المليساء المعدية هي خمج جلدي يسببه فيروس المليساء المعدية. تُنتج نتوءات مرتفعة حميدة أو آفات جلدية تصيب الطبقات العليا من الجلد. عادةً ما تكون النتوءات صغيرةً غير مؤلمة وتختفي بمفردها، ونادرًا ما تترك ندبات عند تركها دون علاج، تختلف مدة مكوث الفيروس من شخصٍ لآخر، لكن يمكن للنتوءات أن تستمر من شهرين حتى بضع سنوات.

تنتقل المليساء المعدية عبر الاتصال المباشر مع شخصٍ مصاب بها أو بلمس أشياء ملوثة بالفيروس كالمناشف والثياب.

العلاج الدوائي والإجراءات الجراحية متاحة، لكن العلاج غير ضروري في معظم الحالات. تصعُب معالجة هذا الفيروس إذا كان جهاز المناعة لدى المصاب ضعيفًا.

أعراض المليساء المعدية

يمكن أن يتأخر ظهور أعراض الإصابة لستة أشهر بعد أن يتعرض الشخص للفيروس سواء كان طفلًا أو بالغًا. تتراوح فترة حضانة الفيروس بين أسبوعين وسبعة أسابيع.

يمكن أن يلاحظ المصاب ظهور مجموعة صغيرة من النتوءات غير المؤلمة، تظهر هذه النتوءات مفردةً أو على شكل لطخات تصل لحد العشرين وتكون عادةً:

  •  صغيرة جدًا، لماعة وملساء.
  •  بلون الجسم أو بيضاء أو وردية.
  •  قاسية مقببة ذات انخفاض أو تجويف في المركز.
  •  مملوءة بلب مركزي من مادة شمعية.
  •  يتراوح قطرها بين 2 و5 ميليمتر؛ بمعنى أن حجمها يتراوح بين حجم رأس القلم وحجم الممحاة في قمة قلم الرصاص.
  •  تظهر في أي مكان من الجسم عدا راحة اليدين وأخمص القدمين، وتظهر لدى الأطفال بشكلٍ خاص في الوجه والبطن والجذع والذراعين والقدمين وباطن الفخذ، بينما تظهر عند البالغين في الأعضاء التناسلية والبطن.

على أي حال، يمكن أن تظهر أعراض أكثر خطورة لدى مُضعَفي المناعة.

يصل قطر الآفة في بعض الأحيان إلى 15 ميليمتر؛ أي بحجم دايم dime (عملة معدنية)، تظهر النتوءات غالبًا في الوجه وتكون مقاومة للعلاج بشكل نموذجي.

أسباب الإصابة بالمليساء المعدية

يمكن للعدوى أن تنتقل عبر لمس الآفات الجلدية لشخص مصاب، ينقل الأطفال الفيروس أثناء اللعب الاعتيادي مع أطفال آخرين.

يلتقط المراهقون والبالغون العدوى عبر الاتصال الجنسي على الأرجح، تنتقل العدوى أيضًا أثناء ممارسة الألعاب الرياضية الالتحامية التي تتضمن لمس الجلد مكشوفًا كالمصارعة وكرة القدم.

يستطيع الفيروس البقاء نشطًا على الأسطح التي لمسها جلد مكشوف لشخص مصاب لذا يمكن أن تنتقل العدوى عبر مشاركة الأدوات الملوثة كقفازات كرة القاعدة، وبساط المصارعة وخوذ كرة القدم الأمريكية.

كما يمكن أن تنتشر الإصابة في أنحاء جسم المصاب عبر لمس النتوءات بجزءٍ آخر من الجسم أو خدشها أو حلاقتها.

عوامل خطر الإصابة بالمليساء المعدية

الجميع معرضون للإصابة بالمليساء المعدية، لكن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة من الآخرين وتتضمن:

  •  الأطفال بعمر السنة حتى سن العاشرة.
  •  سكان المناطق استوائية المناخ.
  •  مُضعَفي الجهاز المناعي لتوافر عوامل كنقل الأعضاء وعلاج السرطان.
  •  المصابين بالتهاب الجلد التأتبي atopic dermatitis، وهو شكل شائع من الأكزيما التي تسبب طفحًا حاكًا ومتقشرًا.
  •  الأشخاص الذين يمارسون الألعاب الرياضية الالتحامية التي يشيع فيها التلامس الجلدي المكشوف كالمصارعة وكرة القدم.

تشخيص المليساء المعدية ؟

يستطيع الطبيب غالبًا تشخيص هذه الإصابة بمجرد النظر إلى المنطقة المصابة بما أن النتوءات الجلدية التي يسببها الفيروس تتجلى بمنظر مميز، يمكن تأكيد الإصابة عبر خزعة الجلد أو قشره وفحصه.

علاج المليساء المعدية غير ضروري عادةً، لكن يجب دائمًا عرض أي آفة جلدية استمرت أكثر من بضعة أيام على الطبيب، سينفي التشخيص المثبت أي أسباب أخرى للآفة كسرطان الجلد skin cancer، والحماق chickinpox والثآليل warts.

