يقول الأطباء في ميشيغان أنهم أجروا يوم الثلاثاء ما يعتقدون أنه أول عملية زرع رئة ثنائية الجانب على مريض تضررت رئتاه بسبب تدخين السجائر الإلكترونية ، موضحين الخطوات الصعبة التي أجراها الخبراء الطبيون بسبب مواجهتهم موجةً من الأمراض المتعلقة بالسجائر الالكترونية في كل أنحاء البلاد.

يقول الفريق الطبي في مشفى هنري فورد في ديترويت أن المريض الذكر ذو الـ 17 عامًا أجرى عملية زرع جراحية استمرت ست ساعات في الخامس عشر من أكتوبر.

أمضى المريض شهرًا كاملًا على جهاز الدعم بعد معاناته من فشل رئوي كامل وكان سيلاقي الموت الأكيد دون العملية وفقًا للأطباء. وصفت عائلة المراهق ابنها بكونه رياضيًا يتمتع بصحة تامة قبل إدخاله إلى المشفى في أول سبتمبر نتيجة ما بدا أنه التهاب رئوي. خلال أسابيع، أصبحت حالته مريعة جدًا لدرجة أنه انتقل مباشرةً إلى أعلى قائمة زرع الأعضاء الوطنية، والتي يقضي المرضى فيها أشهرًا بانتظار متبرع.

السجائر الإلكترونية تدمر رئتي رياضي شاب ولم ينقذه إلا زراعة رئتين جديدتين - هل السجائر الإلكترنية آمنة أكثر من العادية؟ - أضرار التدخين

يقول حسن نعمة مدير قسم جراحة زرع أعضاء الصدر: «لقد رأيت في رئتيه شيئًا لم أره من قبل، علمًا أنني أقوم بزرع الرئة منذ عشرين سنة، وُجد مقدار كبير من الالتهاب والتندب بالإضافة إلى بقع متعددة من النسيج الميت، والرئة نفسها كانت قاسيةً ومتندبةً بشدة، كان يجب علينا إخراجها من الصدر بشكل إجباري، هذه كارثة لم أشهدها من قبل».

أكدت العملية الاستثنائية شدة أزمة الصحة العامة التي انتشرت عبر البلاد تبعًا لموجة انتشار منتجات التدخين الإلكتروني بين عامة الشعب. قتلت الأمراض المرتبطة بالتدخين الإلكتروني 39 شخصًا على أقل تقدير، ووضعت أكثر من 2000 في المشفى منذ مارس الأخير، بينما أشارت التقارير إلى ازدياد مستخدمي السجائر الإلكترونية الذين يعانون من أعراض مشابهة للالتهاب الرئة pneumonia وفقًا لمراكز الوقاية والتحكم بالأمراض.

يقول د.نعمة:«إنها مأساة يمكن منعها، هذا النوع اللا منطقي من المنتجات يجب مجابهته».

رفض د.نعمة والأطباء الآخرون في عملية الزرع الكشف عن نوع المنتجات التي كان يستخدمها المراهق فيما إذا كانت تحوي THC أو نيكوتين عندما طور الأعراض، قائلًا إنهم أرادوا حماية خصوصية العائلة. لم يستجب الناطق باسم مشفى هنري فورد مباشرةً إلى طلب التعليق على القضية.

أصبح الفرق بين السجائر الإلكترونية الحاوية على THC وتلك الحاوية على النيكوتين فقط عاملًا مهمًا بشكل متزايد في الاستجابة للأمراض.

بعد الكفاح لمدة أشهر في محاولة اكتشاف الأسباب الجذرية للفاشية، حدد مركز الوقاية والتحكم بالأمراض CDC فيتامين E أسيتات vitamin E acetate بكونه “متهم” محتمل. يقول المسؤولون إنهم وجدوا مادةً دبقةً، استُخدمت بمثابة عامل تثخين في العديد من منتجات THC في السوق السوداء، في جميع العينات التسع والعشرين من سائل الرئة التي جمعوها من المرضى الذين مرضوا أو توفوا بسبب أذيات الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية.

