ما هو جهاز غولجي ؟
يُعرف أيضًا بمعقد غولجي أو جسم غولجي، جهاز غولجي هو عضية في المتعضيات حقيقية النوى تقوم بتحريك الجزيئات من الشبكة الهيولية الباطنة إلى مواقعها، وأيضًا تعدل على الشبكة الهيولية الباطنة لتصبح بشكلها النهائي. جهاز غولجي يتكون من سلسلة من الأكياس المسطحة التي تمتد من الشبكة الهيولية الباطنة خارجًا باتجاه الهيولى. يعطي هذا التوضع جهاز غولجي القدرة على إيصال الحويصلات وحزم المنتجات الخلوية إلى مواقع مختلفة خلال الخلية.
وظائف جهاز غولجي:
لدى جهاز غولجي العديد من الوظائف المميزة ولكن كلها مرتبطة بتحريك الجزيئات من الشبكة الهيولية الباطنة إلى مواقعها النهائية مع بعض التعديلات على بعض تلك المنتجات أثناء ذلك. الأكياس المتعددة للجهاز تعمل كغرف مختلفة للتفاعلات الكيميائية. عند مرور منتجات الشبكة الهيولية عبر جهاز غولجي فإنها تتحول باستمرار إلى بيئات جديدة وتفاعلات مختلفة مع كل بيئة. بهذه الطريقة يمكن التعديل على منتج أو عدة منتجات تُجمع لتكوين جزيئات كِبروية ضخمة.
تسمح الأكياس والطيات المتعددة لجهاز غولجي حدوث العديد من التفاعلات في وقت واحد؛ لتزداد بذلك السرعة في تخليق البروتينات عند المتعضية. بغض النظر عن المنتج؛ فإنه يتحرك من الشبكة الهيولية إلى الوجه المقرون من جهاز غولجي. حسب مصطلحات Layman فإن هذا الوجه هو المقابل للشبكة الهيولية.
يكون الجانب الأبعد من الشبكة الهيولية المعروف بالوجه المفروق حيث تتوجه المنتجات خارجًا. بعد الحصول على أي تعديلات أو إضافات لبنيتها، تُغلف المنتجات في حويصلات وتقرن بمؤشرات تدل أين يجب أن تنتهي هذه الحويصلات. قد تكون هذه المواد المقترنة جزيئات كمجموعات الفوسفات أو بروتينات خاصةً على سطح الحويصل. بمجرد أن يقترن الحويصل فإنه يغادر باتجاه موقعه النهائي.
هناك العديد من المنتجات التي تنتجها حقيقيات النوى، من البروتينات -التي تعمل كوسيطة للعمليات الكيميائية- إلى الجزيئات الدهنية التي تبني الأغشية الخلوية الجديدة. قد تكون بعض هذه المنتجات معنيةً بجهاز غولجي أو الشبكة الهيولية نفسها وبالتالي فإنها تغادر بطريق معاكس لكل الحويصلات.
في حين إن الشبكة الهيولية مسؤولة عن إنتاج معظم الأسس والمنتجات المستخدمة فإن جهاز غولجي هو المسؤول عن شكلها النهائي وتجميعها. غالبًا نحتاج لبيئة مختلفة قليلًا عن تلك الموجودة في الشبكة الهيولية حتى نحصل على منتجات نهائية معينة. تعمل أكياس غولجي العديدة لتوفّر عدة بيئات مختلفة تتيح للتفاعلات أن تحدث في أفضل الظروف الممكنة.
النظرية الأكثر انتشارًا عن كيفية تشكل جهاز غولجي هي النضج الاقتراني التي تقترح أن الأكياس نفسها تميل للحركة من الوجه المقرون إلى الوجه المفروق في جهاز غولجي عبر الزمن، في حين إن أكياسًا جديدةً تتشكل في الجزء الأقرب للشبكة الهيولية من الحويصلات التي تندمج معًا عند إطلاقها من الشبكة الهيولية. تكبر هذه الأكياس في السن أثناء مرورها إلى الوجه المفروق لجهاز غولجي وتصبح منتجاتها ناضجةً تمامًا.
رغم أنه يبدو أنه لن توجد كمية كافية من الدهون لإنتاج جريان مستمر من الأغشية الخلوية اللازمة لصنع الحويصلات الناقلة باستمرار بين الشبكة الهيولية وجهاز غولجي ، يتضح أن هناك أجزاء من الغشاء الخلوي يتم إنتاجها وإعادة تصنيعها باستمرار عبر الشبكة الهيولية وجهاز غولجي واليحلولات والعضيات الأخرى داخل الخلية، من ضمنها الغشاء الخلوي الخارجي نفسه. يعمل جهاز غولجي والشبكة الهيولية معًا لإنتاج أغشية خلوية جديدة إضافةً إلى إعادة تصنيع الأغشية الخلوية للحويصلات بدمج غشائين خلويين عند امتصاص الحويصلات.
أحد المنتجات التي تستحق الذِّكر هي اليحلولات، تلك الأكياس الحاوية على مواد هاضمة مستخرجة من جهاز غولجي، وتُستخدم لمعالجة المواد التي بُلعت أو لهضم العضيات التي لم تعد تعمل. يوفر اليحلول المواد الخام التي صنعتها الشبكة الهيولية لاستخدامها لصنع مزيد من المركبات.
يكون جهاز غولجي في الخلايا المفرزة أو الخلايا التي تنتج كميات كبيرة من المواد التي يحتاجها الجسم كبيرًا للغاية. خذ الخلايا في معدتك التي تفرز الحمض على سبيل المثال؛ ينتَج الحمض عبر تفاعلات في الشبكة الهيولية ويتم تعديله أثناء مروره عبر جهاز غولجي ، يُغلف الحمض فور وصوله إلى الوجه المفروق من جهاز غولجي، ويُرسل باتجاه سطح الخلية. يتحرر الحمض عند اندماج الحويصل مع الغشاء الخلوي إلى المعدة حتى يقوم بهضم طعامك.
مصطلحات بيولوجية ذات صلة:
▪ الوجه المقرون: الوجه الأقرب من الشبكة الهيولية الباطنة من جهاز غولجي.
▪ الوجه المفروق: الوجه الأبعد من الشبكة الهيولية الباطنة من جهاز غولجي.
▪ حويصل النقل: كيس صغير مصنوع من الغشاء الخلوي يستخدم لنقل المنتجات الخلوية المختلفة.
▪ الجزيء الكِبروي: جزيء كبير مُشكل من اجتماع جزيئات صغيرة.
▪ الشبكة الهيولية: يقصد بها الشبكة الهيولية الباطنة Endoplasmic Reticulum.
اقرأ أيضًا:
- جسم الانسان تحت المجهر
- اكتشاف الخلية المسؤولة عن قصر النظر في شبكية العين
- ثيروموميتر نانوي بإستطاعته قياس درجة حرارة الخلية الحية
- كيف تفرق الخلية بين الصديق والعدو؟
ترجمة: عبدالله حماد
تدقيق: أحلام مرشد