يُشار إلى مجموعة الأعراض الجسدية والنفسية التي تحصل لدى الإناث قبل الحيض بأسبوع أو أسبوعين باسم متلازمة ما قبل الطمث PMS. الصداع والانتفاخ والتشنجات وتقلبات المزاج هي أكثر الأعراض شيوعًا. تُشكل هذه الأعراض إزعاجًا طفيفًا لأغلبية النساء، لكن تظهر عند البعض الآخر أعراض أكثر حدة، يمكن أن تصل إلى حد عدم قدرتهن على الذهاب إلى العمل أو المدرسة، ما يتوجب استشارة طبيبٍ مختص.
السبب الرئيسي لأعراض تلك المتلازمة غير معروف حتى الآن، لكن يمكن أن تؤدي التغيرات الطبيعية في مستوى الهرمونات الأنثوية (خاصة الإستروجين والبروجستيرون) قبل أسبوع أو أسبوعين من الطمث، إلى تلك الأعراض. ينقص مستوى الإستروجين بحدة بعد الإباضة، ما يؤثر على مستوى السيروتونين في الجسم. وبما أن السيروتونين هو ناقل عصبي مسؤول عن تنظيم النوم والمزاج وشهية الطعام، فإن نقصه يؤدي إلى أعراض متلازمة ما قبل الطمث.
أعراض متلازمة ما قبل الطمث
تتدرج أعراض متلازمة ما قبل الطمث من معتدلة إلى شديدة. لا تعاني بعض النساء من أي عارض من أعراض المتلازمة قبيل الدورة الشهرية. أما البعض الآخر، فإنهن يعانين من أعراض حادة تؤثر على مستوى أدائهنَّ للأنشطة المعتادة يوميًا. من الجدير بالذكر أن الأعراض الحادة أو المُنهِكة تُشير إلى مشاكل صحية كامنة أكثر خطورة، ما يدعو إلى استشارة الطبيب حولها.
تقسم أعراض متلازمة ما قبل الطمث إلى أعراض جسدية وأخرى نفسية:
1-الأعراض الجسدية:
- تغير في شهية الطعام، مثل اشتهاء أطعمة معينة.
- ألم في الثديين وتورمهما.
- زيادة الوزن.
- انتفاخ البطن.
- ألم أسفل البطن أو تشنجات الحيض.
- الإمساك أو الإسهال.
- الصداع.
- التعب والإرهاق.
- بشرة دهنية.
- حب الشباب، انتشار البثور، وأعراض جلدية أُخرى.
2-الأعراض النفسية:
- المزاج السيئ.
- الرغبة بالبكاء والبكاء.
- التهيج المفرط أو الغضب.
- الاكتئاب.
- القلق المفرط.
- تقلبات المزاج.
- الانعزال.
- مشاكل النوم مثل الأرق.
- صعوبة في التركيز.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
تزداد أعراض بعض الحالات المرضية سوءًا مثل داء السكري أو الاكتئاب أو متلازمة القولون المتهيج الالتهابي. وتتأثر حدة الأعراض بالعمر أيضًا، إذ تزداد الأعراض سوءًا في الفترة الانتقالية قُبيل سن انقطاع الطمث.
كيف يمكن التأكد من أعراض متلازمة ما قبل الطمث ؟
لا تستطيع الكثير من النساء تمييز كون الأعراض مرتبطةً بالدورة الشهرية أم لا، خاصة النساء اللاتي لا يمتلكن دورة شهرية منتظمة. لذلك يعد تسجيل الأعراض على مذكرة أسهل طريقة لملاحظة نمط تلك الأعراض وفيما إذا كانت مُرتبطة بالدورة الشهرية أم لا.
وكما ذكرنا سابقًا، فإنه في أغلب الأحيان تكون الأعراض معتدلة، يمكن أن تشير الأعراض الشديدة إلى اضطراب ما قبل الطمث PMDD أو حالات مرضية أخرى.
تُسبب بعض أمراض الجهاز التناسلي الأنثوي -مثل انتباذ بطانة الرحم endometriosis ومتلازمة تكيس المبايض polycystic ovary syndrome زيادةً في شدة أعراض متلازمة ما قبل الطمث.
ما هو مدى شيوع متلازمة ما قبل الطمث ؟
تشير تقارير مكتب صحة المرأة OWH إلى أن حوالي 90% من النساء يعانين من متلازمة ما قبل الطمث. أُجريَت دراسة في عام 2017 على نساء في سن ما قبل سن انقطاع الطمث، أوضحت أن حوالي 75% من النساء عانين على الأقل من عارض واحد من أعراض متلازمة ما قبل الطمث. ويُشخص منهنّ فقط 8-20%.