لم تستبعد النتائج أن تكون المركبات أو المكونات الأخرى أسبابًا محتملة، يقول المسؤولون أن الاكتشاف سجل فجوة في استقصاءاتهم. كان إيجاد فيتامين E أسيتات في 29 عينة من أصل 29 من عينات سائل الرئة إشارةً قوية جدًا وشيئًا غير معروف مسبقًا.

فيتامين E أسيتات مادة دبقة تشبه العسل، تميل إلى الاستقرار في الرئة، على عكس THC التي لا يستمر وجودها طويلًا في سوائل الرئة. يقول باحثو الصحة إن المنتجات الحاوية على THC وخاصة تلك التي يمكن الحصول عليها من الشارع أو عبر تجار الممنوعات ترتبط بالغالبية العظمى من الأمراض التي فحصوها.

وفقًا لـ CDC، أُبلغ عن استخدام 86% من أصل 857 مريضًا، كانت بياناتهم الصحية المتعلقة متاحة، للمنتجات الحاوية على TCH في الأشهر الثلاث السابقة لتطويرهم الأعراض. من بين هؤلاء المرضى، قال أكثر من ثلثهم بقليل أنهم استخدموا هذه المنتجات بشكل حصري، بينما قال 11% أنهم دخنوا النيكوتين فقط.

بعد الإصابة بالمرض، أُدخل المراهق إلى مشفى St.John لأول مرة في الخامس من سبتمبر. زادت حدة مشاكله التنفسية بسرعة وساءت خلال اليوم التالي، ووُضع على المنفسة في الثاني عشر من سبتمبر، ثم نقلوه إلى مشفى ميشيغان للأطفال في الأسبوع اللاحق. هناك، وُصل المريض بجهاز أكسجة غشائية خارج الجسم، أو ما يدعى EBMO، وذلك للحفاظ على عمل قلبه ورئتيه.

قال الأطباء إن المراهق كان قريبًا من الموت عندما اتخذوا الخطوة اليائسة بإضافته إلى قائمة الزرع ونقله إلى مشفى هنري فورد على أمل أنهم سيستطيعون إجراء العملية في الوقت المناسب.

الآن، بعد ما يقارب الشهر من الجراحة الناجحة، يتعافى الشاب بشكل جيد وفقًا لفريقه الطبي. ورغم أنه ما يزال ضعيفًا جدًا بسبب التدخين طوال الوقت، فهو يعتمد على نفسه في المشي وأكل الطعام، ويتوقع أن يبدأ إعادة التأهيل قريبًا.

يقول أفراد عائلة المراهق أنهم يأملون أن تسلط العملية الضوء على خطر السجائر الإلكترونية ، التي أظهرت بعض الدراسات ازدياد شيوعها بين طلاب المدارس الإعدادية والثانوية.

تقول العائلة في بيان أطلقته في المشفى:«في وقت قصير جدًا، تغيرت حياتنا للأبد، تحول ابننا من ذلك الشاب الرياضي ذو الـ 16 عامًا بصحته التامة -يحضر مدرسته الثانوية، يتسكع مع أصدقائه، يبحر ويلعب ألعاب الفيديو- إلى شخص يستيقظ مؤنببًا intubated برئتين جديدتين، مواجهًا عملية تعافٍ مؤلمة طويلة، بينما يكافح لاستعادة قوته وحركته، التي تأثرت بشدة».

إن إنذار المريض على المدى البعيد غير واضح بعد. يبلغ متوسط البقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين يجرون هذا النوع من عمليات الزرع نحو سبع سنوات، لكن العديد منهم يعيشون من 15 إلى 20 سنة أو أكثر اعتمادًا على عوامل متنوعة.

تقول ليزا ألينسباش:«نأمل نظرًا لشبابه والعمليات التي ستحدث في المستقبل أنه سيكون حيًا وبصحة جيدة لفترة طويلة من الزمن».

اقرأ أيضًا:

إن لم تستطع التوقف عن التدخين، هل عليك اللجوء إلى السجائر الإلكترونية ؟!

لماذا يُحذّر العُلماء بشكل مُتكرر مِن نكهات السجائر الإلكترونيّة؟

إدارة الغذاء والدواء FDA تحقق في احتمالية وجود ارتباط بين السجائر الإلكترونية و النوبات

ترجمة: محمد ياسر جوهرة

تدقيق: فارس سلطة

مراجعة: آية فحماوي

المصدر