لماذا لا يهم عدم وجود خبرات سابقة للمواعدة بين المراهقين على المدى الطويل؟ تأخذ عادةً العلاقات العاطفية والمواعدة الصدارة في ما يفكر فيه المراهقين. سنوات المراهقة هي علامة البداية للانجذاب الرومنسي والبداية لاستكشاف المواعدة والعاطفة والجنس. علاوةً على ذلك، كثيرًا ما تُعتبر هذه التجارب رموزًا للحالة الاجتماعية بين المراهقين، فتشكل المواعدة بشكل متكرر والتجارب الجنسية الكثيرة للشخص مكانةً اجتماعيةً أكبر.
بجانب الحصول على دفعة اجتماعية من الشهرة في سنوات المراهقة، ما مدى فائدة هذه التجارب على المدى الطويل في تحقيق النجاح الرومنسي؟ دراسة حديثة تقترح أن هذه التجارب قد لا تكون مهمةً بقدر ما يظن المراهقون.
في دراسة تضمنت اختبار 165 مراهقًا ومراهقة تراوحت أعمارهم ما بين 13 30 سنة، وجد مؤلف الدراسة وزملائه أن مفاتيح التنبؤ حول حياة رومنسية مرضية للأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 27 و30 سنة، ارتبطت بوضوح بتجارب المراهقة المتعلقة بالصداقة في مقابل العلاقات العاطفية.
حددوا القدرات على تكوين الصداقات والمحافظة عليها كمكونات رئيسية للتنبؤ بالرضا عن الحياة العاطفية لاحقًا، فقد توفر الصداقات فرصًا أفضل لتطوير المهارات الاجتماعية المطلوبة للعلاقات العاطفية البالغة، وذلك لأن العلاقات العاطفية في سنوات المراهقة تميل لأن تكون عابرةً مقارنة بالصداقات.
مع ذلك، الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن أنواعًا عديدةً من التجارب العاطفية خلال فترة المراهقة فشلت في إثبات نفسها بمثابة مؤشرات للإشباع الرومنسي على المدى الطويل. لم تمتلك التجارب العاطفية في المراهقة بما فيها من إشباع رومنسي والتجارب الجنسية وعدد الشركاء السابقين والانجذاب الجسدي، أي صلة بالإشباع الرومنسي على المدى الطويل.
لا يعني هذا أن العلاقات العاطفية خلال فترة المراهقة ليست مهمة. قد تمتلك -عوضًا عن ذلك- أنواع معينة من التجارب العاطفية وحالات معينة فوائدًا أكبر من غيرها. اقترحت الدراسة على سبيل المثال، أن المراهقين قد يستفيدون كل الاستفادة من وجود عدة علاقات عميقة بدلًا من علاقات اعتيادية عابرة.
وعلى الرغم من أن المشاركة في العلاقات العاطفية في سنوات المراهقة الأولى قد تصاحبها مشاكل كمحصلة أحيانًا؛ إلا إن المشاركة الثابتة في التجارب العاطفية خلال سنوات المراهقة ارتبطت -في مقابل كونها متقطعة- بالحصول على علاقات رومنسية مستقبلية داعمة خلال العشرينات من العمر.
الأهم من ذلك هو أن تطور المهارات الاجتماعية في الصداقات، لم تُختبر بمثابة مؤشر للتنبؤ بالمشاركة الحالية في العلاقات العاطفية ولا بجودة العلاقات العاطفية الحالية. بل كانت مؤشرًا للتنبؤ بكيفية إحساس الأشخاص في شبابهم إجمالًا تجاه سير حياتهم العاطفية، بغض النظر إن كانوا حاليًا في علاقة أم لا.
وبالتالي، فإن تأسيس مهاراتٍ اجتماعية مهمة لا يساعد فقط الأشخاص في عمر الشباب على إيجاد النجاح عندما يكونون في علاقة مستقبلية، بل يساعدهم أيضًا في الإحساس بالرضا عن حياتهم العاطفية –بمرونة وبساطة- عندما لا يكونون في علاقة.
على الرغم من وجود بعض الهوس المستحِوذ داخل العلاقات العاطفية الحاصلة في سن المراهقة، قد يكون المراهقون أحسن حالًا بميلهم نحو صداقاتهم ليحصدوا فوائد الإشباع الرومنسي في المستقبل.
اقرأ أيضًا:
لماذا يعتبر الرجال أقل عرضة للاكتئاب من النساء؟
درس العلماء تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الإنسان وهذا ما وجدوه
ترجمة: إيلي عساف
تدقيق: مينا خلف