يُعد الجرب أحد الأمراض الجلدية المتعددة التي تسبب حكةً وطفحًا جلديًا، وتسببه القارمة الجربية sarcoptes scabiei وهي سوسة مجهرية ذات 8 أرجل.
الجرب معدٍ وينتشر بسهولة فائقة من شخص لآخر من خلال التلامس الجسدي؛ ما يجعل انتشار العدوى محتملًا في المنازل ومجموعات رعاية الأطفال والصفوف المدرسية ودور الرعاية والسجون.
يمكن أن يصيب الجرب الأشخاص من جميع الفئات العمرية بغض النظر عن وضعهم المعيشي ومنزلتهم الاقتصادية والاجتماعية. إذا أُصيب شخص ما بالجرب، يجب علاجه وعلاج كل شخص قريب منه في الوقت ذاته.
ما هو الجرب ؟
في كل عام يصيب الجرب ملايين الناس من جميع الأعراق والأعمار والحالات الاجتماعية الاقتصادية. هو مرض شديد الانتشار ويسهل انتقاله من خلال الاتصال الجسدي القريب من خلال مشاركة الفراش والملابس ومن خلال الأثاث الذي عشعش فيه سوس الجرب.
تقول التقديرات إن الجرب يصيب ما يفوق 300 مليون إنسان حول العالم سنويًا. تكثر إصابات الجرب عند الأطفال والشباب وتقع حالات التفشي بكثرة في مراكز رعاية الأطفال والمدارس.
أعراض الجرب
تختلف ذروة الأعراض بحسب التعرض المسبق لسوس الجرب. عند تعرض المرء للمرة الأولى للجرب، قد تأخذ الأعراض ما بين أسبوعين وستة أسابيع لتبدأ بالظهور.
تقصر هذه المدة الزمنية بشكل ملحوظ عند الإصابة لمرات أخرى بالجرب وهذا لأن الجهاز المناعي يكون قد أصبح أسرع في رد الفعل فتأخذ الأعراض ما بين يوم وأربعة أيام لتبدأ بالظهور.
تتضمن علامات وأعراض الجرب:
الحكة: تسوء ليلًا وقد تصبح شديدة وقاسية وهي أحد أعراض الجرب الأكثر شيوعًا.
الطفح الجلدي: عندما يخترق السوس الجلد، يشكل خطوطًا أو مسارات نقب تظهر على شكل طيات جلدية وتشبه العضة أو القفير أو العقد أو البثور أو بقعًا جلدية حرشفية. قد توجد تقرحات أيضًا.
التقرح: يحدث في الأماكن المصابة التي تعرضت للحك. تؤدي التقرحات المفتوحة إلى القوباء وهي حالة جلدية تسببها المكورة العنقودية الذهبية.
قشرة سميكة: الجرب المُجلِّب ويعرف أيضًا بالجرب النرويجي هو نوع من الجرب الشديد الذي تسببه المئات إلى الآلاف من سوس القرمة الجربية وبيوضها المعشعشة في قشور الجلد والتي تؤدي لأعراض جلدية شديدة. غالبًا، يُظهِر الأشخاص المصابون بالجرب المجلب قشورًا رمادية وسميكة ومنتشرة ومفتتة.
يستطيع السوس الموجود على القشور المقبوعة أن يعيش لمدة أسبوع دون الحاجة للاتصال البشري بسبب الغذاء الذي تقدمه القشور نفسها.
أكثر الأماكن إصابة عند البالغين والأطفال:
- بين الأصابع
- حول الأظافر
- الإبط
- الخصر
- أجزاء المعصم الداخلية
- السطح الداخلي للكوع
- نعل القدم
- الثدي، تحديدًا حول الحلمة
- العضو التناسلي الذكري
- الركبة
- المؤخرة
- لوح الكتف
يصيب الجرب الأطفال الصغار والرضع في مناطق مختلفة تتضمن:
- الفروة
- الوجه
- الرقبة
- راحة اليد
- أخمص القدم
أحيانًا، يُظهِر الأطفال انتشارًا واسعًا للإصابة فتغطي معظم أجسادهم. يميل الرضع المصابون بالجرب إلى إظهار أعراض تهيج وصعوبات في النوم والطعام.
العلاج
الجرب شديد العدوى، ولهذا يُنصح أي شخص يعيش مع مريض شُخِّص بالجرب أو كان على اتصال قريب مع مريض بأن يتلقى علاج الجرب حتى ولو لم تظهر عليه أي أعراض. هذا ينطبق على أي شخص كان على علاقة قريبة بالمريض منذ مدة زمنية قصيرة.
