اكتشاف الخلية المسؤولة عن قصر النظر في شبكية العين


الاختلال الوظيفي في الخلية ربما يكون مرتبطًا بمقدار الوقت الذي يقضيه الطفل في الداخل.

اكتشف علماء كلية الطب في جامعة نورث وسترن خلية في شبكية العين والتي تؤدي إلى قصر النظر عند حدوث خلل فيها. وهذا الخلل قد يكون مرتبطًا بمقدار الوقت الذي يقضيه الطفل داخل البيت وبعيدًا عن الضوء الطبيعي.

وقال جريج شوارتز “Greg Schwartz ” – كبير الباحثين وأستاذ مساعد في طب العيون في كلية فاينبيرغ في جامعة نورث وسترن للطب: «هذا الاكتشاف قد يؤدي إلي هدف علاجي جديد للسيطرة على قصر النظر» .

حيث أن أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من قصر النظر، وترتفع نسبة المصابين وارتباط الإصابة بمقدار الوقت الذي يقضيه الناس في الداخل مثل الأطفال .

الخلية الشبكية المكتشفة حديثًا – وهي حساسة للغاية للضوء – تتحكم في كيفية نمو العين وتطورها. إذا قامت الخلية بإرشاد العين لتنمو لوقت طويل، فإن الصور تفشل في التركيز على شبكية العين، مما يسبب قصر النظر ويؤدي لاستخدام النظارات التصحيحية أو العدسات اللاصقة لفترة طويلة.

قال شوارتز ” Schwartz”: «تحتاج العين أن تتوقف عن النمو في الوقت المناسب خلال مرحلة الطفولة».

منذ فترة طويلة، كان من المعروف أن شبكية العين تحتوي على إشارة لتركيز الصورة في العين، وهذه الإشارة مهمة لتنظيم نمو العين بشكل صحيح خلال مرحلة الطفولة .

أضاف شوارتز “Schwartz”: «لكن لسنوات لم يكن يعرف أحد الخلية التي تحمل الإشارات، ويُحتمل أن نكون قد وجدنا الحلقة الرئيسية المفقودة، وهي في الواقع الخلية التي تقوم بهذه المهمة والدوائر العصبية التي تُمكّن أو تؤدي هذه الوظيفة البصرية المهمة».

أطلق شوارتز على هذه الخلية اسم “الخلية المتأخرة ON Delayed” إشارة إلى استجابتها البطيئة للضوء ليكون مشرقًا (ساطعًا). هذه الخلية فريدة من نوعها من بين العديد من أنواع الخلايا التي تم اختبارها في حساسيتها الرائعة إلى أن تكون الصورة مركزة.

ووصف شوارتز الدائرة العصبية كالرسم الذي يكشف كيف ترتبط هذه الخلية بأسلاك مع الخلايا الأخرى في شبكية العين لاكتساب هذه الحساسية الرائعة.

إذًا كيف يؤدي قضاء فترة طويلة في الداخل إلي حدوث قصر النظر؟

طيف الضوء الداخلي يحتوي على نسبة عالية من اللون الأحمر/ الأخضر المُغاير، والذي يقوم بتنشيط هذه المجموعات من الخلايا المستقبلة للضوء في العين البشرية، وخلق ما يعادل من الصورة النقيضة الاصطناعية على شبكية العين. قال شوارتز: «من المحتمل أن النسخة البشرية من خلايا العقدة الشبكية المتأخرة سيتم تحفيزها بكثرة من هذه الأنماط مما يسبب إفراطًا شاذًا في نمو العين يؤدي إلي قصر النظر».

هذه الدراسة سوف تُنشر في طبعة 20 من فبراير / شباط من Current Biology. ونُشرت الدراسة على الإنترنت في 26 من يناير/كانون الثاني.

ولإجراء هذه الدراسة، استخدم شوارتز والمساعد في هذه الدراسة آدم ماني- Adam Mani، وهو زميل ما بعد الدكتوراه في طب العيون في جامعة فاينبيرغ، استخدموا أقطابًا زجاجية مجهرية لتسجيل الإشارات الكهربائية من الخلايا في شبكية العين للفئران أثناء تقديم أنماط الضوء على جهاز عرض رقمي.

والهدف القادم هو العثور على جين معين لهذه الخلية. ثم يقوم العلماء بتحويل نشاطها من أعلى إلى أسفل في نموذج الفأر الجيني في محاولة لحث أو علاج قصر النظر.

وهذه الدراسة هي جزء من أبحاث كبيرة لعكس هندسة شبكية العين عن طريق تحديد أنواع جديدة من خلايا شبكية العين في الفئران. تحتوي شبكية العين على 50 نوعًا من الخلايا الشبكية المعقدة، والتي تنقل معًا جميع المعلومات التي نستخدمها لإدراك العالم البصري. ويوفر كل نوع من هذه الخلايا معلومات بصرية مختلفة مثل اللون أو الحركة حول أي نقطة في الفضاء.

وتقوم معاهد الصحة الوطنية “NIH” بتمويل شوارتز، وهو يسعى للتعرف على الخلايا الجديدة عن طريق وظيفتها المحددة، تحليل بصماتها الوراثية و فهم كيفية الربط بين الخلايا داخل شبكية العين وأهدافها في الدماغ. هذه الأبحاث التي يقوم بها شوارتز من الممكن أن تؤدي إلى علاج جيني للعمى وتحسين وظيفة الأطراف الاصطناعية في شبكية العين.


ترجمة: آية عبد العزيز
تدقيق: جعفر الجزيري
المصدر