إن اللمفومة اللاهودجكينية Non-Hodgkin lymphoma هي إحدى أنواع الأورام السرطانية التي تتطور في الجهاز اللمفاوي، وهذا بدوره عبارة عن شبكة من الأوعية و العقد اللمفاوية المنتشرة في جسدك، ويشكل جزءًا من جهازك المناعي. إن السائل الرائق المسمى باللمف يتدفق من خلال الأوعية اللمفاوية، ويحتوي على خلايا الدم البيضاء المقاومة للعدوى والمعروفة باسم الخلايا اللمفاوية.
في اللمفومة اللاهودجكينية تبدأ الخلايا اللمفاوية المصابة بالتضاعف بشكل غير طبيعي، ثم تبدأ بعدها بالتجمع في أجزاء معينة من الجهاز اللمفاوي، كالعقد اللمفاوية على سبيل المثال.
تفقد الخلايا اللمفاوية المصابة قدرتها على محاربة العدوى، وهذا بدوره يجعلك أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى.
من المتضرر؟
في المملكة المتحدة وفي كل عام يُشخص أكثر من 13000 شخص مصاب باللمفومة اللاهودجكينية.
يمكن للمفومة اللاهودجكينية أن تحدث في أي عمر، لكن احتمال تطور الحالة لديك يزداد مع تقدمك في السن، إذ إن حالات الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية من الدرجة الثالثة كانت قد شُخصت لدى من تجاوزوا عمر الـ 75. وإن الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء بنسبة قليلة.
ما هي أسباب اللمفومة اللاهودجكينية ؟
السبب الدقيق للمفومة اللاهودجكينية غير معروف. لكن خطر تطور الحالة لديك يزداد في حال:
- لديك حالة طبية تضعف جهازك المناعي.
- تتناول أدوية مثبطة للجهاز المناعي.
- سبق وأن تعرضت لفيروس اشتان بار Epstein-barr، والذي بدوره يسبب الحمى الغدية.
- من الممكن أيضًا أن يتطور لديك بشكل ضئيل خطر الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية في حال كنت قريبًا من الدرجة الأولى (أحد الوالدين أو الأخوة) لشخص مصاب بهذا المرض.
كيف تُشخص الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية ؟
إن الطريقة الوحيدة لتأكيد تشخيص الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية هو إجراء خزعة. وهو عبارة عن إجراء جراحي بسيط تؤخذ فيه عينة من نسيج العقد اللمفاوية المصابة، ثم تدرس هذه العينة في المخبر.
العلاج ولمحة عامة:
هناك العديد من الأنواع المتفرعة للمفومة اللاهودجكينية، إلا أن هذه الأنواع وبشكل عام يمكن أن تصنف في مجموعة أو مجموعتين رئيستين:
- اللمفومة اللاهودجكينية المتطورة أو العدوانية: إذ يتطور الورم السرطاني بسرعة وبشكل عدواني.
- اللمفومة اللاهودجكينية قليلة التطور أو البطيئة: إذ ينمو الورم السرطاني ببطء وقد لا تظهر أي أعراض لسنوات عديدة.
يختلف المظهر الخارجي للمفومة اللاهودجكينية وعلاجها بشكل كبير، وذلك اعتمادًا على نوع اللمفومة اللاهودجكينية، ودرجتها وامتدادها، وعمر الشخص.
لا تتطلب الأورام غير المتطورة بالضرورة علاجًا طبيًا فوريًا، لكن من الصعب أن تعالج بشكل كامل.
أما اللمفومة المتطورة فهي تتطلب أن تعالج فوريًا، وهي تميل للاستجابة بشكل أكبر للعلاج، ومن الممكن علاجها بشكل كامل.
الطرق الرئيسية المستخدمة لمعالجة اللمفومة اللاهودجكينية:
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي.
وتسمى إحدى طرق العلاج بـ العلاج بالأضداد وحيدة النسيلة.
عمومًا، تعتبر معظم حالات اللمفومة اللاهودجكينية قابلة للعلاج بشكل كبير.
