يُعد زرق انسداد الزاوية الأولي أحد أنواع الزرق مغلق الزاوية، أي أن القزحية تمنع تصريف السائل الموجود ضمن العين عبر الشبكة التربيقية. يُعتبر هذا الزرق أوليًا لعدم وجود سبب معروف مرتبط بحالة أخرى، وذلك على الرغم من معرفة المشكلة والتي تتعلق بعمق زاوية تصريف العين (إذ تكون الزاوية ضيقة). يشمل المرض زرق انسداد الزاوية الحاد (والذي كان يسمى سابقًا الزرق الحاد) و زرق انسداد الزاوية المزمن.
أسباب زرق انسداد الزاوية الأولي
يتطور زرق انسداد الزاوية الأولي (الذي يُطلق عليه أحيانًا الزرق الحاد) عندما يحدث انسداد لتصريف السوائل في العين بسبب تقدم القزحية، ما يسبب انغلاقًا في الزاوية وارتفاعًا في ضغط العين. وفي حال لم يُعالج فورًا وسبب ضررًا دائمًا؛ يُطلق عليه مصطلح «زرق انسداد الزاوية الأولي».
يتطور زرق انسداد الزاوية المزمن ببطء، دون أعراض عادةً؛ على الرغم من أن أسباب ارتفاع الضغط في هذا النوع متشابهة. يطلق مصطلح “زرق انسداد الزاوية الأولي المزمن” عند حدوث تلف في العصب البصري.
عوامل الخطر
يعد هذا النوع من الزرق أقل شيوعًا في الدول الغربية، وأكثر شيوعًا عند الأشخاص من أصل آسيوي. قد يكون حادًا (يبدأ فجأة) أو مزمنًا (يتطور ببطء).
تشمل عوامل الخطر الأخرى:
العمر:
يصبح زرق انسداد الزاوية الحاد والمزمن أكثر شيوعًا مع التقدم بالعمر، ومن غير المألوف مشاهدته قبل سن الأربعين.
الجنس:
تُصاب النساء بزرق انسداد الزاوية الحاد والمزمن أكثر من الرجال.
الأصل العرقي:
إذا كنت من أصل آسيوي فأنت أكثر عرضة لخطر الإصابة بزرق انسداد الزاوية من أي شخص من أصل أوروبي. كما أن الزرق يمكن أن يحدث أيضًا في سن أصغر ويكون أكثر حدة.
التاريخ العائلي:
إذا كنت تعاني من الزرق، فإن هذا يزيد من احتمال إصابة أحد أقربائك. يجب أن تنصح أفراد عائلتك بإجراء فحوصات منتظمة للعين من قبل اختصاصي بصريات.
مديدو البصر:
الأشخاص ذوو الدرجة العالية من مد البصر هم أكثر عرضة للإصابة بزرق انسداد الزاوية.
الأعراض
إن زرق انسداد الزاوية الأولي الحاد يميل ليكون مؤلمًا للغاية لأن ارتفاع ضغط العين يحدث فجأة. تشمل الأعراض رؤية الهالات حول الضوء، واحمرار العين، والرؤية الضبابية، وأحيانًا الدوار. لا بد أن يُعالج على الفور، وفي معظم الحالات يشفى البصر تمامًا.
يعاني الناس في بعض الأحيان من سلسلة هجمات خفيفة لانغلاق الزاوية؛ تسمى هذه الهجمات “تحت حادة” وغالبًا ما تحدث مساءً. قد تبدو الرؤية ضبابية، مع الشعور بوجود حلقات ملونة حول الأضواء البيضاء وقد يكون هناك بعض الانزعاج والاحمرار في العين. يجب عليك استشارة طبيب العيون دون تأخير إذا كنت تعاني من هذه الأعراض.
يتطور انسداد الزاوية المزمن ببطء، دون أعراض عادةً.
تشخيص زرق انسداد الزاوية الأولي
إذا واجهت أيًا من الأعراض الموضحة أعلاه لزرق انسداد الزاوية الأولي، فيجب عليك طلب مساعدة طبيبك والذي بدوره سيُحيلك إلى اختصاصي العيون بشكل عاجل. يجب علاج الحالة بسرعة. إذا تأخرت؛ فانتقل إلى مستشفى الأمراض العينية في الحال.
إذا واجهت هجمات خفيفة أدت لشعورك بضبابية الرؤية، وظهور حلقات ملونة حول الأضواء البيضاء، وحدوث بعض الانزعاج والاحمرار في العين، فيجب عليك استشارة طبيب العيون دون تأخير.
العلاج
يعالج انسداد الزاوية الحاد بدايةً باستخدام القطرات العينية والحقن الوريدية لخفض ضغط العين. بمجرد تخفيض الضغط، يُجرى الليزر أو الجراحة لتجاوز الانسداد في نظام تصريف العين ومنع تكرار المشكلة.
عادةً ما يُنفذ نفس الإجراء أيضًا في العين الأخرى، من أجل منع حدوث هجمة انسداد الزاوية الحاد فيها. هذه العلاجات ليست مؤلمة و يمكن عادةً للمريض العودة للمنزل في نفس اليوم، على الرغم من أن الإقامة القصيرة في المستشفى قد تكون مطلوبة في بعض الأحيان.
قد تكون هناك استعادة شبه كاملة ودائمة للرؤية إذا شُخّص انسداد الزاوية الأولي وعولج بشكل مبكر. لكن في المقابل، أي تأخير في المعالجة قد يؤدي إلى حدوث ضرر دائم للعين المصابة.
في بعض الأحيان، قد يبقى ضغط العين مرتفعًا وتكون هناك حاجة لمعالجة مستمرة، كما هو الحال في الزرق مفتوح الزاوية الأولي.
يعالج زرق انسداد الزاوية الأولي المزمن بطريقة مماثلة بواسطة قطرات لتخفيض ضغط العين. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يُستخدم الليزر لمنع الزاوية من الانغلاق أكثر.
هل هناك أنواع أخرى من العلاج؟
تتوفر علاجات أخرى، مثل الأقراص الدوائية والعلاج بالليزر والجراحة، سواء كانت بديلة لقطرات العين أو بالإضافة لها.
اقرأ أيضًا:
الزرق مفتوح الزاوية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ما هو الزرق؟ دراسة تقترح امكانية أن يكون مرض مناعة ذاتية
العين الكسولة أو الغمش: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
العلماء ينتجون خلايا دماغية منتجة للنخاعين ( الميالين )
اكتشف العلماء رابطًا جوهريًا بين أمراض العين ومرض ألزهايمر
ترجمة: بشر معلولي
تدقيق: علي قاسم
