قدَّم الباحثون في مدرسة الطب بسان دييغو التابعة لجامعة كاليفورنيا تقريرًا عن حقن فئران مصابة باختلال فريدريتش للحركة (Friedreich’s Ataxia) بالخلايا الجذعية المكونة للدم، التي أوقفت تدمير الخلايا الحادث بسبب هذا المرض.
تقترح هذه الأبحاث التي نُشرت على موقع (Science Translational Medicine) الإلكتروني وجود علاج لهذا المرض الذي لا علاج له حاليًا.
إن اختلال فريدريتش للحركة هو مرض وراثي انتكاسي يُضعِف الوظائف الحركية، مثل طريقة المشي و تناسقها، و يمكن أن يُسبب انحناء العمود الفقري وأمراض القلب وفقدان البصر ومرض السكري، دون أن تتأثر وظيفة الوعي، وتظهر أعراض المرض تدريجيًا، ويتطلب في نهاية المطاف استخدام دائم للكرسي المتحرك، وواحد من كل 50000 ألف أمريكي مصاب بهذا المرض.
يحدث هذا المرض بسبب انخفاض تكوين بروتين الميتوكوندريا فراتاكسين (Frataxin) بسبب طفرة في أحد أو كلا الجينين الخاصين بهذا البروتين، وفي تلك الدراسة، استخدمت الدكتورة ستيفاني شيركي وزملاؤها نموذجًا لفأر معدل وراثيًا يُنتج اثنين من الجينات المحورة للفراتاكسين البشري، الذي يعرض المرض من حيث الضمور العصبي وضعف العضلات.
وأصبحت الخلايا الجذعية المكونة للدم واسطة رئيسية للجهود المبذولة في استبدال أو تجديد الخلايا التي تدمرها الأمراض، وأظهر بحث سابق للدكتور شيركي و زملاؤه نتائج ذات مدىً طويل في الكلى (Kidney)، والعين، والغدة الدرقية في فأر مصاب بداء السيستيني (cystinosis)* عن طريق زرع خلايا جذعية مكونة للدم من فئران برية أو معملية.
وفي هذه الدراسة، قدمت دكتور شيركي تقريرًا عن تحول الخلايا الجذعية المزروعة في الفئران المصابة بالمرض لخلايا بلعمية (Macrophage)** في المناطق الأساسية للمرض، وهي: العقل، والحبل الشوكي، وقامت تلك الخلايا بنقل الفراتاكسين للخلايا العصبية الضعيفة، وكذلك الخلايا العضلية.
وقالت دكتورة شيركي: “أنقذت عملية زرع الخلايا الجذعية، الخلايا التي تتأثر بالفراتاكسين تحديدًا”، وتضيف: “عاد تكوين الفراتاكسين ثانيةً، وتم استرجاع وظائف الميتوكوندريا في أدمغة الفئران المُحوَّرة، وأيضًا في القلب، وانخفض الضمور العضلي أيضًا”.
لقد لاحظ العلماء أن نماذج الفئران ليست مرآةً مثالية لاختلال فريدريتش، ويختلف تفاقم المرض في الفئران بشكل من حيث الدقة الباثولوجية، فهي ليست مفهومة في الفئران بشكل تام، ومع ذلك، قالت شيركي إن النتائج مشجعة وتشير إلى علاج محتمل لمرض لا علاج له الآن.
*الداء السيستيني : هو داء اختزان في الجسيمات الحالة يمتاز بتراكم غير طبيعي للسيستين، والذي هو حمض أميني، وهو مرض وراثي يتبع صفة متنحية في الصبغية الجسدية، كما أنه أحد الأسباب المهمة متلازمة فانكوني عند الأطفال.
**الخلايا البلعمية: خلايا مشتقة من الخلايا الوحيدة تسهم في المناعة اللانوعية والمناعة الخلوية النوعية عند الفقاريات، وتنتمي البلاعم والخلايا الوحيدة إلى البلعميات، وتوجد متفرقة ومتناثرة في معظم الأنسجة الضامرة ولكنها توجد بأعداد متزايدة في أعضاء معينة كخلايا كوبفر في الكبد، والخلايا الدبقية في الجهاز العصبي المركزي.
مواضيع ذات صلة:
- الموضوع لم يعد خيالا علميا يناقش العلماء خلق أجنة بشرية من خلايا جذعية
- خلايا جذعية محملة بفيروس الهيربس يمكنها القضاء على أورام الدماغ
- علاج العجز الحركي لدى الفئران باستخدام خلايا جذعية بشرية
- لأول مرة: علماء يطورون خلايا جذعية جنينية في مراحلها المبكرة
- نجاح أول عملية لاستعادة الرؤية باستخدام خلايا جذعية من الجلد
- للمرة الأولى، علماء ينتجون قلبًا بشريًا من خلايا جذعية
- تحويل خلايا بشرية عادية إلى خلايا جذعية وتوظيفها لإعادة نمو الشعر
- نجاح خلايا جذعية من الحبل السري في معالجة ضررا في شبكية العين في الفئران
- لأول مرة النجاح في تحويل خلايا جذعية إلى خلايا رئوية وظيفية
- باحثون ينجحون بإنتاج خلايا جذعية بكفاءة شبه مثالية
- علماء ينجحون في تنمية حبل شوكي كامل من خلايا جذعية في المختبر
- لأول مرة في العالم: زراعة نسيج مصنوع من خلايا جذعية داخل إمرأة
- ترجمة: علي المغربي.
- تدقيق: رجاء العطاونة.
- المحرر: عامر السبيعي.
- المصدر