يمكنك قراءة المزيد من المعلومات التفصيلية عن آفاق ومستقبل اللمفومة اللاهودجكينية على موقع أبحاث السرطان في المملكة المتحدة.
لكن هناك خطر حدوث مشاكل طويلة الأمد بعد العلاج؛ وتتضمن العقم وخطرًا متزايدًا للإصابة بسرطان من نوع آخر في المستقبل.
أعراض اللمفومة اللاهودجكينية:
إن الأعراض الأكثر شيوعًا للمفومة اللاهودجكينية هو تورم غير مؤلم في العقد اللمفاوية، عادةً في منطقة العنق أو الإبط أو الفخذ.
العقد اللمفاوية والمعروفة باسم الغدد اللمفاوية هي عبارة عن كتل من النسيج بحجم حبة البازلاء توجد في جميع أنحاء الجسم. وهي بدورها تحتوي على خلايا الدم البيضاء التي تساعد على مقاومة العدوى.
يحدث التورم نتيجة لأحد أنواع خلايا الدم البيضاء والمعروفة باسم الخلايا اللمفاوية، والتي تتجمع بدورها في العقد اللمفاوية.
لكنه من غير المحتمل أن يكون لديك لمفومة لاهودجكينية في حال تضخمت لديك العقد الليمفاوية، إذ إن الغدد اللمفاوية تتضخم كرد فعل للعدوى.
أعراض أخرى:
لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من اللمفومة اللاهودجكينية أعراض أخرى عامة بشكل أكبر تتضمن:
- تعرقًا ليليًا.
- فقدان الوزن غير المقصود.
- ازدياد درجة الحرارة (حمى).
- الشعور بضيق تنفس.
- حكة مستمرة للجلد في جميع أنحاء الجسم.
تعتمد الأعراض الأخرى على مكان وجود العقد اللمفاوية المتورمة في الجسم (على سبيل المثال تورم اللوزتين أو أورام البطن أو الطفح الجلدي).
توجد لدى بعض الأشخاص الذين لديهم سرطان الغدد اللمفاوية خلايا غير طبيعية في نقي العظام عندما التشخيص. وهذا بدوره يؤدي إلى:
- التعب المستمر أو الإرهاق.
- خطر متزايد للإصابة بالالتهابات.
- نزيف دموي حاد مثل النزيف الأنفي، دورات طمثية غزيرة، بقع دموية تحت الجلد.
متى يجب عليك أن تطلب الاستشارة الطبية؟
عليك أن تراجع طبيبك العام إذا كانت لديك أي من هذه الأعراض آنفة الذكر، وبشكل خاص إذا كانت لديك عقد لمفاوية متضخمة لم تتراجع بعد مرور 6 أسابيع.
وعلى الرغم من كون احتمال وجود هذه الأعراض مع اللمفومة اللاهودجكينية ضئيلًا، يبقى من الأفضل الفحص والتحري عنها.
أسباب اللمفومة اللاهودجكينية:
تنتج اللمفومة اللاهودجكينية عن تغيّر أو طفرة تصيب الحمض النووي لإحدى أنواع كريات الدم البيضاء المسماة الخلايا اللمفاوية، وعلى الرغم من ذلك فإن السبب الدقيق الكامن وراء ما يحصل ما يزال غير معروف.
يعطي الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (DNA) مجموعة من التعليمات للخلايا، مثل متى يجب عليها أن تنمو وتتكاثر.
وإن وجود طفرة في الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (DNA) يغير هذه التعليمات وبالتالي تستمر الخلايا بالنمو، وهذا بدوره يسبب تضاعف تلك الخلايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
تبدأ الخلايا اللمفاوية غير الطبيعية بالتضاعف في عقدة لمفاوية واحدة أو أكثر من العقد اللمفاوية الموجودة في منطقة معينة من الجسم، مثل العنق والإبط والفخذ.
