ما هو داء الأميبات – Amebiasis ؟

داء الأميبات هو عدوى طفيلية تصيب الأمعاء وتسببها إحدى أنواع الطفيليات التي تدعى المتحولة الحالة للنسج (Entamoeba histolytica). تتضمن أعراض العدوى الأميبية البراز اللَين وتقلص البطن وآلام المعدة. لكن معظم الأشخاص المصابين بداء الأميبات لن تظهر عليهم أعراض خطيرة.

من هم المعرضون لخطر الإصابة؟

تنتشر عدوى الأميبات في الدول الاستوائية حيث تنخفض معايير الصحة العامة. فهي شائعة في شبه القارة الهندية، أجزاء من أمريكا الوسطى والجنوبية، أجزاء من أفريقيا، لكنها نادرة الحدوث في الولايات المتحدة.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة ب العدوى الأميبية:

– الأشخاص الذين سافروا إلى مناطق استوائية فقيرة في المعايير الصحية والنظافة العامة.

– المهاجرون من الدول الاستوائية ذات الأوضاع الصحية المتردية.

– الأشخاص الذين يعيشون في مؤسسات فقيرة صحيًا، مثل السجون.

– الرجال المثليون جنسيًا.

– الأشخاص ضعيفو المناعة والمصابون بحالات مرضية أخرى.

كيف تحدث العدوى؟

الإنتاميبا هيستولوتيكا (E.histolytica) كائن أولي وحيد الخلية يدخل جسم الإنسان عند تناوله لطعام أو مياه ملوثة بحويصلات الإنتامبيا. كما يمكنه دخول الجسم إذا حدث اتصال مباشر مع الفضلات الملوثة.

داء الأميبات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج العدوى الأميبية الأمعاء الطفيليات طفيلي المتحولة الحالة للنسج آلام المعدة تقلص البطن

تعد الحويصلات شكلًا غير نشط من ذلك الطفيلي، إذ يمكنها العيش لعدة شهور في التربة أو البيئة المحيطة حيث تستقر في الفضلات. تظهر الحويصلات الميكروسكوبية في التربة، المخصبات، أو المياه الملوثة بالفضلات المُعدية. وقد ينقل المسؤولون عن إعداد الطعام تلك الحويصلات خلال إعداد أو تداول الطعام. كما قد تحدث العدوى نتيجة الجنس الشرجي أو الجنس الفموي أو غسيل القولون.

حينما تدخل الحويصلات الجسم، تقيم في الجهاز الهضمي. وتطلق بعد ذلك الشكل الهجومي النشط من الطفيلي والذي يدعى أُتْرُوفة (trophozite) . تتكاثر الطفيليات في الجهاز الهضمي وتنتقل بعد ذلك إلى الأمعاء الغليظة. هناك، تغزو جدار الأمعاء والقولون. يسبب ذلك الإسهال الدموي، والتقلص القولوني، وتدمير الأنسجة. يمكن للشخص المصاب بعد ذلك أن ينقل الحويصلات في البيئة المحيطة به عن طريق الفضلات المُعدية.

ما هي أعراض الإصابة بداء الأميبات؟

حينما تحدث العدوى، تميل لأن تظهر خلال أسبوع إلى 4 أسابيع بعد دخول الحويصلات جسم المصاب. وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية (CDC)، تسبب طفيليات الأميبات المرض عند حوالي 10% أو 20% فقط من المصابين بها. تكون الأعراض في تلك الحالة بسيطة وتتضمن البراز الَلين وتقلص المعدة.

بمجرد اختراق الأتاريف (trophozites) لجدار الأمعاء، يمكنها بعد ذلك دخول مجرى الدم والانتقال إلى العديد من الأعضاء الداخلية. وقد تستقر في الكبد، أو القلب، أو الرئتين، أو المخ، أو أي عضوٍ آخر. وإذا اخترقت الأتاريف الأعضاء الداخلية يمكنها أن تسبب التالي:

– الخُراجات

– العدوى

– الاعتلال الشديد

– الوفاة

أما إذا هاجمت الطفيليات بطانة أمعائك، قد تتسبب في إصابتك بالزُحار الأميبي. يعتبر الزحار الأميبي شكلًا أكثر خطورة من العدوى الأميبية ويسبب البراز المائي والدموي وتقلصًا شديدًا في البطن. يُعد الكبد الملاذ المعتاد لاستقرار الطفيلي. تتضمن أعراض الكبد المصاب ب العدوى الأميبية الحمى وترقق الجزء العلوي الأيمن من البطن.

