عادةً ما يكون التهاب غشاء التامور حادًا، فيظهر فجأةً ويستمر لشهور عدة، وعادةً ما يختفي بعد 3 أشهر، ولكن أحيانًا يأتي جيئةً وذهابًا لعدة سنوات. إذا كنت تعاني من التهاب التامور ، فهذا يعني احمرار الغشاء المحيط بقلبك وانتفاخه (يشبه الأمر حالة الجلد المحيط بالجرح المُلتهب). أحيانًا يزداد حجم السوائل الموجودة بين طبقتي التامور ويطلَق عليها (انصباب التامور)، من الممكن لأي شخص أن يصاب بالتهاب التامور، لكنه يشيع بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و65 سنة.
التامور: عبارة عن كيس رفيع مكون من طبقتين ومملوء بالسوائل، يغطي السطح الخارجي من القلب، يمثل الدرع الواقي للقلب من العدوى والأورام الخبيثة ويحوي القلب داخل الجدار الصدري، وعلاوةً على ذلك، يمنع التوسع المفرط للقلب عند زيادة حجم الدم، فيحافظ على أداء القلب بكفاءة.
أعراض التهاب غشاء التامور:
من الممكن أن يسبب الالتهاب ألمًا حادًا في الصدر (ينتج الألم عن احتكاك القلب بغشاء التامور)، ويسوء الألم بالكحة والبلع، ويختفي بالوقوف والميل للأمام.
أحيانًا تشعر بالحاجة للانحناء أو الضغط الخفيف على الصدر؛ لكي تتنفس بارتياح.
من الأعراض الأخرى:
- ألم في الظهر والرقبة والكتف الأيسر.
- صعوبة في التنفس عند الاستلقاء.
- كحة جافة.
- قلق أو إجهاد
يمكن أن يسبب التهاب التامور تورمًا في القدم والساق والكاحل، ويُعتبر هذا التورُّم من أعراض التهاب التامور الضيق، وهذا نوع خطير من التهاب التامور، وفيه يصبح غشاء التامور صلبًا وسميكًا، وحينها لا تستطيع عضلة القلب أن تتمدد، وبهذا لا يستطيع القلب العمل كما ينبغي، فيصبح مضغوطًا، فيعود الدم مرةً أخرى إلى الرئة والبطن والرجل مُسببًا تورمًا، ومن الممكن أن يسبب نظمًا قلبيًا غير طبيعي.
إذا كنت تعاني من أعراض التهاب التامور الضيق، مثل قِصر النفس وتورم الرجل والقدم واحتباس الماء وخفقان القلب وانتفاخ شديد في البطن فعليك الذهاب إلى الطبيب.
انصباب التامور ودُكاك (اندحاس) القلب:
عندما تتراكم السوائل بين طبقتي التامور، تسبب حالةً تُعرف بانصباب التامور، وإذا كان التراكم سريعًا فإنها تسبب حالةً تُسمى دُكاك (اندحاس) القلب، وهي حالة تنتج عن التراكم المفاجئ للسوائل بين طبقتي التامور، فتمنع القلب من الأداء كما ينبغي، وقد تسبب انحدارًا في ضغط الدم.
يُعتبر اندحاس القلب حالةً مهددة لحياتك، وتتطلب تصريفًا فوريًا للسوائل.
أسباب التهاب التهاب غشاء التامور:
- التهاب التامور الفيروسي: يحدث نتيجةً لمضاعفات عدوى فيروسية، وعادةً ما يكون فيروسًا معويًا.
- التهاب التامور البكتيري: يحدث نتيجةً لعدوى بكتيرية، مثل مرض السل.
- التهاب التامور الفطري: نتيجةً لعدوى فطرية.
- التهاب التامور الطُفيلي: نتيجةً لعدوى طُفيلية.
- بعض أمراض المناعة الذاتية مثل: داء الذئبة (مرض جلدي)، التهاب المفاصل الروماتويدي وتصلب الجلد.
- أسباب أخرى لالتهاب التامور منها: إصابة في الصدر كالتي تحدث بعد حادثة سيارة وتُسمى التهاب التامور الرضحي (له علاقة بالصدمة)، ومشاكل صحية أخرى منها الفشل الكلوي والأورام والأمراض الوراثية مثل حمى البحر المتوسط الوراثية أو الأدوية التي تثبط الجهاز المناعي، ولكن نادرًا ما تحدث.
يزداد خطر الإصابة بالتهاب التامور بعد النوبات القلبية والجراحات القلبية (عمليات القلب) والعلاج الإشعاعي والعلاج عن طريق الجلد والقثطرة القلبية.
في هذه الحالات عادةً ما يكون التهاب غشاء التامور ناتجًا عن استجابة الجسم الخاطئة للتدخل الحادث، وقد يستغرق الأمر أسابيع لكي تظهر أعراض الالتهاب بعد الجراحة الالتفافية (عملية جراحية تخلق مسارات بديلة لتدفق الدم).