ومع مرور الوقت، تتمكن الخلايا اللمفاوية غير الطبيعية أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من جسمك مثل:
- نقي العظم
- الطحال
- الكبد
- الجلد
- الرئتين
- المعدة
- الدماغ
لكن في بعض الحالات، تبدأ اللمفومة اللاهودجكينية بالنمو في عضو معين، بدلًا من أن تنمو في العقد اللمفاوية ثم تنتشر إلى العضو.
من هو الأكثر عرضةً للخطر؟
في حين ما يزال السبب المؤدي إلى حدوث طفرة أولية (تثير بدورها حدوث اللمفومة اللاهودجكينية) غير معروف؛ هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر تطور هذه الحالة لديك، وهذه العوامل تتضمن:
- حالة طبية تؤدي إلى إضعاف جهازك المناعي، مثل إصابتك بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV).
- حالة المناعة الذاتية (حالة تسببها مشاكل في النظام المناعي) مثل التهاب المفاصل الروماتيدي، الذئبة، أو متلازمة شوغرن.
- الإصابة بفيروس ابشتاين- بار، وهو عبارة عن فيروس شائع يسبب حمى غدية.
- الإصابة بفيروس تي- اللمفاوي البشري المداري.
- الإصابة بجراثيم الهيليكوباكتر البوابية، وهي عبارة عن بكتيريا شائعة تصيب بطانة كل من المعدة وجزء صغير من الأمعاء.
- تلقي علاج كيماوي أو علاج إشعاعي في المراحل المبكرة للسرطان.
- مرض الاضطرابات الهضمية، وهو رد فعل معاكس على الغلوتين الذي يسبب بدوره التهاب الأمعاء الدقيقة.
إن اللمفومة اللاهودجكينية غير معدية ولا يعتقد أنها تسري عبر العائلات، على الرغم من أن خطر الإصابة بها قد يزداد بشكل طفيف إذا كان أحد أقرباء الدرجة الأولى (مثل الآباء والأخوة) مصابًا بها.
تشخيص اللمفومة اللاهودجكينية:
إذا راجعت طبيبك العام لأنك قلق حيال أعراض اللمفومة اللاهودجكينية، فإنه غالبًا سوف يسألك عن صحتك وقد يجري لك بعض الفحوص الجسدية.
وفي الحالات الضرورية، سيحولك طبيبك العام إلى المشفى لإجراء المزيد من الفحوصات، عندها غالبًا سوف تخضع لإجراء خزعة، إذ إنها الطريقة الوحيدة لتأكيد الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية.
الخزعة:
تتضمن الخزعة إزالة بعض أو كل العقد اللمفاوية المتورمة، والتي تُدرس بعد إزالتها في المخبر.
إن الخزعة إجراء بسيط أو عملية يمكن أن تجرى تحت التخدير الموضعي (تخدير المنطقة الخاضعة للعملية بينما تكون مستيقظًا).
يمكن أن يقوم بهذا الإجراء أخصائي الأشعة مستخدمًا أمواجًا فوق صوتية أو التصوير المقطعي، أو كعملية جراحية تجرى من قبل جرّاح.
في بعض الحالات، لا يمكن الوصول للعقد اللمفاوية المتورمة بسهولة وهذا ما يتطلب التخدير العام (إذ تكون نائمًا).
يدرس أخصائي التشريح المرضي (خبير يدرس النسيج المصاب) عينة النسيج للتأكد من وجود خلايا سرطانية. إذا وجد الخلايا السرطانية، بإمكانه أيضًا التحديد وبدقة أي نوع من اللمفومة اللاهودجكينية تعاني منه (هناك أكثر من 30 نوعًا من اللمفومة اللاهودجكينية) وهذه مرحلة هامة للتخطيط لعلاجك.
أنواع أخرى من الاختبارات:
إذا أكدت الخزعة تشخيص الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية، يجب إجراء اختبارات أخرى لمعرفة مدى انتشار اللمفومة. هذا بدوره يسمح للأطباء بتحديد درجة اللمفومة المصاب بها.
