فقر دم الأمراض المزمنة هو ثاني أنماط فقر الدم شيوعًا. تشبه أعراضه فقر الدم في نقص الحديد وتتضمن أيضًا: التعب، والتعرق، والصداع. ما هو فقر الدم المرافق للأمراض المزمنة؟ يشير فقر الدم المرافق للأمراض المزمنة إلى مستويات منخفضة من كريات الدم الحمراء نتيجةً لأمراض المناعة الذاتية (وهي الأمراض التي يهاجم فيها نظام مناعة الجسم المفاصل أو الاعضاء) أو نتيجة لأمراض مزمنة أخرى.
الأمراض المزمنة هي تلك التي تستمر لفترة أطول من 3 أشهر. هذه الحالة تعرف أيضًا بفقر الدم الالتهابي (AI) أو فقر الدم الالتهابي المرافق للأمراض المزمنة -ACD.
ما مدى انتشار فقر دم الأمراض المزمنة ؟
هو ثاني أنواع فقر الدم شيوعًا بعد فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
من هم الأشخاص المعرضون للإصابة بهذه الحالة؟
أشيع الأمراض التي تسبب فقر الدم:
• أي نوع من العدوى.
• السرطان.
• مرض الكلية المزمن (يصيب كل المرضى تقريبًا بفقر الدم، وذلك لأن الكلى هي التي تصنع الإريثروبيوتين (EPO)؛ الهرمون المتحكم بإنتاج كريات الدم الحمراء في نخاع العظم).
• أمراض المناعة الذاتية:
o التهاب المفاصل الروماتويدي؛ التهاب مزمن للمفاصل.
o الذئبة الحمامية الجهازية؛ تلف نسيجي ناتج عن مهاجمة الجهاز المناعي للجسم.
o التهاب الأوعية الدموية.
o الساركويد؛ مرض التهابي يؤثر عادة على الرئة والغدد اللمفية، والذي يحدث عادةً بسبب الاستجابات المناعية الشاذة.
o مرض التهاب الأمعاء؛ مرض كرون والتهاب القولون القرحي اللذان يصيبان الأمعاء.
• الرفض المزمن للأعضاء المزروعة
• فشل القلب
• البدانة
ما هي أسباب فقر دم المرافق للأمراض المزمنة؟
قد تحدث الأمراض المزمنة تغيرات في كريات الدم الحمراء الحاملة للأكسجين والتي تُصنَع في نخاع العظم، ما يؤدي لموت أسرع لكريات الدم الحمراء، وإبطاء عملية الإنتاج.
في فقر دم الأمراض المزمنة نلاحظ أن الحديد الذي يعاد تدويره من كريات الدم الحمراء الميتة لإنتاج خلايا حمراء جديدة يبقى محتجزًا في الخلايا البلعمية، ما يحد من كمية الحديد المتوفرة للمساعدة في إنتاج كريات حمراء جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، تضعف عملية أيض الحديد داخل الخلايا. (الاستقلاب أو الأيض هو مجموعة من التفاعلات الكيميائية المنظمة التي يحتاجها الجسم للبقاء على قيد الحياة).
ما هي أعراض فقر دم الأمراض المزمنة ؟
الأعراض مشابهة لتلك الموجودة في فقر الدم الناتج عن نقص الحديد وتتضمن:
• الشعور بالتعب أو الضعف
• شحوب الجلد
• ضيق في التنفس
• التعرق
• الدوار أو الإغماء
• تسارع ضربات القلب
• الصداع
البعض لا يظهرون أية أعراض؛ بينما تظهر الأعراض على البعض عند ممارسة التمارين فقط.
كيف يُشخص فقر دم الأمراض المزمنة؟
قد تغطي أعراض المرض المسبب لفقر الدم على أعراض فقر الدم؛ لذلك يجري الأطباء اختبارًا للدم باحثًا عن مستوى منخفض للهيموجلوبين؛ وهو الصباغ الأحمر في الدم الذي يحمل الأكسجين. يكون مستوى الهيموجلوبين الطبيعي عند النساء بين 12.3- 15.3 ج/دل (جرامًا على الديسيلتر) و14 – 17.5 عند الرجال. ويستخدم اختبار وخز الإصبع لقياس الهيموجلوبين. الأهم من ذلك هو أن فحص الدم سيكشف عن انخفاض حديد المصل عند الشخص المصاب بفقر الدم (المصل هو جزء سائل من الدم).
