اعتُبر كوكب الزهرة قديمًا توأمًا للأرض؛ حجمه يساوي تقريبًا حجم الأرض؛ ونسبيًا يقع بالقرب منها. لكن، عندما تمعن العلماء في خواص هذا الكوكب عن كثب أدركوا أن هناك العديد من الاختلافات بينه وبين الأرض، أكثرها وضوحًا أن كوكب الزهرة يمكن اعتباره كالفرن المتقد بفعل تأثير الاحتباس الحراري؛ ما يجعله غير مؤهل لأي حياة.
إقرأ أيضًا: كيف تشكل كوكب الزهرة ؟
سنستعرض في هذا المقال ٨ حقائق مثيرة عن هذا الكوكب المميز:
1. دمر الغلاف الجوي للزهرة مركبة فضائية بسرعة شديدة – لن ترغب بالتأكيد في التنزه على سطح هذا الكوكب، فالضغط الجوي عال بشكل كاف لسحق أي مركبة فضائية دون دروع أو أنظمة وقائية لهذا الضغط. يتكون الغلاف الجوي للزهرة من غاز ثنائي أكسيد الكربون وحمض الكبريتيك، تقول ناسا إن هذا التركيب الجوي مميت للبشر، وإن حرارة السطح تبلغ 470 درجة مئوية، ولم تصمد المركبات الفضائية فينيرا التابعة للاتحاد السوفييتي أكثر من ساعتين على سطحه.
2. ظروف الزهرة العنيفة تبدو ألطف في الارتفاعات العالية – بالرغم من أن الغلاف الجوي لا يسمح للبشر بالتنفس، لكن في الارتفاعات العالية (عند 50 كم تقريبًا) نجد أن الضغط وكثافة الغلاف الجوي يشبهان كوكب الأرض. هناك دراسة أولية بناسا تقترح أنه يمكننا إرسال البشر لاستكشاف الكوكب على هذا الارتفاع باستخدام سفن هوائية، ويؤكد مؤيدو هذا الاقتراح أنه أكثر فاعلية من استكشاف المريخ وذلك لأن الزهرة أقرب إلى الأرض من المريخ.
3. كوكب الزهرة شديد السطوع بالسماء؛ لذا يظنه بعض الناس مركبة فضائية غريبة – الزهرة سطح عاكس مثالي لامتلائه بالسحب، تبلغ درجة سطوعه ما بين مقدار -3.8 و -4.8؛ ما يجعله أشد لمعانًا من جميع النجوم في السماء. ويمكنك أيضًا أن ترى أطواره بالتليسكوب، يُضفي هذا الكوكب أيضًا ظلالًا عند عبوره أمام الشمس. ولهذا، أبلغ بعض الناس الذين لم يشاهدوه قط عن وجود جسم لامع غريب أو طائرة غريبة عند رؤيتهم له للمرة الأولى.
4. لن تتمكن من رؤية سطح الكوكب خلال سحبه الكثيفة – إذا نظرت لكوكب الزهرة لن تتمكن من رؤية السطح؛ وذلك لشدة سُمك طبقة السحب التي تعيق النظر من خلالها. تغلبت ناسا على هذه المشكلة عندما أرسلت المسبار ماجلان لاستكشاف الزهرة عام 1990 إذ التقط صورة لسطح الكوكب باستخدام الرادار.
اقرأ أيضًا: استصلاح كوكب الزهرة لجعله قادرًا على استضافة حياة
1. للزهرة سطح حديث لنشاط حركة البراكين عليه – سطح الزهرة غني بتدفقات الحمم البركانية الحديثة؛ ما يدل على ثورة البراكين من بضع مئات إلى ٣ ملايين عام مضت. وهذا يعني أن عدد الفوهات الموجودة على السطح قليلة لأن أغلبها امتلأ تمامًا بالحمم المتدفقة، ويُعتقد أنها ناتجة عن انفجارات بركانية. لكن السؤال القائم الآن: ما معدل هذه الانفجارات؟
2. يدور الزهرة بشكل عجيب يختلف عن باقي الكواكب. يوم أطول من سنة! – يدور كوكب الزهرة إلى الخلف عكس اتجاه باقي الكواكب، ويدور حول محوره ببطء شديد؛ فاليوم على سطحه (يُتم دورته حول محوره في ٢٤٣ يومًا) يستغرق زمنًا أطول من سنته (يُتم دورته حول الشمس في ٢٢٥ يومًا). والأغرب من هذا أن سرعة دوران الكوكب في انخفاض مستمر؛ إذ انخفضت سرعته بمقدار ٦ دقائق ونصف عام ٢٠١٤ عنها في بداية التسعينيات. وتفترض إحدى النظريات أن هذا بفعل سماكة الغلاف الجوي الذي يحتك بسطح الكوكب بشدة ويحد من دورانه.
3. لا يملك الزهرة أي أقمار أو حلقات – لا يملك كوكب الزهرة أي أقمار أو حلقات تمامًا كرفيقه الوحيد عطارد، بينما تملك باقي كواكب المجموعة الشمسية على الأقل إحداهما. لا يعرف العلماء سبب افتقار الزهرة وعطارد للأقمار والحلقات لكنهم يعملون جاهدين للمقارنة بين الكواكب وظروفها للتوصل لسبب مقنع.
4. يبدو أن الزهرة هو أقصى نقطة يمكن أن تتحملها المركبات الفضائية – ذكرنا باختصار المركبات فينيرا التي هبطت على سطح الزهرة ولم تصمد في ظل ظروفه القاسية، لكنها لم تكن التجربة الوحيدة لمحاولة اختراق هذا الغلاف الجوي القاسي؛ إذ أرسلت وكالة الفضاء الأوروبية مسبارًا مداريًا عام 2014 لدراسة الغلاف الجوي الكثيف في الارتفاعات العالية للكوكب وقد نجحت في ظل هذه الظروف قبل أن ينفد وقوده. يُمكن لهذا أن يساعد في خطط الهبوط المستقبلية على سطح الزهرة. والآن، أصبح من الواضح شدة غموض وعدائية الظروف على هذا الكوكب لنشأة الحياة؛ فالجو حامضي، والحرارة عالية، والسطح مليء بالبراكين، والسماء مليئة بسحب الغاز السام.
لكن، ما زال البعض يظن أن بإمكاننا تحويل هذا الكوكب لمكان صالح للعيش، أو على الأقل استكشافه من خلال السفن الهوائية. وكما هو معتاد، تبدأ المغامرات إلى تلك العوالم المثيرة التي تجذب انتباهنا بالبحث العلمي أولًا ثم الاستكشاف.
تدقيق براءة ذويب