تتضمن الاختبارات الأخرى:
- اختبارات الدم: تؤخذ عينات من دمك خلال عملية التشخيص والعلاج لفحص كل من صحتك العامة، وعدد كريات الدم البيضاء والحمراء والصفيحات الدموية، وتحري آلية عمل بعض أعضائك كالكبد والكليتين.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية X-ray: يمكن لهذا أن يحدد ما إذا كان السرطان منتشرًا إلى صدرك أو رئتيك.
- أخذ عينة نقي العظام: تؤخذ خزعة من النقي للتأكد ما إذا كانت اللمفومة منتشرة إلى نقي العظام. تتضمن هذه العملية استخدام إبرة طويلة لأخذ عينة من نقي عظم الحوض، وذلك باستخدام مخدر موضعي.
- التصوير المقطعي (CT-Scan): تؤخذ عدة صور بالأشعة السينية (X-Rays) لبناء صورة ثلاثية الأبعاد داخل الجسم والتأكد من مدى انتشار السرطان.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: وهذا بدوره يستخدم حقولًا مغناطيسية لبناء صورة تفصيلية لمناطق جسدك والتأكد من انتشار السرطان.
- التصوير بالانبعاث البوزيتروني (PET): تقيس هذه الآلية من التصوير مدى نشاط الخلايا في مختلف أنحاء جسدك، وتتحرى عن انتشار السرطان ومدى فعالية العلاج وتأثيره، وعادة ما يُجرى هذا التصوير بالتزامن مع التصوير المقطعي (CT-Scan) للتحديد -وعلى وجه الدقة- كيفية عمل أنسجة الجسم المختلفة.
- البزل القطني: يتم بواسطة إبرة رفيعة، إذ تؤخذ عينة من السائل الشوكي لفحصها والتحري عما إذا كانت تحتوي على خلايا السرطان اللمفاوي أم لا.
مراحل تطور اللمفومة اللاهودجكينية:
عند انتهاء الفحص، يمكن تحديد درجة اللمفومة. يعني »تحديد درجة السرطان« تقييمه من حيث مدى انتشاره.
المراحل الرئيسية للمفومة اللاهودجكينية:
المرحلة الأولى:
تقتصر الإصابة بالسرطان في هذه المرحلة على مجموعة واحدة من العقد اللمفاوية كالعنق، الإبط، الفخذ، إما أعلى أو أسفل الحجاب الحاجز (الوريقة العضلية المتوضعة أسفل الرئتين).
المرحلة الثانية:
تتعرض اثنتان أو أكثر من العقد اللمفاوية للإصابة، ولكن كلتاهما أعلى أو أسفل جانب واحد من الحجاب الحاجز.
المرحلة الثالثة:
ينتشر السرطان إلى مجموعات العقد اللمفاوية المتوضعة على جانبي الحجاب الحاجز، في الأعلى والأسفل.
المرحلة الرابعة:
يتعدى انتشار اللمفومة الجهاز اللمفاوي، ويصبح منتشرًا إلى كلٍ من العقد اللمفاوية والأعضاء ونقي العظم.
أضاف أخصائيو الصحة حرف A أو B لمرحلة الإصابة؛ لتحديد ما إذا كانت لديك بعض الأعراض.
يوضع الحرف A بعد اسم المرحلة إذا كنت لا تملك أي أعراض إضافية على تورم العقد اللمفاوية.
يوضع الحرف B بعد اسم المرحلة إذا كانت هناك أعراض إضافية مثل خسارة الوزن، الحمى، أو التعرق الليلي.
في بعض الحالات، يستخدم أخصائيو الصحة أحرفًا إضافية لتحديد أول مكان لتطور السرطان.
على سبيل المثال الحرف E هو الحرف الأول من كلمة (Extranodal: خارج العقد)، وهذا الحرف يعني أن السرطان قد تطور خارج الجهاز اللمفاوي.
تصنيف اللمفومة اللاهودجكينية:
يساعد إجراء الاختبارات الأخصائي الصحي على تحديد درجة السرطان.
هناك درجتان رئيستان للمفومة اللاهودجكينية:
- اللمفومة اللاهودجكينية منخفضة الدرجة أو البطيئة: إذ ينمو السرطان ببطء، ومن الممكن ألا تشعر بأي أعراض لسنوات عديدة.
