يعد «داء ستيل في البالغين» مرضًا التهابيًا قد يؤثر على العديد من المفاصل والأعضاء الداخلية وأجزاء أخرى من الجسم. يتطور داء ستيل في معظم الأحيان قبل سن 45، ولكن يمكن أن يحدث في السنوات اللاحقة كذلك. سبب داء ستيل غير معروف ولا توجد عوامل خطر معروفة. يُعتقد أن فيروسًا أو أي نوع آخر من العوامل المعدية قد تؤدي إلى داء ستيل، لكن لا يوجد دليل على ذلك.
على الرغم من أن بعض الخصائص متشابهة، إلا أن «داء ستيل في البالغين» يختلف عن «ستيل» لدى الأطفال. في الأطفال، يُعتبر داء ستيل شكلاً من أشكال التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي ويُشار إليه بالتهاب المفاصل الروماتويدي في الشباب. يُصاب أقل من شخص واحد من بين كل 100.000 شخص «بداء ستيل في البالغين» كل عام، وهو أكثر شيوعًا بين النساء.
أعراض داء ستيل في البالغين
يعاني جميع الأشخاص المصابين بداء ستيل في البالغين تقريبًا من الحمى وآلام المفاصل والتهاب الحلق والطفح الجلدي. لكن يختلف نوع الأعراض ونمطها وشدتها من شخص لآخر وحتى من شهر لآخر لنفس الشخص. على سبيل المثال، قد تأتي الأعراض وتذهب. وفي البداية من الممكن أن تظهر عليك بعض الأعراض، ثم قد تزداد في وقت لاحق.
الأعراض الشائعة:
- حمى (تساوي أو تزيد عن 102 درجة فهرنهايت) التي تحدث بسرعة مرة واحدة في اليوم، عادة في فترة الظهر أو المساء. بالنسبة لمعظم الناس، يُتعامل مع هذه الحمى دون علاج.
- آلام المفاصل والحرارة والتورم التي تؤثر في كثير من الأحيان في البداية على مفاصل الركبتين والمعصمين ثم عدة مفاصل. غالبًا ما يستمر تيبس المفصل في الصباح لعدة ساعات.
- طفح جلدي بلون وردي، عادة ما يأتي ويذهب مع الحمى وعادة لا يسبب حكة. قد تظهر بقع مسطحة أو كل من البقع المسطحة والنتوءات الصغيرة المرتفعة على الجذع أو الذراعين أو الساقين العلويين أو الوجه.
- آلام حادة في العضلات، والتي قد تنحسر أيضًا مع الحمى.
- يمكن أن يكون التهاب الحلق شديدًا ومستمرًا وحارقًا.
قد تشمل الأعراض الأخرى لداء ستيل في البالغين ما يلي:
- آلام البطن وتورم.
- الألم عند التنفس العميق.
- تورم الغدد (الغدد الليمفاوية).
- فقدان الوزن غير المبرر.
تجب مراجعة بالطبيب إذا واجهت أيًا من الأعراض، وإذا كنت قد شُخصت بالفعل وتعاني من مشاكل في التنفس، فاتصل بالطبيب على الفور. بالإضافة إلى الرئة أو الكبد أو التهاب القلب، قد تشمل مضاعفات داء ستيل التهاب المفاصل المزمن في العديد من المفاصل.
التشخيص
قد يكون من الصعب تشخيص داء ستيل. ذلك لأن هناك بعض أوجه تشابه بينه وبين وأمراض أخرى، مثل داء لايم، وداء كرون، وبعض حالات العدوى. قبل تأكيد تشخيصك، سيحتاج طبيبك إلى استبعاد المشكلات الأخرى.
غالبًا ما يكون التاريخ الطبي والفحص البدني بمثابة الخطوات الأولى. على سبيل المثال، قد تحتاج إلى مجموعة متنوعة من اختبارات الدم للتحقق من الالتهابات، والتغيرات في تعداد خلايا الدم، ومستويات الحديد، وانزيمات الكبد. تتحقق الفحوص بالأشعة من التهاب أو تضخم أعضاء معينة.
تحاليل الدم
إذا كنت مصابًا بداء ستيل في البالغين، فمن المرجح أن تحصل على نتائج فحص دم مثل هذه:
- ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء.
- ارتفاع البروتين المتفاعل.
- ارتفاع سرعة تثفل الكريات الحمر.
- أضداد النوى السلبية.
- عامل الروماتويد السلبي.
- ارتفاع انزيمات الكبد.
- ارتفاع الفيريتين والفيبرينوجين.
الفحوص بالأشعة
قد يكون لديك أكثر من فحص بالأشعة، مثل الأشعة بالموجات فوق الصوتية على البطن أو الأشعة المقطعية أو الأشعة السينية للمفاصل أو الصدر أو البطن. هذه الفحوص قد تكشف ما يلي:
- بطانة القلب الملتهبة (التهاب التامور).
