تفاجأ الأطباء في الهند عندما تحول لون يدين مزروعتين لفتاة إلى لون مماثل للون جلدها الأصلي. عام 2017، زُرِع للفتاة «شريا سيداناغودا» البالغة من العمر 19 عامًا آنذاك يدان في مستشفى آمريتا في منطقة كيرالا، وذلك بعد تعرضها لحادث أدى إلى بتر كلتا يديها.
زُرِع للفتاة تحت مِرفقيها كفان مع ساعدين يعودان إلى رجل حديث الوفاة. إذا وضعنا جانبًا لون اليدين المزروعتين الداكن قليلًا مقارنةً بلون جلد الفتاة، فإن العملية تكللت بنجاح باهر.
في عامها الـ 21، تحول لون يدي الفتاة إلى لون أفتح مماثل للون جلدها الأصلي، الأمر الذي حير أطباءها، لأن حالات كهذه قليلة وحصلت منذ زمن بعيد. يتابع الأطباء حالة الفتاة من قرب آملين أن ينشروا ورقة بحثية عنها. تتمحور فرضيتهم الحالية حول وجود رابط بين تغير اللون وإفراز الميلانين (الميلانين صبغة طبيعية تعطي اللون للجلد والشعر البشري)، أما الفرضية المقابلة فتتمحور حول تغير لون اليد المزروعة مع الوقت دون علاقة بالميلانين.
تقول الطبيبة Subramania Iyer وهي رئيسة قسم الجراحة التجميلية في معهد آمريتا: «نأمل أن ننشر دراسات حول حالتين من الأيدي المزروعة في المجلة العلمية، ولكن الأمر سيأخذ وقتًا. إننا نتابع تغير اللون في حالة «سيداناغودا»، ولكننا بحاجة إلى المزيد من الأدلة لفهم التغير في شكل الكفين والأصابع.
توجد حالة لجندي أفغاني خضع لعملية زراعة يدين شهد أيضًا تغيرًا في لون جلده، لكنه توفي الأسبوع الماضي ولم نتمكن من متابعته من قرب».
أُجرِيت أقل من 100 عملية زرع أيدٍ في أنحاء العالم في الـ25 سنة الماضية و9 منها فقط كانت حالات زرع للجزء العلوي من الأذرع، لذلك ليس لدى الأطباء الكثير من المعلومات حول الموضوع. في هذه العملية بالتحديد، كان الزرع من متبرع ذكر لمتلقية أنثى، ما يعقّد الأمر أكثر بحسب قول الجراحين.
أُجرِيت العملية الأولى شبه الناجحة عام 1998 لرجل في نيوزلاندا اسمه «كلينت هالام» فقد يده في حادثة منشار في السجن. قُطعت اليد المزروعة لاحقًا عندما توقف «كلينت هالام» عن تناول مثبطات المناعة في أثناء هربه من الشرطة لانخراطه في عملية احتيال أخرى (قصة طويلة وغريبة).
تُعد عملية زرع الأيدي معقدة جدًّا مقارنةً بعمليات الزرع الأخرى. استمرت عملية «سيداناغودا» 13 ساعة وتطلبت فريقًا مكوَّنًا من 20 جراحًا وفريقًا من 16 طبيب تخدير. بالمقابل، تحتاج عملية زرع القلب إلى وقت من 4 إلى 6 ساعات.
بصرف النظر عن التغير في لون الجلد، كانت «سيداناغودا» سعيدة جدًّا بالنتائج، وستدخل الجامعة قريبًا لتدرس الاقتصاد بعد نجاحها في اجتياز امتحان القبول الذي خضعت له خطيًّا وكتبته بيدها!
تقول سيداناغودا: «لا أعلم كيف حصل التحول، ولكنني أشعر كأن هاتين اليدين يداي الأصليتان. كان لون الجلد داكنًا جدًّا بعد الجراحة، ومع أن الأمر لم يؤثر فيَّ حقًّا، فإن لون الجلد اليوم مماثل للون جلدي الطبيعي».
اقرأ أيضًا:
للمرة الأولى زرع عضلات مستحدثة مخبريا لدى الإنسان
السجائر الإلكترونية تدمر رئتي رياضي شاب ولم ينقذه إلا زراعة رئتين جديدتين
ترجمة: زهراء حدرج
تدقيق: نغم رابي
مراجعة: صالح عثمان