأنواع الأخرى ومنهم البشر. كما أن نقص أعدادها وانقراضها يشير إلى أن التغيرات البيئية قادمة للتأثير سلبيًا على البشر.
تموت البرمائيات بأعداد منذرة. يُعتقد أن 122 نوعًا قد انقرض حتى عام 1980. كما أن نصف أنواع العالم (7500 نوع) معرضة للانقراض، ومنها 500 نوع على الأقل من المؤكد تعرضه للانقراض. إن معدل الانقراض هذا غير مسبوق منذ عصر الديناصورات.
يهدد تدمير الموطن والأنواع الغازية والتلوث والاحتباس الحراري والتأثيرات البشرية الأخرى العديد من الأنواع في المملكة الحيوانية والمملكة النباتية. علاوة على تلك التحديات، يهدد مرض قاتل البرمائيات، هو مرض الفطريات الأصيصية الذي يسبب نقص أعدادها بصورة غير مسبوقة.
يدمر هذا النوع أنواعًا كاملة من البرمائيات. تُعرف الفطريات الأصيصية الآن بعلاقتها بالبرمائيات وقضائها على كل جماعة من البرمائيات في أي قارة. ينتشر هذا المرض بسرعة للغاية حتى أنه يقضي على النوع قبل أن يلاحظ أحد.
يصيب مرض الفطريات الأصيصية جلد البرمائيات، العضو الحيوي الذي يشرب ويتنفس من خلاله الحيوان البرمائي. اكتُشف هذا المرض منذ عقد من الزمن، عندما انقرضت عشرات الأنواع من الضفادع بالفعل، يمكن أن يقتل الفطر 80% من الأنواع المقيمة خلال أشهر.
حاليًا، لا يمكن إيقاف المرض وعلاجه في البيئة، حتى في المناطق المحمية. يُعتقد أن مرض الفطريات الأصيصية نشأ في أفريقيا. وبسبب استيراد الضفادع الأفريقية ذات المخالب (وهي حاملة للمرض ومقاومة للإصابة به) من أجل اختبارات الحمل البشرية والدراسات العملية، نشر المرض إلى العالم.
كما أن تجارة الطعام والحيوانات الأليفة ساهمت في المرض أيضًا. ربما يضاعف تأثير تغيرات المناخ من المرض؛ لأن درجات الحرارة الدافئة تجفف الرطوبة التي تعيش فيها البرمائيات، ما يزيد حالة التوتر التي تجعل البرمائيات أكثر عرضة للمرض.
بالنسبة للبرمائيات، فإن التأثير المحتمل لمرض الفطريات الأصيصية لا يستهان به، هناك العديد من الأنواع البرمائية النادرة، ومن الصعب تحديد مستوى الخطر الذي يهددها. بينما هناك من 2000 إلى 3000 نوع من البرمائيات تحت التهديد، يعاني الكثير من تهديدات بإمكاننا تقليلها، مثل تدمير الموطن والصيد الجائر.
اقرأ أيضًا:
ديناصورات برمائية وتشبه الطيور؟ قصة اكتشاف مثير توصل له العلماء
العصر الديفوني : ظهور البرمائيات والحشرات – تكون الأشجار العملاقة والانقراض الثاني
ترجمة: محمد إيهاب
تدقيق: محمد قباني