- تراكم السوائل بين بطانة الرئتين وتجويف الصدر (الانصباب الجنبي).
- تضخم الطحال أو الكبد أو الغدد الليمفاوية.
- التهاب أو تلف المفاصل.
ماذا تتوقع بمجرد أن تتلقى تشخيصًا؟
يصعب التنبؤ بفترة المرض. لكن قد تعطيك هذه الإحصائيات فكرة عما قد يحدث.
- لدى 1 من كل 5 أشخاص أعراض تزول ولا تعود أبدًا.
- حوالي 1 من كل 3 أشخاص لديه الأعراض التي تزول ولكنها تعود عدة مرات على مدار عدة سنوات. غالبًا ما تكون هذه الانتكاسات أقل حدة وأقصر من النوبة الأولى.
- يعاني شخص واحد من كل 2 من الأعراض التي تستمر لفترة طويلة، إذ يؤثر المرض أحيانًا على الأعضاء الحيوية.
علاج داء ستيل
لم تتوفر بعد طرقٌ للوقاية من مرض ستيل، وليس له علاج. إذا تم تشخيصك، فالهدف هو السيطرة على الأعراض وفترة المرض. يمكن لهذا أن يساعد في منع أو تقليل أي مضاعفات.
يهدف العلاج المبكر لداء ستيل في البالغين إلى السيطرة على أعراض التهاب المفاصل باستخدام عقاقير مضادة للالتهابات غير الستيرويدية، وتشمل الإيبوبروفين (أدفيل، موترين)، نابروكسين (نابرسين، أليف)، وأسبرين بجرعة عالية. يمكن البدء باستخدام هذه الأدوية حتى قبل تأكيد التشخيص. يمكن وصف المسكنات أو أدوية الألم كذلك.
قد تحتاج هذه الأدوية إلى بعض الوقت. إذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن يراقب طبيبك وظيفة الكبد ومراقبة الآثار الجانبية الأخرى.
مع تشخيص دقيق لداء ستيل في البالغين، قد تحتاج إلى كورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون، هذا إذا كان مرضك شديدًا أو لا يستجيب لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية. تُستخدم الكورتيكوستيرويدات للمرض المجموعي الذي يصيب أجزاء عديدة من الجسم. مع ذلك، وبسبب الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، لا يمكنك استخدامها لفترة طويلة جدًا.
في حال كنت تعاني من حالة مزمنة من داء ستيل، فقد تحتاج إلى أدوية لتثبيط جهازك المناعي والسيطرة على التهاب المفاصل والأعراض الأخرى. من المحتمل أن تكون بحاجة إلى تناول أكثر من دواء في نفس الوقت وحتى إلى تناول هذه الأدوية لفترة طويلة. ستتناول بعض الأدوية عن طريق الفم وغيرها عن طريق الحقن.
هذه أمثلة على الأدوية التي قد يصفها طبيبك:
- آناكينرا Anakinra ( (Kineret
- أدوية مكافحة عامل نخر الورم: (adalimumab-أداليموماب)، (إيتانرسبت etanercept-szzs)، (إيتانرسبت-etanercept)، (إنفليكسيمابinfliximab-)، (infliximab-dyyb إنفليكسيماب)، والعقاقير المماثلة حيوياً.
- آزاثيوبرين Azathioprine (Imuran)
- سيكلوفوسفاميد Cyclophosphamide (Cytoxan)
- السيكلوسبورين Cyclosporine (Neoral)
- هيدروكسي كلوروكوين Hydroxychloroquine (Plaquenil)
- ميثوتريكسات Methotrexate (Rheumatrex)
- سلفاسالازين Sulfasalazine (Azulfidine)
إذا كان داء ستيل في البالغين يؤثر على قلبك أو رئتيك، فقد يحتاج طبيبك أيضًا إلى وصف الدواء لعلاج هذه المشكلات.
الرعاية الذاتية
اسأل طبيبك عما إذا كانت هناك خطوات أخرى يمكنك اتخاذها للتحكم بمرضك والشعور بالتحسن. على سبيل المثال، تعلم كيف تريح نفسك وتجد طرقًا للتحكم بالتوتر. الراحة مهمة. قد يساعدك هذا في تقليل عدد الأيام «السيئة» التي تواجهها.
أيضًا، تذكر أن هذا المرض يأتي على فترات. لا تتوقف عن تناول الأدوية الخاصة بك أثناء الأوقات التي تشعر فيها بتحسن ما لم تناقش ذلك مسبقًا مع طبيبك.
اقرأ أيضًا:
داء المستخفيات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
داء المشوكات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
أسباب داء الحركة.. وما يمكنك القيام به لعلاجه
داء البابسيات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
داء الكيسات المذنبة: الأسباب و الأعراض و التشخيص و العلاج
ترجمة: ماريانا عادل
تدقيق: نغم رابي
