أكبر بركان في المجموعة الشمسية وأكبر جبل في المجموعة الشمسية هما الشيء نفسه على كوكب المريخ فيما يدعى بـ (أوليمبس مونس – Olympus Mons).
يحتوي أوليمبس على قشرة خارجية هائلة يصل ارتفاعها إلى 26 كيلومترًا، ما يجعله أطول من جبل إفرست بثلاث مرات، ولكن على عكس جبل إفرست، فإن أوليمبس ليس شديد الانحدار مثله، تصل قاعدته إلى 550 كيلومترًا، وحافة قاعدة البركان تتميز بوجود جرف يصل ارتفاعه في بعض المناطق إلى 6 كيلومترات، ولكن محي أثرهم بسبب الحمم البركانية القديمة في تاريخ الكوكب.
أوليمبس مونس حصل نتيجةً لتدفق آلاف الموجات من الحمم البركانية ، الحجم المهول لهذا البركان كان نتيجةً لعدم وجود صفائح تكتونية متحركة في قشرة الكوكب، ما أدى إلى تراكم الحمم البركانية فوق بعضها البعض.
ويؤدي تراكم هذه التدفقات إلى تبريد الجزء الخارجي منها مكونًا طبقةً صلبةً ليشبه الوعاء الذي يحتوي على صخور منصهرة في الداخل بينما في الخارج صلب. في صور البركان يمكنك أن ترى أنابيب الحمم المنهارة جزئيًا مكونةً سلاسل من الحفر، ويمكنك أيضًا رؤية مراوح الحمم العريضة التي شكلتها الحمم البركانية الناشئة عن أنابيب سليمة تحت سطح الأرض.
تُظهِر بعض المناطق على طول قاعدة البركان تدفقات الحمم البركانية التي تتسرب إلى الأماكن المحيطة مكونةً جرفًا قاعديًا، ويبدو أن تعداد فوهات البراكين -الذي التقطته الصور عالية الدقة التي أرجعتها المركبة الفضائية مارس إكسبريس في عام 2004- يُظهِر أن التدفقات على الجناح الشمالي الغربي تتراوح أعمارها بين مليوني سنة و 115 مليون عام؛ ونظرًا لكون هذه التدفقات قصيرة العمر من الناحية الجيولوجية، فقد تشير إلى أن البركان ما يزال نشطًا.
يتكون كالديرا أوليمبس من ست بحيرات بركانية متداخلة على الأقل، وتشكلت كل واحدة عند انهيار السقف بعد استنفاد وتراجع الحمم تحت سطح الأرض، لذلك كل بحيرة بركانية تمثل ثورانًا منفصلًا.
ويقال أن (بحيرة الحمم البركانية) شكلت أكبر وأقدم بحيرة بركانية، ويقدر العلماء باستخدام العلاقات الهندسية القائمة على أبعاد البحيرات البركانية أن غرفة الصهارة المرتبطة بهذه البحيرات تقع على بعد حوالي 32 كيلومترًا تحت أرضية البحيرات البركانية.
وتشير توزيعات -حجم/ تردد- فوهات البراكين إلى أن نطاق البحيرات البركانية يتراوح من 350 مليون عام إلى حوالي 150 مليون سنة، وربما تكون جميعها قد تشكلت خلال 100 مليون سنة من بعضها البعض.
ودُرس أوليمبس مونس على نطاق واسع على أنه أكبر بركان في المجموعة الشمسية ، وقد ساعد كوكب المريخ على هذه الدراسات التي ستستمر في المستقبل وكذلك استكشاف الكون بأسره.
اقرأ أيضًا:
- ما هو أكبر كواكب المجموعة الشمسية ؟
- أكبر محيطات المجموعة الشمسية ليس موجودًا على الأرض
- أقمار كوكب زحل
ترجمة: بيتر نبيل.
تدقيق: رند عصام.