يُعالَج الجرب باستخدام أدوية موضعية مثل كريم البيرميثرين بنسبة 5% أو كريم الكروتاميتون أو غسول اللندان. في بعض الأحيان، قد يُستخدم غسول بنسبة 25% من بنزيل البنزوات أو مرهم الكبريت بنسبة 10%. تُستخدم معظم الأدوية الموضعية ليلًا وتُغسل في الصباح التالي.
بشكل عام، استخدام الأدوية الموصوفة يقتل السوس سريعًا، ولكن قد تسوء الحكة والطفح الجلدي في البداية فقط. يجب أن يُلاحظ شفاء الجلد بعد مرور 4 أسابيع على بدء العلاج. يحتاج بعض الناس أكثر من دورة علاجية للتخلص من السوس نهائيًا.
الفحص والتشخيص
قد يُشخّص الجرب بالخطأ على أنه إكزيما أو التهاب جلدي لأن هذين المرضين يسببان حكة وانتفاخات جلدية. يجب على كل شخص يعاني من مشكلة جلدية لا يعرف سببها أن يستشير طبيبه لأن الأدوية المتداولة بغير وصفة لا تستطيع قتل الجَرب.
يُشخِّص الطبيب الجرب من خلال فحص الجلد أو باستخدام المجهر لفحص الحك (الجلد المحكوك).
أسباب الجرب
الجرب هو تفشي سوس القارمة الجربية والذي يُعرف أيضًا بسوس الحكة. بعد اختراق الجلد، تبيض أنثى السوس في النفق الذي حفرته. بعد تفقيس البيض، تنتقل اليرقات إلى سطح الجلد وتنتشر فوق الجسم أو تنتقل إلى جسم آخر في حال حصول اتصال جسدي.
ليس البشر النوع الوحيد الذي يُصاب بالجرب، فالقطط والكلاب قد تُصاب أيضًا، ولكن كل فصيلة يصيبها نوع مختلف من سوس الجرب. تتفاعل أجسام البشر مع سوس المخلوقات غير البشرية (السوس الحيواني) بطريقة بسيطة وعابرة، لكن هذا لا يمنع وقوع حالات إصابة شديدة بالسوس الحيواني ولكنها نادرة.
الجرب شديد العدوى وينتقل من خلال التلامس الجلدي أو من خلال استخدام مناشف أو أسرَّة أو أثاث عشعش فيه سوس الجرب.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالجرب هم:
- الأطفال في مراكز الرعاية اليومية أو المدارس
- آباء الأطفال الصغار
- الشباب النشطون جنسيًا والأشخاص متعددو الشركاء الجنسيين
- سكان مراكز الرعاية
- كبار السن
- الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة ويشملون المصابين بالإيدز والحاصلين على زراعة عضوية والذين يتناولون علاجات تُثبط المناعة.
العلاجات المنزلية
عادةً لا يُنصح بالعلاجات المنزلية. قد تُشفى بعض الإصابات دون تدخل علاجي. ولكن على العموم، يمكن للمصابين اتباع الخطوات الوقائية التي ستُذكر أدناه دون اللجوء للطبيب.
أظهرت الدراسات نتائج غير متوافقة حول قدرة العلاجات العشبية كشجرة الشاي وزيوت النيم على علاج الجرب، ولهذا يُنصح بزيارة الطبيب والحصول على وصفة دوائية.
الوقاية من الجرب
لمنع الإصابة مرة ثانية ولمنع الانتشار، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
- غسل جميع الملابس والمناشف والبياضات أو تنظيفها بوسائل جافة. عند الغسيل، يجب استخدام مياه صابونية حارة ويجب التجفيف على حرارة مرتفعة.
- ضع جميع الأغراض التي لا يمكن غسلها في أكياس بلاستيكية مغلقة لعدة أسابيع من أجل تجويع السوس.
- تنظيف المنزل بالمكنسة الكهربائية بكامله في اليوم الذي يبدأ فيه العلاج ويجب أن يشمل التنظيف السجاد والبُسط والمنجَّدات، رمي كيس المكنسة الكهربائية أو تنظيف علبة المكنسة جيدًا.
- إذا كان لديك شكوك بأنك مصاب بالجرب أو أنك ضمن خطر الإصابة به، استشر طبيبك.
اقرأ أيضًا:
التهاب السبلة الشحمية Panniculitis
المليساء المعدية Molluscum contagiosum
ترجمة: زهراء حدرج
تدقيق: علي قاسم
مراجعة: تسنيم المنجد