يُعَد الحفاظ على نظام غذائي صحي أمرًا ضروريًّا لعلاج النوع الأول من الداء السكري. اقترح خبراء التغذية أكثر من نظام غذائي لتوفير التغذية اللازمة لمرضى الداء السكري مع ضبط كميات الكربوهيدرات والبروتين والدهون، ومع ذلك لا يوجد نظام غذائي عالمي موحد لمرضى السكري.
أهمية اتباع نظام غذائي
يجب على مرضى النوع الأول من الداء السكري مراقبة مستويات سكر الدم لديهم دائمًا، ومن دون اتباع نظام غذائي مناسب وممارسة التمارين الرياضية والعلاج بالإنسولين، فإن أي مريض بهذا المرض يتعرض إلى مضاعفات صحية خطيرة. تشمل المضاعفات المرتبطة بالنوع الأول من الداء السكري:
- اضطراب الرؤية.
- ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بنوبة قلبية.
- قصور كلوي.
- اضطرابات عصبية.
- قروح جلدية قد تسبب ألمًا وقد تؤدي إلى موت الأنسجة.
يساعد اتباع الإرشادات الغذائية المناسبة على التخفيف من صعوبات المرض، وتجنب المضاعفات الصحية، ويُحسن نوعية الحياة عمومًا.
التحضير للنظام الغذائي
لا يوجد نظام غذائي قياسي لكل المرضى. عمومًا يجب أن يكون النظام الغذائي متوازنًا للحفاظ على مستويات السكر في الدم. يجب حساب الجرعة الصحيحة من الإنسولين وتناول كمية الكربوهيدرات المناسبة تحت إشراف الطبيب، وذلك بإحدى طريقتين:
- حساب نسبة الإنسولين إلى الكربوهيدرات، بتقدير عدد غرامات الكربوهيدرات التي تغطيها كل وحدة من الإنسولين.
- حساب جرعة الإنسولين اللازمة على مدار اليوم، بما يتناسب مع احتياجات الجسم وكمية الغذاء المتناوَلة في المتوسط.
تؤكد توصيات الجمعية الأمريكية لمرضى السكري أن النشاط الجسدي المنتظم مهم جدًّا للصحة العامة لمرضى الداء السكري أيًّا كان نوعه. ومن المهم فحص مستوى سكر الدم قبل النشاط وفي أثنائه وبعده. يجب أن يتراوح مستوى سكر الدم في أثناء النهار بين 80 و130 مغ/دل، ويجب ألا يزيد على 180 مغ/دل بعد ساعتين من تناول الطعام.
من التوصيات الأساسية التي ينصح بها خبراء التغذية لمرضى الداء السكري:
1- الكربوهيدرات
تنقسم الكربوهيدرات إلى: النشويات والسكريات والألياف، يجب التحكم في تناول الكربوهيدرات عند مرضى النوع الأول من الداء السكري. ترفع بعض الكربوهيدرات نسبة سكر الدم أسرع من غيرها، ولذلك يُفضل اختيار الأنواع سريعة المفعول عند من يعانون انخفاض مستويات سكر الدم. يُنصح بتناول 15 غرامًا من الكربوهيدرات مع متابعة السكر في الدم.
من أمثلة الأطعمة سريعة المفعول المحتوية على 15 غرامًا من الكربوهيدرات:
- ربع كوب من عصير الفاكهة.
- قطعة واحدة من الفاكهة الطازجة.
- ملعقتان كبيرتان من الزبيب.
- ملعقة كبيرة من العسل.
الفاكهة
تعَد الفواكه مصدرًا طبيعيًّا للسكر، ويجب أن تُحتسب ضمن الكربوهيدرات في النظام الغذائي. يمكنك اختيار الفواكه الطازجة أو المُجمدة، ويجب معرفة عدد الكربوهيدرات الموجودة في الفاكهة، إذ يساعدنا ذلك على تنظيم مستويات سكر الدم والحاجة إلى الإنسولين.
الخضراوات
يُعَد النشا نوعًا من السكريات الطبيعية ويوجد في العديد من الخضراوات الشائعة مثل البطاطا والذرة والبازلاء. تحتوي الخضراوات النشوية على عدد أكبر من الكربوهيدرات مقارنةً بالخضراوات الأخرى، ويجب تناولها باعتدال وحساب كميتها بدقة في النظام الغذائي، أما الخضراوات غير النشوية (مثل الأوراق الخضراء والخيار والجزر والطماطم) فهي أقل تأثيرًا على مستوى سكر الدم، وهي غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف والمغذيات النباتية، ويمكن تناول 3 أكواب من هذه الأنواع في كل وجبة دون تأثير يُذكر على سكر الدم.
2- البروتينات والدهون
تُعَد البروتينات مهمةً للغاية في الحفاظ على عمل العضلات وترميم الجروح، أما الدهون الصحية فهي ضرورية لعمل الدماغ والقلب. توجد البروتينات في الفول والبيض واللحوم، وتوجد الدهون الصحية في الأفوكادو والمكسرات والحبوب.
مع أن البروتينات والدهون لن ترفع مستوى سكر الدم مباشرةً، يوصي خبراء التغذية بالحد من تناول اللحوم المعلبة والدهون المحتوية على مستويات عالية من الدهون المشبعة والصوديوم. ليس لهذه المواد تأثير مباشر على نسبة سكر الدم، لكن الإكثار منها قد يسبب آثارًا ضارة على صحة القلب.
اقرأ أيضًا:
حتى المشروبات المحلاة بشكل طبيعي يمكن أن تزيد من خطر تطور الداء السكري!
دراسة تُظهر أن الداء السكري من النمط الثاني يمكن عكسه حتى دون فقدان شديد للوزن
ترجمة: ضياء الأطرش
تدقيق: رزوق النجار
مراجعة: أكرم محيي الدين