- اللمفومة اللاهودجكينية عالية الدرجة أو العدائية: إذ ينمو السرطان بسرعة وبشكل قوي.
في بعض الحالات، يمكن للمفومة منخفضة الدرجة أن تتطور إلى لمفومة عالية الدرجة بمرور الوقت.
العلاج اللمفومة اللاهودجكينية:
على الرغم من عدم حاجة بعض المرضى للعلاج الفوري، فغالبًا ما تُعالج اللمفومة اللاهودجكينية كيميائيًا أو إشعاعيًا.
في بعض الحالات، إذا كان السرطان الأولي صغيرًا جدًا ويمكن إزالته بواسطة خزعة، لا تكون هناك حاجة إلى أي علاج إضافي.
خطة العلاج:
تعتمد خطة العلاج الموضوعة على صحتك العامة وعلى عمرك أيضًا، فقد تشكّل بعض العلاجات عبئًا كبيرًا على الجسم.
يُجرى النقاش حول خطة علاجك مع عدة أطباء وأخصائيي صحة آخرين متخصصين بدورهم في جوانب متعددة لعلاج اللمفومة. يُعرف هذا بالفريق متعدد التخصصات، ويقترح أفضل خيارات العلاج المناسبة لك.
- يجب عليك ألا تكون متسرعًا باتخاذ قرارات خاصة بخطة علاجك، قد تود التحدث للأصدقاء، العائلة، أو الشريك قبل أن تتخذ قرارك.
- قد تُدعى مرة أخرى لمقابلة فريق العناية الخاص بك لإجراء مناقشة كاملة حول مخاطر وفوائد العلاجات المخطط لها قبل بدء مرحلة العلاج.
- يمكنك أن تسأل فريق العناية الخاص بك عما إذا كان من الممكن إجراء اختبارات سريرية.
جِد اختبارات سريرية خاصة باللمفومة اللاهودجكينية، ثم انتظر وتأمل المقاربات.
- ينصح بفترة من الانتظار والمراقبة إذا كان المرض من الدرجة المنخفضة (ضعيف التطور) وكانت صحتك بحالة جيدة.
وهذا لأن بعض الأشخاص يستغرق لديهم تطور أعراض مزعجة عدة سنوات وغالبًا ما يكون من غير الضروري البدء بعلاج فوري.
- في حال اقتُرح عليك الانتظار والمراقبة، ستتم مقابلتك بشكل منتظم وقد تُدعى مجددًا في أي مرحلة إذا شعرت بتدهور الأعراض لديك.
المعالجة الكيميائية:
إن العلاج الكيميائي مستخدم على نطاق واسع في علاج اللمفومة اللاهودجكينية التي تتضمن استخدام أدوية لقتل الخلايا السرطانية.
يمكن للعلاج الكيميائي أن يُستخدم تلقائيًا مترافقًا مع العلاج البيولوجي أو مع العلاج الإشعاعي.
يمكن إعطاء الدواء بعدة طرق مختلفة اعتمادًا على مرحلة السرطان.
عادةً، تتلقى العلاج الكيميائي إما بالتسريب الوريدي (العلاج الكيميائي بالحقن داخل الوريد) أو عن طريق مضغوطات فموية أو كلاهما معًا.
إذا كان هناك خطر انتشار السرطان إلى دماغك، يمكن أن تتلقى حقنات العلاج الكيميائي مباشرة إلى السائل الدماغي الشوكي حول نخاعك الشوكي.
عادةً ما يُعطى العلاج الكيميائي خلال فترة أشهر قليلة لدى مرضى العيادات الخارجية، وهذا بدوره يعني أنك ستتلقى العلاج خلال فترة النهار ولا يجب عليك البقاء في المشفى خلال فترة الليل.
لكن هناك العديد من الأوقات تصبح فيها الأعراض أو الآثار الجانبية للعلاج مزعجة، وعندها تتطلب الحالة البقاء في المشفى لفترة طويلة.
إذا كنت تتلقى العلاج الكيميائي على شكل مضغوطات، يمكن أن تأخذ هذه المضغوطات في المنزل.
