دراسة تقترح وجود رابط بين شرب القهوة و الإصابة بسرطان الرئة

أطلنطس— ارتبط شرب القهوة عادةً بالكثير من الفوائد الصحية، كفترة حياة أطول وتقليل مخاطر التعرض لحالات الاكتئاب والنوبات القلبية وسرطانات معينة. لكن دراسة جديدة تقترح أنه قد يكون هناك جانب سلبي لمشروبك الصباحي: إذ وجدت الأبحاث أن شرب كوبين أو أكثر من القهوة أو الشاي قد يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الرئة. قُدمت هذه النتائج في مارس 31، هنا في الاجتماع السنوي للرابطة الأمريكية لأبحاث السرطان American Association for Cancer Research. الجدير بالذكر، أن الرابط كان صحيحًا حتى مع غير المدخنين ، لأن الأشخاص الذين يدخنون السجائر أكثر عرضةً لشرب القهوة والشاي، فكان من الصعب في الدراسات السابقة التفرقة بين آثار هذه المشروبات عن التدخين في تكوين سرطان الرئة، كما قالت قائد الدراسة الراوية جينغ جينغ تشو، حاصلة على دكتوراه ودارسة في جامعة فاندربيلت في ولاية تينيسي.

في الدراسة الجديدة، قامت مجموعة دولية من الباحثين بتحليل بيانات من 17 دراسة مختلفة شملت 1.2 مليون مشارك في الولايات المتحدة وآسيا. أشارت الدراسات إلى ما إذا كان المشاركون قد شربوا القهوة أو الشاي أو دخنوا السجائر، وكان حوالي النصف من غير المدخنين. تم تتبع المشاركين لمدة 8.6 سنوات بالمتوسط، خلال هذه المدة، أكثر من 20,500 مشارك أصيبوا بسرطان الرئة.

وجد الباحثون أن غير المدخنين الذين شربوا فنجانين أو أكثر من القهوة يوميًا زاد لديهم خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 41 في المئة أكثر من أولئك الذين لم يشربوا القهوة بالمثل. غير المدخنين الذين شربوا كوبين أو أكثر من الشاي يوميًا كان لديهم نسبة 37 في المئة لخطر الإصابة بسرطان الرئة أكثر من الذين لا يشربون الشاي. (نظرًا لأن البيانات مأخوذة من دراسات متعددة، فقد تباين التعريف الدقيق للكوب).

وجدت الدراسة أيضًا أن خطر إصابة الشخص لم يتغير بشكل ملحوظ بين الأعمار أو الأعراق أو نوع القهوة التي شربها الناس –القهوة منزوعة الكافيين أو المحتوية على الكافيين كلاهما متعلقتان بمخاطر مماثلة. في الواقع، قالت تشو أن القهوة منزوعة الكافيين ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بنسبة 15 في المئة عن القهوة المحتوية على الكافيين.

ومع ذلك، أشارت تشو إلى أن “هذه [كانت] فقط دراسة مراقبة” ولم تثبت السبب والتأثير، لكن يفترض الباحثون أنه ليس الكافيين وراء هذا الرابط، بدلاً من ذلك، قد يكون هناك شيء ما في عملية التحميص هو الذي يربط العلاقة بين القهوة وسرطان الرئة، كما قالت تشو لـ Live Science.

لدى الدراسة العديد من القيود، على سبيل المثال، على الرغم من أن المشاركين تم تتبعهم لسنوات بعد بدء الدراسات، تم قياس البيانات المتعلقة بالتدخين وتناول القهوة والشاي مرةً واحدةً فقط في بداية الدراسات، وقالت تشو أنه إذا غيّر الناس من سلوكياتهم على مر السنين، فربما كان من الممكن أن يُغير ذلك النتائج.

والأكثر من ذلك، قالت تشو: إن تعرُّض غير المدخنين للتدخين غير المباشر -الأمر الذي لم يوضع في الحسبان ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة – يمكن أن يكون قد شوه النتائج أيضًا.

قالت الدكتورة جولي فيشر، طبيبة الأورام في معهد ليفين للسرطان في ولاية كارولينا الشمالية والتي لم تكن جزءًا من الدراسة، إن النتائج كانت “مثيرةً للاهتمام” و “مُقنعة”، لكنها أشارت إلى كونها اكتشافات ترابطية، لذا “بالتأكيد لن تستخلص استنتاجات بناءً على ذلك”.

على الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير من الأبحاث المطلوبة، فقد أخبرت فيشر Live Science بأنها موافقة مع “احتمالية وجود شيء ما في عملية صنع القهوة” التي تقود هذا الرابط.

كانت نتائج القهوة الأخرى التي تم تقديمها في الاجتماع أكثر راحةً: لم يكن شرب القهوة مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالورم الدبقي أو سرطان القولون والمستقيم لدى الرجال والنساء، ولا يرتبط بسرطان المثانة أو سرطان الخلايا الكلوية لدى المدخنين من الذكور. ووُجد أن القهوة مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بعد انقطاع الطمث، والشاي مع انخفاض خطر الاصابة بالورم الدبقي لدى النساء. عند كل من الرجال والنساء، وُجد أن القهوة منزوعة الكافيين مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.