يكشف اختبار الدم أيضًا عن:
• انخفاض تعداد الخلايا الشبكية؛ خلايا حمراء غير ناضجة.
• انخفاض قدرة الدم على حمل الحديد ونقله بواسطة البروتين) انخفاض السعة الكلية للارتباط بالحديد).
• مستوى مرتفع لبروتين الفيرتين في مصل الدم.
• زيادة في معدل ترسب البروتينات الالتهابية التي تُطلق في الدم.
وتقاس مستويات الإريثروبيوتين (EPO) إذا كان مستوى الهيموجلوبين أقل من 10 ج/دل.
كما تجرى خزعة نخاع العظم في عيادة خارجية إما تحت التخدير الموضعي أو التخدير الواعي، وهي عبارة عن أخذ عينة من نخاع العظم بإدخال إبرة في الحوض. تشير زيادة تخزين الحديد في نخاع العظم مع انخفاض مستوى الحديد في الدم، إلى فقر دم الأمراض المزمنة.
كيف يعالج فقر دم الأمراض المزمنة ؟
فقر الدم المصاحب لفقر دم الأمراض المزمنة يكون عادةً معتدلًا. والخطوة الأولى لعلاج غالبية أشكال فقر دم الأمراض المزمنة هي: علاج المرض الأساسي المتسبب في فقر الدم، وفي العديد من الحالات فإن معالجة هذه الأمراض تعالج فقر الدم وتنهي أعراضه، لكن هذه الاستراتجية لا تعمل في فقر الدم المُسبَب بالسرطان أو بمرض الكلى المزمن؛ لذلك فإن خيارات العلاج الأخرى تكون ضروريةً.
نقل الدم: نلجأ إليه عندما يكون فقر الدم شديدًا (الهيموجلوبين < 8 ج/دل). لا تُعتبَر عمليات النقل علاجًا طويل الأمد؛ نتيجةً لمخاطر حدوث فرط الحديد أو الآثار الجانبية المحتملة للجهاز المناعي وازدياد خطر انتقال عدوى.
يمكن إعطاء الأشكال الصناعية من الإريثروبيوتين (EPO) على شكل حقن تحت الجلد إذا انخفضت مستويات الإريثروبيوتين، وقد يتلقى المريض علاجًا إضافيًا بالحديد، وتُفحَص مستويات الهيموجلوبين كل بضعة أسابيع لمعرفة ما إن كان العلاج نافعًا، وعادةً ما يُعاد ضبط العلاج حتى تنخفض مستويات الهيموجلوبين في نطاق 11-12 ج/دل.
وتوجد أيضًا علاجات تجريبية قيد الدراسة.
هل يمكن منع حدوث فقر دم الأمراض المزمنة ؟
قد لا تتمكن من منعها، لكن يمكنك مساعدة نفسك بإجراء بعض التغيرات في حميتك الغذائية، إذ يجب عليك التأكد من الحصول على ما يكفي من: الحديد، وحمض الفوليك، والفيتامين B-12 (يُدعى أيضًا بالكوبلامين). يمكنك اختيار بعض الأطعمة التي تشمل: الدجاج أو الديك الرومي، والفاصوليا والسبانخ، وحبوب الإفطار المدعمة، والخبز المدعم.
التوقعات السريرية: ماذا نتنبأ لمرضى فقر الدم المزمن؟
تعني معالجة المرض المسبب لفقر الدم عادةً الشفاء التام من فقر الدم، لكن عليك دائمًا أن تُعلِم القائم على رعايتك في حال عادت بعض الأعراض كالإجهاد للظهور.
اقرأ أيضًا:
كيف تعرف إذا كنت تعاني من فقر الدم الخبيث؟
الأعراض المرافقة لأنواع فقر الدم المختلفة
كيف تتفادى فقر الدم (الأنيميا) وترفع من عدد كريات دمك الحمراء؟
فقر الدم ( الأنيميا ) الأسباب و الأعراض و العلاج
ما زال العلم يعطي آمالًا جديدة لمرضى فقر الدم المنجلي
ترجمة: محمد باكير
تدقيق: محمد الصفتي