قد يكون للعلاج الكيميائي آثار جانبية شديدة، والآثار الجانبية الأكثر أهمية هي تلك التي يحتمل أن تلحق الضرر بنقي العظام لديك. يمكن لهذا أن يتداخل مع عملية إنتاج خلايا الدم الطبيعية ويسبب المشاكل التالية:
- الشعور بالتعب الشديد (الوهن).
- ضيق التنفس.
- زيادة الحساسية للعدوى.
- سهولة النزف والتكدم.
إذا واجهت هذه الاضطرابات، فمن المفضل أن تؤجل العلاج حتى تتمكن من إنتاج المزيد من خلايا الدم السليمة. يمكن لأدوية عوامل النمو أن تحفز من عملية إنتاج خلايا الدم.
تتضمن الآثار الجانبية الأخرى المحتملة:
- الشعور بالغثيان والقيء.
- الإسهال.
- فقدان الشهية.
- القرحة الفموية.
- التعب.
- الطفح الجلدي.
- خسارة الشعر.
- العقم، والذي بدوره قد يكون مؤقتًا أو دائمًا.
من المفترض أن تتوقف جميع الآثار الجانبية حالما تنتهي عملية العلاج.
أخبر فريق العلاج الطبي الخاص بك عندما تصبح الآثار الجانبية مزعجة، فهناك علاجات يمكن أن تساعد.
الجرعة العالية من العلاج الكيميائي:
إن لم تتحسن اللمفومة اللاهودجكينية بالعلاج الأولي (المعروفة باسم اللمفومة المقاومة للحرارة)، يجب عليك أن تخضع لجلسة علاج كيميائي يتضمن جرعات أقوى.
لكن هذا العلاج الكيميائي المكثف يدمر نقي العظم لديك مؤديًا بدوره إلى الآثار الجانبية آنفة الذكر.
قد تحتاج لعملية زراعة خلايا جذعية أو نقي عظام لاستبدال نقي العظام المتأذي.
المعالجة الإشعاعية:
يُستخدم العلاج الإشعاعي غالبًا في علاج المرحلة المبكرة من اللمفومة اللاهودجكينية؛ إذ يوجد السرطان في جزء واحد فقط من الجسم.
عادة، يعطى العلاج ضمن جلسات يومية قصيرة من الاثنين حتى الجمعة، لمدة لا تزيد عن 3 أسابيع.
لا يجب البقاء في المستشفى بين جلسات العلاج.
العلاج الإشعاعي غير مؤلم بحد ذاته، لكن من الممكن أن يتضمن بعض الآثار الجانبية الهامة، والتي يمكن بدورها أن تختلف بناء على أي جزء من جسمك يُعالج.
على سبيل المثال، قد يسبب علاج الحلق التهاب الحلق، بينما العلاج في الرأس يمكن أن يسبب تساقط الشعر.
تتضمن الآثار الجانبية الشائعة الأخرى:
- التهاب واحمرار الجلد ضمن منطقة العلاج.
- الغثيان والقيء.
- جفاف الفم.
- فقدان الشهية.
معظم الآثار الجانبية مؤقتة، ولكن هناك خطر لحدوث اضطرابات طويلة الأمد، بما في ذلك العقم والبشرة الداكنة بشكل دائم في منطقة العلاج.
العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة:
في بعض أنواع اللمفومة اللاهودجكينية، قد تأخذ نمطًا من الأدوية يسمى الأجسام المضادة وحيدة النسيلة.
ترتبط هذه الأدوية بالخلايا السليمة والخلايا السرطانية في آن واحد معًا، وتوجه الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا وقتلها.
بمجرد انتهاء العلاج، تعود الخلايا السليمة إلى حالتها الطبيعية مع مرور الوقت.
من الممكن أن تتلقى العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة كعلاج وحيد لك، أو أن تتلقاه برفقة العلاج الكيميائي لجعل عملية العلاج أكثر فعالية.