وفقًا للجمعية الأمريكية لأطباء التوليد والنساء، فإن مقدمي الرعاية الصحية مُلزمون بإجراء تشخيص للمتلازمة في حالة:
- تأثير الأعراض سلبًا على الأنشطة اليومية.
- ظهور الأعراض قبل خمسة أيام من بدء الدورة الشهرية واستمرارها لأربعة أيام خلالها.
- ظهور الأعراض لشهرين أو ثلاثة على الأقل.
- في حالة كون المرأة تعاني من أعراض شديدة، يمكن أن يشير ذلك إلى اضطراب ما قبل الطمث PMDD.
العلاج
يعتمد العلاج بشكل أساسي على الأعراض. تتفاوت طرق العلاج من الأدوية إلى تغيير نوع الطعام، التمارين الرياضية أو العناية بالنفس.
الأدوية:
أخذ أدوية موصوفة أو غير موصوفة يمكن أن يُخفف من الكثير من الأعراض، مثل تشنجات البطن والصداع. ومن أمثلة تلك الأدوية:
- مسكنات الألم مثل اسيتامينوفين (باراسيتامول) للتخفيف من ألم العضلات، التشنجات والصداع.
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية. NASAID
- المُدرات لتخفيف الانتفاخ وألم الثديين.
أما بالنسبة للأعراض الأكثر حِدة، فيصف الأطباء في بعض الأحيان حبوب منع الحمل الهرمونية للتخفيف من الأعراض. تعمل تلك الحبوب عن طريق التأثير على نسب الإستروجين والبروجستيرون في الجسم.
طرق علاجية لا تعتمد على الأدوية:
تقنيات الاسترخاء:
يمكن السيطرة على التوتر باستعمال تقنيات للاسترخاء، مثل التنفس بعمق أو التأمل، لتنظيم الاختلالات العاطفية المرتبطة بالمتلازمة. تشمل التقنيات الأخرى للاسترخاء:
- اليوغا.
- تاي شي (أحد فنون الدفاع عن النفس).
- تمديد العضلات.
- الاستحمام.
- المشي.
- القراءة.
- التحدث مع أحد المقربين.
- مقابلة استشاريين أو معالجين نفسيين.
- التمارين الخفيفة.
تأثير التمارين الرياضية الخفيفة:
يزيد أداء التمارين الخفيفة من نسب هرموني الإستروجين والبروجستيرون، وبالتالي يخفف من أعراض المتلازمة.
تخفيف الانتفاخ:
يُشعر الانتفاخ النساء بالثقل والتعب. يمكن تقليله من خلال:
- الامتناع عن تناول الطعام المالح.
- تناول أطعمة غنية بالبوتاسيوم مثل الموز.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- أداء تمارين خفيفة.
تخفيف تشنجات الحيض:
تبدأ تشنجات الحيض قبل بضعة أيام من الحيض ويمكن أن تستمر لعدة أيام. يمكن أن تُخفَف باستعمال علاجات منزلية مثل: توجيه حرارة إلى منطقة البطن، عمل تمارين خفيفة، التدليك، واستعمال زيوت عطرية.
يقلل إدراج بعض الأغذية إلى الحمية الغذائية من حدة أعراض متلازمة ما قبل الطمث وفي الأسفل بعض الأمثلة على تلك الأغذية:
- تُعد الخضراوات الورقية مثل اللفت والسبانخ، مصادر جيدة للمغنيزيوم الذي يخفف من شدة نوبات الصداع النصفي المرتبط بالمتلازمة.
- تقلل الأحماض الدهنية من تشنجات البطن المتعلقة بالمتلازمة. تشمل المصادر الجيدة لتلك الأحماض السمك والمكسرات والخضراوات الورقية.
- يدعم الكالسيوم قوة العظام وكثافتها. يساعد أخذ كميات كافية من الكالسيوم على تعديل المزاج وتنظيم النوم والشهية. أُجريَت دراسة عام 2017 على إناث في أوائل العشرينات وكانت نتيجتها أن استهلاك 500 ملغم من الكالسيوم يوميًا لشهرين يُقلل وبشكل واضح من أعراض معينة لمتلازمة ما قبل الطمث، مثل الاكتئاب والقلق واحتباس الماء.
اقرأ أيضًا:
عسر الطمث: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ما الذي يمكن أن يسبّب التشنّجات بعد انقطاع الطمث؟
ترجمة: غند ضرغام
تدقيق: غزل الكردي