المليساء المعدية Molluscum contagiosum الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج خمج جلدي يسببه فيروس المليساء المعدية آفات جلدية تصيب الطبقات العليا من الجلد

كيف تُعالج الإصابة بالمليساء المعدية؟

في معظم الحالات، إن كان جهاز المناعة لدى المصاب سليمًا لن يكون العلاج ضروريًا، فالنتوءات ستتلاشى دون تدخل طبي. لكن بعض الحالات تستوجب العلاج، مثل:

  •  كون الآفة ضخمة ومتموضعة في الوجه والعنق.
  •  إصابة الشخص بداء جلدي كالتهاب الجلد التأتبي.
  •  وجود شكوك لدى المصاب حول انتشار الفيروس.

يطبق الطبيب العلاج الأكثر فعالية، وهذا يتضمن العلاج بالبرد cyrotherapy، والتجريف curettage، والعلاج بالليزر laser therapy والعلاج الموضعي.

  •  في العلاج بالبرد، يُجمِّد الطبيب كل نتوء بالنيتروجين السائل.
  •  في التجريف، يستعمل الطبيب أداة صغيرة لثقب النتوءات وقشرها عن الجلد.
  •  في المعالجة بالليزر، يستخدم الطبيب الليزر لتدمير كل نتوء.
  •  في العلاج الموضعي، يضع الطبيب كريمات تحتوي على حموض ومواد كيميائية على النتوءات لحثها على التقشر عن طبقات الجلد العليا.

يمكن لهذه الطرق أن تُسبب ألمًا وندبات في بعض الحالات، وتتطلب التخدير أحيانًا.

يمكن أن تتطلب المعالجة عدة جلسات لأن هذه الطرق تتضمن معالجة كل نتوء على حدة. ستُطلب جلسات علاج إضافية كل 3 أو 6 أسابيع إن وُجد لدى المريض العديد من النتوءات الكبيرة حتى تختفي جميع هذه النتوءات. من الممكن أن تظهر نتوءات جديدة أثناء علاج النتوءات الحالية.

  • يصف الطبيب في بعض الحالات الأدوية التالية:
  •  حمض ثلاثي كلورو الخليك trichloroacetic acid.
  •  كريم بودوفيلوتوكسين podophyllotoxin موضعي (Condylox).
  •  كانثاريدين cantharidin Cantharone، الذي يُستخلص من الخنفساء المنفّطة blister beetle ويوضع من قِبل الطبيب.
  •  إميكويمود imiquimod Aldara.

يجب إعلام الطبيب عن كون المصابة حاملًا أو تخطط للحمل أو مرضعةً قبل استعمال هذه الأدوية أو أي أدوية أخرى.

يجب علاج المليساء المعدية إن كان المصاب مُضعَف الجهاز المناعي نتيجة الإصابة بفيروس HIV الإيدز أو استعماله لأدوية معالجة السرطان. يصعب نجاح العلاج لدى ضعيفي الجهاز المناعي أكثر من السليمين.

العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية antiretroviral therapy هو العلاج الأكثر فعالية للمصابين بفيروس HIV إذا كانوا مصابين بالمليساء المعدية لكونها تقوي عمل الجهاز المناعي لمقاومة الفيروس.

من المهم التحدث إلى الطبيب قبل المضي بالعلاج.

ما هي التوقعات المستقبلية للمصابين بالمليساء المعدية؟

ستختفي الإصابة بمفردها إن كان الجهاز المناعي سليمًا، نموذجيًا سيحدث هذا بالتدريج خلال 6 – 12 شهرًا دون ترك ندبات. لكن قد يستغرق اختفاء النتوءات عدة أشهر إلى بضع سنوات لدى البعض، ويمكن أن تستمر الإصابة لفترة أطول عند من يعانون من مشاكل بالجهاز المناعي.

عندما تتلاشى الآفة سيختفي الفيروس من جسمك، وعندما يحدث هذا لن تنتشر الإصابة إلى أماكن أخرى ولن تنقلها للآخرين، سترى المزيد من النتوءات فقط في حال تكررت العدوى.

خلافًا للحماق، لن تكون محميًا من عودة الإصابة إن سبق لك التعرض لها.

كيف تمكن الوقاية من المليساء المعدية ؟

الطريقة المثلى للوقاية هي تجنب لمس جلد المصابين، سيساعدك اتباع هذه الإجراءات في الحد من انتشار العدوى:

  •  غسل الأيدي بالماء الساخن والصابون.
  •  تعليم الأطفال طرق غسل اليدين السليمة عند التفاعل مع الآخرين واستخدام اللمس في اللعب.
  • تجنب مشاركة الأدوات الشخصية كالثياب والمناشف وأمشاط الشعر وألواح الصابون.
  •  تجنب مشاركة الأدوات الرياضية التي يُحتمل ملامستها للجلد المكشوف لشخص آخر.
  •  تجنب اللعب بأماكن وجود النتوءات من جلدك أو لمسها.
  •  احرِص على بقاء النتوءات نظيفة ومغطاة لوقاية نفسك والآخرين من لمسها وانتشار الفيروس.
  •  تجنب حلاقة أماكن انتشار النتوءات واستخدام التحليل الكهربائي electrolysis فيها.
  •  تجنب الاتصال الجنسي إن وجدت النتوءات في أعضائك التناسلية.

اقرأ أيضًا:

داء المبيضات الجلدي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ما هو مرض القوباء الحلقية (الفطار الجلدي) ؟

سرطان الفم: المراحل والأعراض والتشخيص

ترجمة: رضوان مرعي

تدقيق: علي قاسم

المصدر