وفي أوقات كثيرة يكون سبب التهاب التامور غير معروف، ويطلَق على هذه الحالة (التهاب التامور مجهول السبب).
التشخيص:
هناك دليلان رئيسان لإصابتك بالتهاب التامور بدلًا من تعرضك لنوبة قلبية، وهما: ألم حاد في الصدر والجزء الخلفي من الكتف، وصعوبة في التنفس.
يُشخَّص التهاب التامور أيضًا بالاستماع لصوت القلب، فعند الإصابة بالتهاب التامور يكون الصوت أشبه بالأنين أو الاحتكاك، يُسمع الصوت بوضوح عن طريق السماعة عندما يميل المريض للأمام، وعند حبس النفس ثم إخراجه.
وتبعًا لمدى تطور الالتهاب لدى المريض، يمكن سماع صوت طقطقة (خشخشة) رئتي المريض، ما يوضح وجود سوائل في المساحات الموجودة حول الرئة.
ومن الاختبارات المستخدمة لتشخيص التهاب التامور:
- أشعة سينية على الصدر لرؤية حجم القلب، ولمعرفة ما إذا وُجِد سوائل في الرئة.
- مخطط كهربية القلب (ECG): لملاحظة أي تغيّر في نظم القلب، ويُلاحظ عند نصف المصابين بالتهاب التامور وجود سلسلة من أربعة أنماط مختلفة لنظم القلب، ولا يتأثر نظام القلب عند بعض المرضى، وإذا حدث تغيّر يكون مؤقتًا.
- مخطط صدى القلب: لملاحظة مدى دقة عمل القلب، ولتحديد وجود أي سوائل، أو انصباب تاموري حول القلب.
- التصوير المغناطيسي للقلب: لملاحظة أي التهاب تاموري، أو زيادة سمك الغشاء، أو وجود ضغط على القلب.
- الأشعة المقطعية: لملاحظة وجود كالسيوم أو سوائل أو التهاب أو تورم في التامور، أو وجود أمراض في المناطق المحيطة بالقلب. يستخدم صبغ اليود في هذا الاختبار لصورة أوضح للاتهاب -إن وُجِد-.
- القثطرة القلبية: لمعرفة ضغط القلب، وتستخدم لتأكيد الإصابة بالتهاب التامور الضيق.
- اختبار الدم: للتأكد من عدم الإصابة بنوبة قلبية؛ لمعرفة إلى أي مدى يعمل القلب بفاعلية، ولمعرفة حجم السوائل ما بين طبقتي التامور، ويُستخدم هذا الاختبار للمساعدة في تحديد نوع الالتهاب.
يتعرض بعض المرضى لاختبارات إضافية أخرى خاصة بأمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.
علاج التهاب غشاء التامور :
عادةً ما يكون علاج التهاب التامور الحاد أدوية خاصة بالألم والالتهاب مثل إيبوبروفين (مُسكن) وأسبرين، وتبعًا لسبب الإصابة بالالتهاب يمكن إعطاؤك مضادًا حيويًا، أو أدويةً مضادةً للفطريات.
إذا كنت تمتلك أعراض الالتهاب الشديدة، واستمرت فوق أسبوعين، أو اختفت ثم عادت مرة أخرى، يُرجَّح مضاد الاتهاب مثل الكولشيسين للعلاج؛ إذ يمنع عودة الإصابة بالتهاب التامور بعد الشفاء منه.
إذا كنت مصابًا بالتهاب التامور المزمن أو الدوري، يرجَّح العلاج بأدوية NSAIDs (أدوية مضاد للالتهاب) أو الكولشيسين لسنوات عدة.
طرق أخرى للعلاج:
في أغلب الأحيان تكون الأدوية هي العلاج الأمثل والوحيد للمصابين بالتهاب التامور، ولكن إذا كَثُر تراكم السوائل إلى حد الضغط على القلب، يحتاج المريض إلى ما يُسمى ببَزْل التامور، وهذه الطريقة تستخدم لسحب السوائل الزائدة من خلال أنبوب رفيع يُسمى القثطرة، تُوَجه القثطرة والإبرة إلى التامور باستخدام تخطيط صدى القلب، وإذا لم يُصرف السائل بالإبرة، تجرى عملية جراحية تُسمى نافذة التامور.
إذا كنت مصابًا بالتهاب التامور الضيق، فمن الممكن أن يُزال جزء من غشاء التامور، تُسمى هذه العملية باستئصال التامور.
وبمجرد التعافي من التهاب التهاب غشاء التامور ، يمكنك العودة إلى أنشطتك الطبيعية دون الحاجة إلى القلق من تأثير الالتهاب على الصحة العامة.
اقرأ أيضًا:
عيب الحاجز الأذيني: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
الذبحة الصدرية – الأعراض والأسباب والوقاية والعلاج
التهاب الشغاف : الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: محمود مرزوق
تدقيق: لبنى حمزة
مراجعة: تسنيم الطيبي