النيازك كتل من الصخور أو الحديد تدور حول الشمس تمامًا كما تدور الكواكب و الكويكبات والمذنبات. توجد المذنبات بكثرة في النظام الشمسي ، وخاصة الصغيرة منها والتي تُدعى بالمذنبات الصغيرة جدًا. تدور الّنيازك حول الشمس بين الكواكب الداخلية (التي تتميز بكونها ذات طبيعة صخرية)، وكذلك بين الكواكب الغازية العملاقة (التي تُسمى بالكواكب الخارجية). توجد النّيازك على حافة النظام الشمسي؛ بين منطقتين تُدعيان حزام كويبر وسحابة أورت. تتحرك النّيازك المختلفة حول الشمس بسرعات مختلفة وفي مدارات مختلفة. تتحرك أسرع النيازك في النظام الشمسي بسرعة تصل لحوالي 42 كم في الثانية.

تشكّلت العديد من النيازك من اصطدام الكويكبات التي تدور حول الشمس بين مدار المريخ ومدار المشتري في منطقة تسمى حزام الكويكبات. عند اصطدام الكويكبات ببعضها البعض، تتحول إلى قطعٍ محطمة صغيرة تُسمى بالنيازك. ويمكن لقوة تصادم الكويكب أن تُغير مسار النّيازك -وأحيانًا الكويكبات نفسها- بعيدًا عن مدارها الأصلي؛ ما يعطي إمكانية وضع النيزك على مسار يتصادم فيه مع كوكب أو قمر.

تتشكّل النيازك الأخرى من الحُطام الذي ينفصل عن المذنبات أثناء رحلتها في الفضاء. عند اقتراب المُذنب من الشمس ، فإن الجزء المركزي من المذنب -والذي دائمًا ما يُوصف ككرة من الثلج القذر- يقذف الغاز والغبار. كذلك قد يحتوي ذيل المذنب على المئات أو حتى الآلاف من النّيازك. تدور النيازك المتشكلة من المذنب عادة في مجموعات يُطلق عليها (سيل النيازك – Meteoroid stream). في حين أننا نجد نسبة قليلة جدًا من النّيازك تتشكّل من قطع صخرية تنفصل عن القمر والمريخ بعد أن تأسر الأجرام السماوية (الكويكبات في كثير من الأحيان أو نيازك أخرى) على أسطحها.

النيازك الشمس الكويكبات النظام الشمسي

النيازك

من المحتمل أن تكون التأثيرات النيزكية أكبر مساهم في «التجوية الفضائية»؛ والتي تُعرف بأنها العمليات التي تتعرض لها الأجرام السماوية التي لا يحيط بها غلاف جوي (الأتموسفير) مثل الكويكبات والعديد من الأقمار، وبعض الكواكب مثل المريخ وعطارد. تتصادم النيازك مع تلك الأجسام، ما يسبب تكوّن فوهات بركانية تقذف المزيد من النيازك في النظام الشمسي.

تتكوّن معظم النّيازك من السيليكون والأكسجين (السيليكات) ومن المعادن الثقيلة مثل النيكل والحديد. تتميز نيازك الحديد والنيكل بكتلتها الثقيلة وكثافتها، بينما تتميز النيازك الحجرية بوزنها الأخف وبكونها هشة.

تأثير النيازك

النيازك عمومًا غير ضارة مثل أي جسم سماوي آخر؛ فهي بقع من الغبار العائم حول الشمس. تراقب وكالات الفضاء مثل ناسا حركة النّيازك لسببين: تأثيرها على المركبات الفضائية وعلى كوكب الأرض.

المركبة الفضائية

يمكن لأي أثر بسيط من النيازك أن يؤدي إلى كسر النوافذ وتدمير أنظمة الحماية الحرارية وكذلك الحاويات المضغوطة في المركبات الفضائية. ويمكن أن يُعرّض رواد الفضاء إلى الخطر، ما يؤدي إلى فقدان الأدوات العلمية القيّمة وخسارة ملايين الدولارات. لذا، يجب على المهندسين إعداد وتجهيز المركبات الفضائية لتجنّب أو مقاومة تأثيرات النّيازك. وفي سبيل ذلك، صنّف العلماء ثلاث بيئات نيزكية مختلفة: البيئة المتفرقة، بيئة المتدفقة، والبيئة القمرية.

تصف البيئة المتفرقة تهديد النيازك التي تُخلفها الكويكبات أو المذنبات. ويحدد المهندسون مساحة المركبة الفضائية الأكثر عرضة للنيازك المتفرقة، ويجهزون تقنيات رادعة قوية. تصف البيئة المتدفقة تهديد تدفقات النّيازك المرتبطة بالمذنبات التي تمر عبر مدار الأرض. يجب أن يكون المهندسون قادرين على المناورة بالمركبة الفضائية لكي تسلك المناطق الأكثر سهولة للخروج من مسار النّيازك.

تصف البيئة القمرية خطر النيازك على رواد الفضاء أو الأدوات على القمر. على الرغم من عدم وجود رائد فضاء يمكث مدة طويلة على سطح القمر، يصمم المهندسون بدلات فضائية ومركبات ومساكن طبيعية قادرة على تحمّل تأثيرات النيازك.

الأرض

عندما يصل النيزك إلى أتموسفير الأرض (الغلاف الجوي للأرض)، يسخن بسبب مقاومة الهواء؛ ما يؤدي إلى توهج الغازات حول النيزك. يُسمى النيزك المتوهج بـ النجم الساقط أو أحيانًا بـ الشهاب. تتفتت معظم النيازك التي تدخل الغلاف الجوي للأرض (الأتموسفير) قبل أن تصل إلى سطح الأرض. وتُسمى القطع التي تقع على سطح الأرض مباشرة بالنيازك. يمكن أن تصبح كل من الشهب والنيازك خطرًا طبيعيًا للأماكن التي تؤثر فيها.

تُسمى الشهب الكبيرة جدًا بـ الشهاب المتفجر؛ وهي النيازك التي تنفجر في أتموسفير الأرض بقوة تصل إلى 500 كيلو طن من المادة المتفجرة المعروفة بـ (TNT). وتنتج عن هذا الانفجار أو الموجات التي ترتد عن هذا الانفجار حروق مؤذية تصل إلى موت الكائن الحي، كما تؤدي أيضًا إلى تدمير الأبنية وكذلك موت المحاصيل الزراعية.

في الواقع، يمكن أن يكون التأثير الفعلي للنيزك -حيث يكون مكان سقوط الجزء المتفتت من النيزك الذي اصطدم في الأرض- أكثر كارثيةً. فعلى سبيل المثال، أدى مثل هذا الحدث منذ حوالي 65 مليون سنة إلى انقراض الديناصورات وتقريبًا كل أشكال الحياة الأخرى على الأرض.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: إسراء حيدر هاشم
تدقيق: منّة حمدي

المصدر