سعال الدم (نفث الدم) يمكن أن يكون علامة على وجود حالة طبية خطيرة. الإنتان، سرطان ما، أو مشكلة في الأوعية الدموية أو في الرئتين؛ قد تكون أي منها مسؤولة عن النفث الدموي. يتطلب السعال المُدمى عمومًا تقييمًا طبيًا للحالة ما لم يكن بسبب التهاب القصبات.
أسباب النفث الدموي:
هناك العديد من الأسباب المحتملة لنفث الدم مع السعال وتشمل:
- التهاب القصبات (الحاد أو المزمن)، وهو السبب الأكثر شيوعًا للسعال المُدمى؛ النفث الدموي في هذه الحالة نادرًا ما يُهدد الحياة.
- توسع القصبات.
- سرطان الرئة أو أورام الرئة غير الخبيثة.
- استخدام مميعات الدم (مضادات تخثر الدم).
- ذات الرئة (التهاب الرئة).
- الصمة الرئوية.
- قصور القلب الاحتقاني، وخاصةً تضيق الصمام التاجي.
- داء السل.
- بعض الحالات الالتهابية أو أمراض المناعة الذاتية (الذئبة، ورم فيجنر الحبيبي، التهاب الأوعية المجهرية، متلازمة شيرغ-ستراوس، وغيرها الكثير).
- التشوهات الشريانية-الوريدية الرئوية.
- الكوكايين المُفرقع (الكراك).
- الأذيات (الرضوض)، مثل جروح العيارات النارية أو حوادث السير.
يمكن أن يأتي نفث الدم أيضًا من نزيف خارج الرئتين والطرق الهوائية؛ كنزيف الأنف الحاد أو القيء المدمى من المعدة ثم يرتشح إلى القصبة الهوائية ويظهر عبر السعال.
لا يوجد سبب يفسر النفث عند الكثير من الناس الذين يعانون منه، وإن معظم الأشخاص الذين يعانون من نفث دم غير مفسر سببه لا يستمر النفث الدموي لديهم أكثر من ستة أشهر.
اختبارات النفث الدموي:
لدى الأشخاص الذين يسعلون دمًا، يركز الاختبار على تحديد معدل النزف وما إذا كان يُشكل أي خطر على التنفس؛ ثم يجب تحديد سبب نفث الدم.
تشمل اختبارات نفث الدم:
التاريخ والفحص السريري: من خلال التحدث إلى الشخص المصاب وفحصه، يجمع الطبيب أدلة تساعد على تحديد السبب. الأشعة السينية للصدر: قد يُظهر هذا الاختبار كتلة في الصدر، أو بعض النواحي السائلة أو المحتقنة في الرئتين، أو قد تكون طبيعية تمامًا.
التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): تعطي الصور التي يُنتجها تفاصيل عن بنى موجودة في الصدر، يمكن أن يكشف التصوير المقطعي المحوسب عن بعض أسباب نفث الدم.
تنظير القصبات: يُدخل الطبيب المنظار (أنبوبًا مرنًا مع كاميرا في نهايته) من خلال الأنف أو الفم في القصبة والممرات الهوائية. باستخدام تنظير القصبات، قد يكون الطبيب قادرًا على تحديد سبب نفث الدم.
تعداد الدم الكامل (CBC): وهو اختبار لتعداد خلايا الدم البيضاء والحمراء في الدم، إلى جانب الصفائح الدموية (الخلايا التي تساعد على تخثر الدم). تحليل البول: تعطي بعض أسباب النفث الدموي قيمًا غير طبيعية في عينة البول.
تحليل كيمياء الدم: يقيس هذا الاختبار الشوارد ويُقيّم الوظيفة الكلوية، والتي قد تكون غير طبيعية في بعض حالات نفث الدم. اختبارات التخثر: تبدل قدرة الدم على التخثر يمكن أن تسبب النزف ونفث الدم.
فحص غازات الدم الشريانية: وهو قياس مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم. يُلاحظ انخفاض مستوى الأكسجين لدى الأشخاص المصابين بالنفث الدموي.
قياس الأكسجة:
يُطبق الاختبار عادة على الإصبع؛ يقيس هذا الاختبار مستوى الأكسجين في الدم.
علاج نفث الدم:
بالنسبة للأشخاص الذين يسعلون دمًا، يهدف العلاج إلى وقف النزيف ومعالجة سبب النفث هذا.
يشمل العلاج ما يلي:
في حالة انصمام الشريان القصبي: يُدخل الطبيب قثطرة عبر الساق إلى شريان ينقل الدم إلى الرئتين؛ وبواسطة حقن صبغة ومشاهدة الشرايين على شاشة العرض، يُحدد الطبيب مصدر النزيف، ثم يُسد هذا الشريان، وذلك باستخدام لفائف معدنية أو مادة أخرى؛ يتوقف النزف عادة وتُعوض الشرايين الأخرى الشريان المسدود حديثًا.
تنظير القصبات: يمكن استخدام الأدوات الموجودة في نهاية المنظار لعلاج بعض أسباب نفث الدم. على سبيل المثال، قد يساعد البالون المنفوخ داخل مجرى التنفس في إيقاف النزيف.
الجراحة: قد يتطلب السعال المدمى عملية جراحية إذا كان شديدًا ومهددًا للحياة، مثل إجراء عملية جراحية لإزالة الرئة (استئصال الرئة).
عليك أن تُعالج أيضًا السبب الكامن وراء هذا النفث وقد يشمل هذا العلاج:
- المضادات الحيوية لذات الرئة أو السل.
- العلاج الكيميائي و/أو العلاج الإشعاعي لسرطان الرئة.
- الستيروئيدات إن كانت هناك حالة التهابية.
- قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الدم المُميَّع بسبب الإفراط في استخدام الأدوية إلى نقل منتجات الدم أو استخدام أدوية أخرى للحد من فقدان الدم.
متى يجب رؤية الطبيب؟
السبب الأكثر شيوعًا لسعال الدم هو التهاب القصبات الحاد، والذي عادةً ما يتحسن من تلقاء نفسه دون علاج؛ يمكن للأشخاص المصابين بالتهاب القصبات مع وجود كميات صغيرة من الدم في المخاط لمدة أقل من أسبوع الانتظار والمراقبة حتى تتحسن صحتهم؛ يمكن أن يكون السعال الدموي أيضًا علامة على وجود حالة طبية خطيرة.
اتصل بطبيبك إذا كانت لديك أي من هذه الأعراض:
دم في المخاط يستمر لفترة أطول من أسبوع، أو إذا كان شديدًا أو يزداد سوءًا، أو متكررًا.
- ألم في الصدر.
- فقدان الوزن.
- تعرق ليلي.
- حمى أعلى من 101 درجة فهرنهايت (38.3 مئوية).
- ضيق تنفس عند قيامك بنشاط معتاد.
يتلقى الأشخاص المصابون بالنفث الدموي العلاج دومًا في المستشفى إلى أن يُحدد السبب ودرجة خطورة الحالة.
اقرأ أيضًا:
داء الانسداد الرئوي المزمن COPD
توسع القصبات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
الطاعون أو الموت الأسود : ما هو، وهل اختفى حقًا؟
ترجمة: هلال الحميد
تدقيق: علي قاسم
مراجعة: تسنيم المنجد