في بعض أنواع اللمفومة اللاهودجكينية، قد تخضع للعلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة إلى جانب العلاج الكيميائي بانتظام لمدة تصل لعامين بعد العلاج الأولي. هذا يمكن أن يقلل من احتمالية عودة السرطان في المستقبل.
يُدعى أحد أدوية الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المستخدمة لعلاج اللمفومة الهودجكينية بالريتوكسيماب. يُعطى هذا الدواء مباشرة في وريدك خلال جلسة علاج تستمر لعدة ساعات.
قد تشمل الآثار الجانبية للريتوكسيماب:
- تعبًا.
- الشعور بالمرض.
- غثيانًا.
- تعرقًا ليليًا.
- طفحًا جلديًا مثيرًا للحكة.
- ألمًا في البطن.
- تساقط الشعر.
قد تأخذ أدوية إضافية لتجنب أو تقليل هذه الآثار الجانبية.
يجب أن تتحسن الآثار الجانبية بمرور الوقت حين يعتاد الجسم على الريتوكسيماب.
دواء الستيرويد (دواء منشط):
يستخدم هذا الدواء بشكل شائع مع العلاج الكيميائي للمفومة اللاهودجكينية؛ وذلك لأن الأبحاث كشفت عن أن استخدام الستيرويدات يجعل العلاج الكيميائي أكثر فعالية.
عادة، يعطى دواء الستيرويد على شكل أقراص أو حقن، وذلك بالتزامن مع تلقي العلاج الكيميائي.
وعادة ما تؤخذ المنشطات لعدة أيام أو لأسبوع واحد ضمن كل دورة من العلاج الكيميائي، متضمنةً الراحة بينها. هذا بدوره يساعد على التقليل من الآثار الجانبية.
- تشمل الآثار الجانبية الشائعة لاستخدام الستيرويد على المدى القصير:
- زيادة الشهية، والتي يمكن أن تسبب زيادة الوزن.
- مشاكل النوم.
- الشعور بالضيق.
في حالات نادرة، قد تضطر إلى تناول المنشطات على المدى الطويل.
تشمل الآثار الجانبية لاستخدام الستيرويد على المدى الطويل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة الوزن.
- تورمًا في اليدين والقدمين والجفون.
- تبدأ الآثار الجانبية لهذا الدواء عادة بالتحسن بمجرد انتهاء العلاج.
متابعة:
بعد أن تنتهي فترة العلاج، قد يكون لديك فحص متكرر لمعرفة مدى فعالية العلاج.
بعدها، ستحتاج إلى مواعيد متابعة منتظمة لمراقبة الشفاء، والتحقق من أي علامات تشير إلى عودة السرطان (المعروف بالانتكاس).
– بدايةً ستكون هذه المواعيد كل عدة أسابيع أو أشهر، ولكنها تصبح أقل تكرارًا بمضي الوقت.
خلال علاجك لمرض اللمفومة اللاهودجكينية، قد تصادف أيًا من الأخصائيين التاليين:
- أخصائي ممرض أو عامل رئيسي في مجال السرطان، وهو أول نقطة اتصال بينك وبين أعضاء فريق العناية.
- طبيب مخبري، متخصص بدوره في علاج المخدرات.
- طبيب الأورام، أخصائي في العلاج الإشعاعي.
- طبيب أشعة، أخصائي بالتصوير بالأشعة السينية.
- عامل اجتماعي.
- أخصائي زرع الأعضاء.
- طبيب نفسي.
- مستشار قانوني.
مضاعفات اللمفومة اللاهودجكينية:
يعاني بعض الأشخاص ممن تم عولجوا من اللمفومة اللاهودجكينية من اضطرابات طويلة الأمد، حتى لو شُفيوا.
بعض المضاعفات الرئيسية لمرض اللمفومة اللاهودجكينية مشروحة تاليًا.
ضعف الجهاز المناعي:
ضعف الجهاز المناعي هو أحد المضاعفات الشائعة لمرض اللمفومة اللاهودجكينية، ومن الممكن أن تشتد حدته أثناء علاجك. لكن عادة ما يتعافى نظامك المناعي في الأشهر والسنوات التي تلي العلاج.
