تُقدم دراسة جديدة دليلًا على أنَّ الاستهلاك المُنتظم للقهوة مُرتبط بحدوث تغيُّرات في مُعالجة إشارات الألم.

ونُشرت هذه النتائج في مجلة Psychopharmacology.

يقول بورل جودن (Burel Goodin) الأستاذ المُساعد في جامعة ألاباما وأحد المُشرفين على تلك الدراسة: «تقترح هذه الدراسة الجديدة أنَّ نظامًا غذائيًا مناسبًا يحتوي على الكافيين يُمكنه أن يكون حلًا لتقليل الحساسيّة للألم وحتى زيادة القدرة على التحكم به.

إذ يُستهلك الكافيين على نطاق واسع من قِبَل ملايين البشر في شتى أنحاء العالم كجزء من نظامهم الغذائي المُعتاد»، ويضيف جودن: «يُستخدم الكافيين فعليًا كأحد الإضافات الطبيّة المعروفة بتسكينها للألم.

ومع ذلك، نعرف القليل فقط عن التأثير الفعلي للكافيين كأحد مُكونات النظام الغذائي على الألم، لذلك علينا أن نسد هذه الفجوة الحاليّة».

أُجريت الدراسة على 62 شخصًا معافى صحيًا لمعرفة مردود استهلاك الكافيين داخل نظامهم الغذائي على حساسيّتهم للألم، وأظهرت النتائج أن استهلاك الكافيين مُرتبط بتقليل الحساسيّة للألم والضغط.

حافظ المُشاركون في الدراسة على استهلاكهم اليومي من الكافيين وأيضًا على فترة النوم المُعتادة بالنسبة لهم لمدة إسبوع واحد، كما تم تثبيت جهاز استشعار على معاصمهم لمراقبة نشاط نومهم، ثم بعد ذلك خضع المُشاركون لاختبار حساسيّة الألم، فتم تعريضهم لضغط وحرارة بحيث يتم اختبار مدى تأثير زيادة كل منهما على المُشاركين بعد الاستهلاك المُنتظم للكافيين.

وجد الباحثون أنَّ استهلاك 100 مللي جرام إضافيّة من الكافيين يوميًّا مُرتبط بزيادة درجة الحرارة بنحو 5ºC مع ثبات الشعور بنفس الألم، وزيادة الضغط 31,2 كيلو باسكال مع ثبات الشعور بنفس الألم حتى بعد زيادة الضغط.

تم تطبيق الحرارة على الساعدين في حين تم تطبيق الضغط على العضلة شبه المُنحرفة أعلى الظهر.

هذه الدراسة مثل كل الأبحاث لديها بعض القيود، فقد استخدمت الدراسة منهجيّة مقطعيّة منعت الباحثين من رسم استدلالاتهم عن الأسباب والتأثيرات.

يقول جودن: «هذة الدراسة لم تسمح لأحد أن يستنتج أنَّ استهلاك الكافيين اليومي يُمكنه أن يقلل الألم، وذلك بسبب أن النتائج كانت مترابطة».

النوم ليس مُرتبطًا بحساسيّة الألم، ولكن هذا يُمكن أن يكون بسبب أنَّ المُشاركين قد نالوا قسطًا كافيًا من النوم.

يقول جودن أيضًا: «الدراسات العشوائيّة المحدودة الإضافيّة تحتاج لأن تُبيّن بشكل حاسم ما إذا كان استهلاك الكافيين بشكل مُنتظم خلال النظام الغذائي اليومي يُقلل من الشعور بالألم أم لا».

وتُشير نتائج الدراسة أيضًا أنَّ الإستهلاك المُبالغ فيه للكافيين ليس بالخيار الجيد للتعامل مع الألم.

ويُضيف جودن على هذا: «الكثير ليس بالضرورة أن يكون الأفضل، فالدراسة تُشير إلى أنَّ استهلاك أكثر من 400 مللي جرام في اليوم من الكافيين يُمكن أن يكون له مردودات سلبيّة على المزاج والصحة العامة للفرد.

لذلك، يجب أن يكون الناس أكثر دراية بكميات الكافيين التي يستهلكونها على مدار اليوم».


  • المترجم: محمد غازي.
  • تدقيق: م. قيس شعبية.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر