ربما تعتقد بأن الطاعون الذي كان يسمى سابقًا ” الموت الأسود ” قد انقرض و زال بزوال الفرسان ذوي الدروع وحراس القرية، ولكن هذا المرض الذي اجتاح العالم منذ مئات السنين لا يزال موجودًا ولا يزال خطيرًا. ولكن بعكس أسلافنا، فنحن نعرف المسبب وبالتالي العلاج السريع يحدث الشفاء الكامل.

أساسيات الطاعون:

يحدث الطاعون بسبب بكتيريا تسمى اليرسينيا الطاعونية والتي تنتقل عادة عن طريق البراغيث. تلتقط هذه الحشرات البكتيريا عندما تلدغ حيوانات مصابة كالجرذان أو الفئران أو السناجب وتنقل العدوى إلى الحيوان أو الشخص الذي تقوم بلدغه بعدها، كما قد تنتقل العدوى بالتماس المباشر مع الشخص أو الحيوان المصاب.

الموت الأسود نادر حاليًا وذلك بفضل العلاج والوقاية، فقط بضعة آلاف من البشر مصابون به حول العالم، أكثرهم في إفريقيا (ولا سيما جمهورية الكونغو الديمقراطية ومدغشقر) والهند وبيرو.

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية سبع حالات سنويًا، معظمها في المناطق الريفية النائية في جنوب غرب الولايات مثل ولاية أريزونا وكولورادو ونيو مكسيكو وكاليفورنيا.

الأعراض:

تظهر الأعراض بعد 1-6 أيام من التقاط العدوى، تشعر بالغثيان الشديد والضعف، وقد تعاني من الحمى والقشعريرة والصداع، يعتمد وجود أعراض أخرى على نوع البكتيريا التي سببت العدوى وهي تقسم إلى ثلاثة أنماط:

الطاعون الدبلي، وهو النمط الأكثر شيوعًا، والذي يسبب ظهور الدمل وهي عقد لمفاوية متورمة ومؤلمة بشدة تظهر تحت الإبط وفي الرقبة، وفي المغبن، يمكن للبكتيريا أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا استمرت من دون علاج.
طاعون إنتان الدم وهو أكثر خطورة من الطاعون الدبلي نظرًا لكونه ينتقل إلى الدم، تشمل العلامات:

  • نزيف تحت الجلد أو من الفم أو الأنف أو القدم
  • بشرة مسودة وخاصة على الأنف وأصابع اليدين والقدم
  • ألم في البطن وإسهال، وتقيؤ وصدمة

الطاعون الرئوي، وهو الشكل الذي توجد فيه البكتيريا في الرئتين، هذا الشكل هو الأكثر ندرة، كما إنه مميت إن بقي من دون علاج، يعد هذا النمط معديًا للغاية لأن البكتيريا تنتشر في الهواء عند السعال، تتضمن الأعراض:

  • سعالًا مع نفث دموي أحيانًا
  • صعوبة في التنفس
  • غثيان وإقياء

من يلتقط العدوى؟

احتمال الإصابة بالعدوى منخفض جدًا بالنسبة لمعظم البشر ولكنه محتمل إن كنت تقطن في منطقة موبوءة أو تنوي زيارتها أو في حال:

  • التماس مع حيوان قد يكون مصابًا كالسنجاب أو الفأر أو الجرذ أو الأرنب أو السنجاب البري سواء أكان حيًا أو ميتًا
  • العمل مع الحيوانات بانتظام
  • قضاء الكثير من الوقت في العمل في الهواء الطلق أو التخييم أو الصيد أو المشي
  • قضاء الوقت مع شخص مصاب بالطاعون

العلاج:

إن كنت في منطقة موبوءة وظهرت لديك الأعراض فاذهب لرؤية الطبيب على الفور، ساعات قليلة قد تشكل فرقًا كبيرًا. قد يجري الطبيب فحصًا للدم أو اللعاب أو سوائل الغدد اللمفاوية للتحقق من جراثيم الطاعون. إن كنت موجودًا حول شخص مصاب فقد يبدأ الطبيب بالعلاج حتى وإن لم يكن لديك أي أعراض، إن كنت مضطرًا للبقاء حول شخص مصاب فقم بارتداء أقنعة جراحية ضيقة تحميك من استنشاق البكتيريا.

إن أُصبت بالطاعون سيتم قبولك بالمشفى لتلقي العلاج الذي يشتمل على المضادات الحيوية التالية:

  • سيبروفلوكساسين (سيبرو).
  • دوكسيسيكلين (فيبراميسين).
  • جنتاميسين (جاراميسين).
  • ليفوفلوكساسين (ليفاكوين).

العلاج فعال جدًا، فمعظم المصابين يتعافون خلال أسبوع أو أسبوعين عند تلقي العلاج بالمضادات الحيوية ولكن البقاء من دون علاج يقود إلى الموت الحتمي.

الوقاية:

لا يوجد لقاح للطاعون في الولايات المتحدة ولكن إن كان هناك احتمال بتعرضك للجراثيم فاتخذ الخطوات التالية لحماية نفسك. إن سافرت إلى أفريقيا أو آسيا أو أمريكا الجنوبية فتحقق من إشعارات المسافرين حول تفشي وباء الطاعون على موقع CDC على الإنترنت، تجنب المناطق الموبوءة إن استطعت وابتعد عن الحيوانات المريضة أو الميتة أثناء وجودك هناك.

إن كنت تعيش في منطقة ظهرت فيها حالة إصابة بالطاعون أو الموت الأسود :

  • قم بسد الحفر والثغرات في منزلك لمنع الجرذان والسناجب والفئران من الدخول
  • قم بتنظيف ساحة منزلك وتخلص من أكوام الأوراق والصخور والخشب فربما تصنع هذه الحيوانات منزلًا لها من هذه المواد
  • استعمل طاردًا للحشرات أو دواءً منفرًا للمفصليات لكي لا تتعرض للدغ الحشرات الناقلة للمرض عند المشي أو التخييم.
  • ارتد القفازات إن اضطررت إلى لمس الحيوانات البرية الحية أو الميتة
  • استعمل البخاخات المضادة للبراغيث أو العلاجات الأخرى على حيواناتك الأليفة
  • لا تسمح للحيوانات الأليفة التي تعيش في الخارج كالقطط أو الكلاب أن تنام في سريرك

إقرأ ايضًا

لقد كنا مخطئين باتهام الفئران بنشر مرض الطاعون أو الموت الأسود!

الجمرة الخبيثة والطاعون: كيف يمكن للقاحٍ واحدٍ أن يحميَ جسمنا ضدّ تهديدين بيولوجيين مرعبين؟

تدقيق محمد قباني

المصدر