داء الأميبات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج العدوى الأميبية الأمعاء الطفيليات طفيلي المتحولة الحالة للنسج آلام المعدة تقلص البطن

كيف نشخص داء الأميبات؟

يشتبه الطبيب في حدوث إصابة بداء الأميبات بعد السؤال عن حالتك الصحية الحالية وسفرك خلال الفترة السابقة. وقد يطلب الطبيب تحاليل وجود الإنتاميبا هيستولوتيكا. وقد يُطلب منك إعطاء عينات من البراز لعدد من الأيام لفحص وجود الحويصلات. كما قد يطلب الطبيب فحوصًا مخبرية لقياس وظائف الكبد لتحديد ما إذا أصابت الطفيليات كبدك.

عندما تنتشر الطفيليات خارج الأمعاء، قد لا تظهر مجددًا في البراز، لذا قد يطلب الطبيب عمل أشعة فوق صوتية أو أشعة مقطعية لفحص الضرر الحادث في كبدك. إذا ظهرت أي أضرار على الكبد، سيطلب منك الطبيب سحب عينات بالإبرة للتأكد ما إذا كان هناك خراجات في الكبد؛ الخراجات في الكبد هي تطور خطير للعدوى الأميبية. في النهاية، قد يكون تنظير القولون ضروريًا للتأكد من وجود الطفيليات في أمعائك الغليظة.

ما العلاجات المتوفرة لداء الأميبات؟

يتكون علاج الحالات غير المعقدة من داء الأميبات من برنامج علاجي من كبسولات ميترونيدازول (الاسم التجاري: فلاجيل-Flagyl). وقد يصف لك الطبيب دواءً لعلاج الغثيان إذا اقتضى الأمر.

أما إذا وُجدت الطفيليات في أنسجة الأمعاء، لن يقتصر العلاج فقط على علاج الأمعاء من الطفيلي، بل أيضًا على أي ضررٍ أصاب الأعضاء الداخلية بجسمك جراء العدوى. وقد تكون الجراحة ضرورية في حالة حدوث ثقوب بالقولون أو الأنسجة البريتوانية.

ما الاحتمالات الواردة بشأن المصابين بالعدوى الأميبية ؟

عادة ما يستجيب داء الأميبات للعلاج ويختفي في غضون أسبوعين. وإذا كنت مصابًا بحالة أخطر حيث يقبع الطفيلي في أعضائك وأنسجتك الداخلية، احتمال الشفاء ما يزال مرتفعًا إن واظبت على العلاج المناسب. أما إذا تركت العدوى الأميبية من دون علاج، قد تكون مميتة حينها.

كيفية الوقاية من داء الأميبات؟

الوضع الصحي الجيد هو مفتاح الوقاية من الإصابة ب العدوى الأميبية. وكقاعدة عامة، اغسل يديك بالماء والصابون بعد الخروج من المرحاض وقبل تناول الطعام. أما إذا كنت مسافرًا إلى أماكن تنتشر فيها العدوى، فاتبع تلك التعليمات عند إعداد أو تناول الطعام:

– اغسل الخضروات والفواكه جيدًا قبل تناولها.

– تجنب تناول أي فاكهة أو خضروات قبل غسلها جيدًا وتقشيرها بنفسك.

– تناول المياه المعبأة والمشروبات الغازية المعلبة.

– إذا اقتضى بك الأمر لشرب المياه الجارية، قم بغليها أولًا ومعالجتها بقليل من اليود.

– تجنب تناول مكعبات الثلج أو المرطبات المكشوفة.

– تجنب تناول الألبان، والجبن، وغيرها من منتجات الألبان غير المبسترة.

– تجنب تناول الأطعمة الجاهزة من بائعي الشوارع.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: علي أبوالروس

تدقيق: غزل الكردي

المصدر