إن كنت تمتلك نظامًا مناعيًا ضعيفًا، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات، ويوجد خطر متزايد للإصابة بمضاعفات خطيرة من العدوى.
من المهم أن تخبر وعلى الفور طبيبك العام أو فريق الرعاية بأي أعراض تصيبك، فقد تحتاج إلى علاج فوري للوقاية من المضاعفات الخطيرة. هذا مهم خاصة في الأشهر القليلة الأولى بعد العلاج.
تشمل أعراض العدوى:
- ارتفاع درجة الحرارة (حمى).
- صداعًا.
- آلام العضلات.
- إسهالًا.
- التعب.
- طفحًا جلديًا متقرحًا مؤلمًا.
عملية التلقيح:
يجب أن تتأكد مما إذا كانت جميع لقاحاتك حديثة.
ولكن من المهم أن تتحدث إلى طبيبك العام أو إلى فريق الرعاية بشأن ما أسلفنا، فقد لا يكون آمنًا بالنسبة إليك أن تأخذ لقاحات حية إلا بعد بضع أشهر من انتهاء العلاج.
تتضمن اللقاحات الحية أشكالًا ضعيفة من الفيروس أو الكائن الحي الذي تُحصّن ضده.
● على سبيل المثال، تشمل اللقاحات الحية ما يلي:
- لقاح الهربس النطاقي.
- لقاح BCG (ضد السل).
- لقاح MMR (ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية).
العقم:
من الممكن أن يتسبب العلاج الكيميائي والشعاعي للمفومة اللاهودجكينية بالإصابة بالعقم. هذا مؤقت غالبًا لكنه من المحتمل أن يصبح دائمًا.
سوف يقيّم فريق الرعاية الخاص بك خطر الإصابة بالعقم في ظروفك المحددة وسيتحدث معك حول خياراتك.
في بعض الحالات، قد يكون من الممكن للرجال تخزين عينات من نطافهم، وللمرأة تخزين بيوضها قبل العلاج، بحيث يمكن استخدامها لمحاولة الحمل لاحقًا.
السرطانات الثانية:
قد يزيد علاج اللمفومة اللاهودجكينية من خطر الإصابة بنوع آخر من السرطان في المستقبل، وهذا ما يعرف بالسرطان الثاني.
يزداد خطر الإصابة بالسرطان خاصةً بعد علاجه، لأن العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي يدمران الخلايا السرطانية، والخلايا السليمة أيضًا.
يمكن لهذا الضرر وبعد سنوات عدة من العلاج أن يؤدي إلى تحول الخلايا المصابة إلى سرطانية.
يمكنك المساعدة في أن تقلل خطر الإصابة بسرطان ثانٍ عن طريق الالتزام بنمط حياة صحي يتضمن عدم التدخين، والحفاظ على وزن صحي مع نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
ينبغي أن تخبر طبيبك العام بأي أعراض قد تشير إلى سرطان آخر في مرحلة مبكرة، ويجب أن تحضر أي مواعيد لفحص لسرطان تُدعى إليها.
مشاكل صحية أخرى:
يمكن لعلاج اللمفومة اللاهودجكينية أن يزيد من خطر إصابتك ببعض الحالات في عمر أصغر من المعتاد، مثل:
- مرض القلب
- مرض الرئة
- تشخيص الإصابة بالسرطان يمكن أن يزيد أيضًا من خطر إصابتك بالاكتئاب.
وينبغي أن تخبر طبيبك العام بالأعراض غير الموقعة، على سبيل المثال زيادة ضيق التنفس.
اقرأ أيضًا:
متلازمة غيلان باريه: الأسباب والاعراض والتشخيص والعلاج
هل يستطيع تغيير النظام الغذائي المساعدة في علاج مرضى سرطان الدم و زراعة النقي ؟
لأول مرة في العالم: تعديل الجينات ينقذ حياة طفلة صغيرة مصابة بسرطان الدم
ترجمة: طارق قيلوح
تدقيق: سلمى توفيق
مراجعة: تسنيم المنجد