كيف تتغذى البكتيريا آكلة اللحم على لحمك ؟ تسبب البكتيريا آكلة اللحم إصابات خطرة يمكن أن تؤدي إلى فقدان الأطراف وحتى إلى الموت . تبين دراسة حديثة كيف تعيش تلك الجراثيم في عمق النسيج العضلي وكيف تسبب تلك الأمراض الخطيرة. ركزنا في هذه الدراسة على بكتيريا (المجموعة A من المكورات العقدية group A Streptococcus) التي تُعد السبب الأكثر شيوعًا لحدوث أمراض (أكل اللحم – flesh-eating) ك التهاب العضل الناخر .
وجد الباحثون بروتينات خاصة تُسمى (النواقل – Transporters) تساعد بشكل كبير على بقاء البكتيريا لأنها تعمل على تغذيتها في النسيج العضلي. يشير الباحثون أيضًا إلى أن النتائج قد تؤدي يومًا ما إلى اكتشاف طرق أفضل للعلاج والوقاية من هذا المرض المميت غالبًا.
يقول الكاتب الأول للدراسة د.جيمس موسير، رئيس قسم علم الأمراض والطب الجينومي في مستشفى هيوستن ميثوديست: «تمكنا الآن من معرفة الطريق الذي تتبعه البكتيريا لتسبب هذا المرض الخطير، ويُعد هذا العمل الخطوة الأولى في رحلة طويلة يمكن أن تقود إلى علاجات جديدة؛ ما يساعدنا في محاربة هذا الكائن الحي». نُشرت الدراسة عبر الإنترنت في 22 كانون الثاني/يناير في مجلة Journal of Clinical Investigation.
مرض مدمر:
الاسم الطبي للإصابة بالبكتيريا آكلة اللحم هو التهاب اللفافة الناخر أو التهاب العضل الناخر، يمكن أن ينتشر هذا المرض بسرعة في الجسم ويدمر الجلد، والعضلات، والنسيج الضام. يشير التهاب اللفافة الناخر إلى إصابة في اللفافة (أحد أنواع النسيج الضام)، ويشير التهاب العضل الناخر إلى إصابة في العضلات. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الإصابة بالبكتيريا آكلة اللحوم المجموعة A من المكورات العقدية نادرة لكنها مميتة لثلث المصابين.
ولكن، ما تزال الآلية الجزيئية لهذه البكتيريا في تسبيب المرض غير واضحة أومفهومة، وبالتالي، يحدد العلماء في هذه الدراسة الجديدة الجينات في جينوم البكتيريا الأكثر تدخلًا في تسبيب هذا المرض. فقد استخدموا تقنية تسمح لهم بإلغاء تفعيل جينات البكتيريا واحدًا تلو الآخر ووجدوا أن 72 جينًا من أصل 1,800 امتلكتها الجراثيم لعبت دورًا مفتاحيًا في بقاء ونجاة البكتيريا في حالة التهاب العضل الناخر.
وأن أكثر من 25% من تلك الجينات كانت جينات مرمزة (لبروتينات ناقلة – transporter proteins)؛ وهي البروتينات التي تساعد على نقل الجزيئات من وإلى الخلية كما أخبر موسير مجلة Live Science. مثلًا؛ تساعد تلك النواقل (البروتينات الناقلة) البكتيريا على قبط المغذيات وإفراز السموم. ويقول موسير لـ Live Science: «يعتمد ما وجدناه على المكان الذي تعيش فيه البكتيريا في الجسم، إذ تختلف الجينات التي تستخدمها باختلاف المكان الذي تعيش فيه، فيمكن مثلًا أن تختلف الجينات التي تستخدمها بكتيريا الحلق عن التي تستخدمها بكتيريا العضلات».
إن تطوير أدوية تثبط تلك النواقل يمكن أن يؤدي إلى علاج أفضل لأمراض (أكل اللحم) التي تسببها المجموعة A من المكورات العقدية، ولكننا نحتاج إلى المزيد من الأبحاث لنصل إلى هذا البعد. ومن المهم أن نذكر أننا استخدمنا في أغلب أجزاء الدراسة نماذج للإصابة بالتهاب العضل الناخر في القرود، ولكن عندما فحصنا نسيجًا بشريًا من مريض مصاب بمرض أكل اللحوم وجدنا 6 جينات مُفعلة على الأقل عند البشر من الجينات التي وجدنا أنها رئيسية عند القرود؛ وهذا يشير إلى أن النتائج لها آثار على البشر أيضًا.
ترجمة: رهف السيد
تدقيق: سلام طالب
اقرأ أيضًا:
دواء للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية.. فهل ستشهد البشرية انتصارًا على المرض؟
هل يجب أن يكون المرضى نائمين أم مستيقظين أثناء جراحة الدماغ؟
مرض بكتيريّ نادر يتسبّب بوفاة ريّاضيّة شابّة ويدعى المرض المنسيّ
هل تواجه البكتيريا خطر الانقراض كغيرها من الكائنات الحية؟