هل يوجد أكسجين في المريخ ؟ الغلاف الجوي المريخي . بإمكان الهواء على المريخ قتل الإنسان بسرعة، إذ يمثل الغلاف الجوي للمريخ 1% من كثافة نظيره على الأرض، لذلك سيكون التنفس صعبًا. وإن ما ستحصل عليه رئتاك على الكوكب لن يكون مريحًا أيضًا. يتكون الغلاف الجوي للمريخ من ثنائي أكسيد الكربون بنسبة 95% و3% نيتروجين و1.6% آرغون، أما النسبة المتبقية فتشمل آثارًا للأكسجين وبخار الماء وغازات أخرى.
أما على الأرض، يكوّن الأكسجين ما نسبته 21% من الهواء الذي نتنفسه. بإمكان البشر العيش في بيئة ذات نسبة أكسجين أقل، لكن ليس كتلك الموجودة على المريخ. ينتشر الأكسجين عبر أجسامنا بواسطة خلايا الدم الحمراء، فيُنعش أعضاءنا. يحلّ التركيز العالي ل ثنائي أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للمريخ محل الأكسجين في كرياتنا الحمراء، ويلقى الإنسان العادي حتفه في غضون ثلاث دقائق إذا ما تُرك دون حماية على سطح الكوكب.
هذا يجعلنا نظن أن نوعية الهواء هي المؤشر الوحيد في هذه القضية، لكن ذلك غير صحيح. فالبرد الشديد وعوامل أخرى قد تقتل الإنسان بسرعة أكبر بكثير مقارنة بالهواء الفقير من الأكسجين. عندما نفكر في المريخ، يتبادر إلى أذهاننا ذلك الكوكب الجاف والميت. هذا ليس بالتصور البعيد عن الدقة، لكن بحلول الليل، تصل نسبة الرطوبة على الكوكب إلى 100%.
الغلاف الجوي للمريخ
يكون الجو خلال النهار جافًا للغاية، وهذا هو السبب. الرطوبة هي نسبة بخار الماء في الهواء، تختلف تلك النسبة يوميًا حسب درجة الحرارة؛ فبإمكان الهواء الدافىء حمل بخار ماء أكثر مقارنة مع الهواء البارد. تُقاس الرطوبة على أساس نسبة مئوية للحجم الأقصى من المياه التي بإمكان الهواء حمله في درجة مئوية معينة. كلما ارتفع الفارق بين درجتي الحرارة، كان تبخر الماء أكبر.
عندما يكون التبخر كثيفًا، يكون الهواء جافًا وتكون الرطوبة أقل. الهواء على المريخ مشبَّع (تصل الرطوبة إلى 100%) في الليل، لكن في النهار يكون العكس. هذا يعود إلى فارق درجات الحرارة الكبير بين النهار والليل. هذا وكان الغلاف الجوي للمريخ مختلفًا بشكل كبير في الفترة المتقدمة من تاريخ النظام الشمسي. يؤمن العديد من العلماء بأن المريخ كان كوكبًا أكثر دفئًا مع غلاف جوي أكثف آنذاك.
للأسف، فقد الكوكب تركيبتين أساسيتين: الصفائح التكتونية والمجال المغناطيسي. بوجود العنصرين السالف ذكرهما، كان بإمكان المريخ تطوير أكسجين كافٍ لدعم حياة على سطحه شبيهة بتلك التي لدينا على كوكب الأرض.
يُعتبر الهواء على المريخ من أبرز عوائق الاستكشاف البشري للكوكب. فإلى الآن، تجعل نوعية الهواء الفقيرة ورحلة السفر التي قد تدوم لسنتين في الفضاء، قضية إرسال رحلة مأهولة إلى المريخ محل تفكير عميق، لكن من يعلم ما يخفيه المستقبل لنا؟!
اقرأ أيضًا:
- اعلان ناسا: هكذا تحول المريخ من كوكب دافئ و رطب قابل للحياة، الى كوكب بارد دون غلاف جوي
- ما السبب وراء النتوءات في غلاف المريخ الجوي؟
- كيف ومتى فقد المريخ غلافه الجوي؟
- مياه المريخ بها أكسجين، ربما يكفي لتنشأ الحياة! (دراسة جديدة)
ترجمة: وليد سايس
تدقيق: حسام التهامي
